
في ظل التوتر المتصاعد في الشرق الأوسط عقب الهجمات المتبادلة بين “إسرائيل” وإيران، دعا وزير الدفاع الباكستاني، خواجة محمد آصف، إلى ضرورة بلورة موقف إسلامي موحد، وصفه بـ”العاجل والحتمي”، لمواجهة ما اعتبره تجاوزات خطيرة تمس بسيادة دول إسلامية وبالاستقرار الإقليمي ككل.
وجاءت تصريحات المسؤول الباكستاني خلال جلسة بالبرلمان، حيث عبّر عن قلق بلاده إزاء التصعيد الجاري، معربًا عن دعم إسلام آباد الكامل لطهران في وجه ما وصفه بـ”العدوان الإسرائيلي الصريح”، الذي قال إنه لم يعد يستهدف الفلسطينيين وحدهم، بل بات يهدد دولًا أخرى في المنطقة، وعلى رأسها إيران واليمن وسوريا.
وأكد وزير الدفاع أن استمرار الصمت العربي والإسلامي إزاء هذه الهجمات لا يخدم سوى مصالح “إسرائيل”، معتبرًا أن الانقسام الإسلامي هو الثغرة التي تستغلها القوى المعادية لتحقيق مآربها التوسعية.
وفي موقف حاسم، جدد آصف رفض بلاده القاطع للاعتراف بـ”إسرائيل”، مؤكدًا أن هذا المبدأ يمثل خطًا أحمر ثابتًا في السياسة الخارجية الباكستانية، ولا يمكن التراجع عنه إلا بعد تحقيق الحقوق الكاملة للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها إقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس.
كما دعا آصف إلى عقد اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي، من أجل تنسيق رد سياسي واقتصادي جماعي، يشمل قطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع تل أبيب، ووقف كافة أشكال التطبيع، باعتبار ذلك “مشاركة غير مباشرة في التغطية على الاعتداءات”.
وأضاف أن باكستان، رغم أزماتها الداخلية، لن تتخلى عن دورها التاريخي في الدفاع عن قضايا الأمة، مشددًا على أن الرد على الاعتداء لا يكون بالشجب وحده، بل بخطوات سياسية وميدانية تعكس الموقف الحقيقي للدول الإسلامية.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تتسع فيه رقعة المواجهة بين إيران و”إسرائيل”، وسط ترقب دولي لأي تطور قد يمس أمن الملاحة في الخليج أو يشعل مواجهة أوسع، الأمر الذي يضع العالم الإسلامي أمام مفترق طرق سياسي حرج.