لهذا السبب تجريد مؤثر جزائري من إقامته بفرنسا ووضعه بمركز ترحيل استعدادًا لترحيله إلى الجزائر
أقدمت السلطات الفرنسية على اتخاذ قرار بتجريد المؤثر الجزائري المعروف بلقب “دوالمين” من بطاقة إقامته، ووضعه في مركز احتجاز إداري (CRA) تمهيدًا لترحيله إلى الجزائر. وجاء هذا الإجراء على خلفية اعتقاله في مدينة مونبوليي، إثر نشره مقطع فيديو تضمّن تهديدات ضد معارضين جزائريين ومضامين كراهية ومعادية للسامية.
تحريض علني وتهديد للنظام العام
أعلن محافظ إقليم هيرولت، جنوب فرنسا، في تغريدة على منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، عن تجريد “دوالمين” من بطاقة إقامته ووضعه قيد الاحتجاز الإداري؛ مبرزًا أن “التحريضات العلنية على ارتكاب جريمة أو جنحة وتبرير التعذيب” الصادرة عن المشتبه فيه تشكِّل تهديدًا خطيرًا للنظام العام. وشدّد المحافظ على مسؤولية الدولة في اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لمنع هذه الممارسات ومعاقبتها.
حرب هجينة للنظام الجزائري في فرنسا
تأتي هذه الحادثة في سياق ما وصفه مراقبون بـ”الحرب الهجينة” التي يشنها النظام العسكري الجزائري في فرنسا، مستغلًا بعض المهاجرين الجزائريين غير الشرعيين، المقرّبين من الشبكات القنصلية، لخلق حالة من الاضطراب والتهديد لأمن واستقرار المجتمع الفرنسي. ويرى عدد من المتابعين أن خطوة السلطات الفرنسية بإلغاء إقامة “دوالمين” وإيداعه مركز الترحيل تعبّر عن تشدد متزايد تجاه أي تحريض أو خطاب عدائي يمس بالأمن العام أو يحرّض على الكراهية.
تداعيات ترحيل “دوالمين”
من المنتظر أن يواجه “دوالمين” إجراءات ترحيل سريعة إلى الجزائر، عقب انتهاء فترة احتجازه، ما قد يفتح الباب أمام تساؤلات حول مصيره في بلاده، خاصة بالنظر إلى طبيعة التهم الموجهة إليه. ويأتي هذا التطور ليؤكد عزم فرنسا على التصدي بحزم لأي أنشطة تهدد أمنها الداخلي، بالتوازي مع تزايد حدّة التوتر في العلاقة مع بعض المهاجرين غير النظاميين الذين قد يكونون على صلة بمخططات تشرف عليها جهات خارجية.
تسلط هذه الواقعة الضوء على تصاعد حدة المواجهة بين السلطات الفرنسية ومؤثرين يُشتبه في تورطهم في تحريضاتٍ علنية على العنف والكراهية، وما يرتبط بذلك من تهديد لأمن واستقرار البلاد. كما تكشف عن جزء من استراتيجية وصفها مراقبون بـ”الحرب الهجينة” التي يُتهم النظام الجزائري بشنّها في الخارج، موظفًا فيها عناصر تروّج لخطاب التطرف وتغذية النزاعات الداخلية والخارجية.