تشكل موضوع “الابتكار، ذكاء ريادة الأعمال والممارسات الإدارية” محور مناقشات خلال ندوة دولية نظمت، اليوم الجمعة، بالكلية المتعددة التخصصات بتازة، بحضور مجموعة من الأساتذة والباحثين والخبراء.
ويوفر هذا اللقاء العلمي، الذي ينظمه مختبر الأبحاث القانونية والسياسية والاقتصادية بالكلية المتعددة التخصصات بتازة، بشراكة مع مختبر الأبحاث المتعددة التخصصات في الاقتصاد والمالية والإدارة التنظيمية بكلية الحقوق والعلوم الاقتصادية والاجتماعية بفاس، مختبر الدراسات والأبحاث في إدارة المنظمات والتراب بكلية الحقوق والعلوم الاقتصادية والاجتماعية بفاس، والمركز المغربي للدراسات والأبحاث حول المقاولة الاجتماعية، فرصة للباحثين والفاعلين بمجال ريادة الأعمال وعلاقته بالابتكار من اجل خلق بيئة مناسبة للمقاولات.
وتهدف هذه الندوة الدولية إلى تسليط الضوء على أهمية الابتكار في مجال التسيير والتدبير المقاولاتي، وتطوير اعمال البحث بما تتطلبه الظروف والمتغيرات الدولية والوطنية.
وقد ركزت مختلف الكلمات الافتتاحية على أهمية الابتكار والذكاء المقاولاتي وريادة الأعمال والممارسات الإدارية في خلق بيئة مناسبة من أجل تطوير الحقل المقاولاتي بالمغرب واهمية الابتكار للرقي بهذه المقاولات، وكذا تجاوز مختلف الإكراهات التي تعيشها المقاولات جراء مجموعة من الأزمات، يجعل المقاولة أكثر دينامية وفق ما جاء به النموذج التنموي الجديد.
وقد عالج مختلف المتدخلين من خلال أربع ورشات، مجموعة من المحاور التي همت، ريادة الأعمال والابتكار، ريادة الأعمال والممارسات الإدارية، الابتكار وذكاء ريادة الأعمال والممارسات الإدارية.
وفي تصريح للجريدة، قال الدكتور جواد بوعرفة، نائب العميد في البحث العلمي والتعاون بالكلية المتعددة التخصصات بتازة، أن هذه الندوة الدولية التي اختير لها موضوع التجديد والمقاولات الذكية والممارسات التدبيرية، تأتي ضمن الأنشطة التي تنظمها الكلية المتعددة التخصصات بتازة، بمختلف الحقول المعرفية، والتي تعالج موضوع ذا راهنية في ظل الوضعية جد المعقدة التي يعيشها الاقتصاد العالمي.
وأضاف، أن الذكاء فيما يخص خلق المقاولات يستوجب تدبير محكم يأخذ بالاعتبار مختلف التعقيدات التي عرفها الاقتصاد العالمي سواء بعد الأزمة الصحية (كورونا) أو باقي الأزمات التي خلقتها الصراعات السياسية، وبالتالي فالموضوع يكتسي أهمية كبرى من اجل ملامسة مختلف جوانب تدبير هذه الأزمات.
جواد بوعرفة، قال، أن الابتكار لا يخص ما هو تقني وتكنولوجي فقط، بل أن يشمل أيضا الممارسات في التدبير والتسيير، والتي من شانها أن تخلق الثروة على المستوى العالمي وتساهم في خلق أفكار جديدة.
من جهته، قال عبد الرزاق الهيري، أستاذ بكلية العلوم الاقتصادية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، أن هذه الندوة تأتي من اجل تعميق النقاش حول دور المقاولة في خلق الثروة، وكذا تحقيق أهداف النموذج التنموي الجديد، كما تسلط الضوء على العراقيل التي تواجه المقاولة، والأفق الواعدة التي يتيحها الميثاق الجديد للاستثمار، الذي يعطي إطار فعال من اجل جعل المقاولة أكثر دينامية. مضيفا، أن الميثاق الجديد للاستثمار يركز على الابتكار باعتباره السبيل الوحيد لخلق مقاولة فاعلة ودائمة.
أسماء دياني، أستاذة باحثة بكلية العلوم القانونية والاقتصادية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، ورئيسة المركز المغربي للدراسات والأبحاث حول المقاولة الاجتماعية، أفادت أن هذا اللقاء الدولي، هو فرصة لإبراز أهمية الابتكار والذكاء المقاولاتي، وهو ما حاولت معالجته خلال مداخلتي كممارسة أكاديمية وممارسة بالمجال المقاولاتي، من خلال عرض واقع حال المغرب حول المفاهيم الثلاث، والممارسات على مستوى الابتكار والذكاء المقاولاتي، ومن أجل تطوير الحقل المقاولاتي بالمغرب، بحكم وجود مجموعة من السياسات العمومية والبرامج التي تشجع على خلق مثل هذه المقاولات.
وأضافت دياني، أن اللقاء يناقش علاقة المقاول بالابتكار، والذي لابد أن يشمل جميع المجالات التي من شأنها أن تساعد في خلق مقاولة مدرة للربح.
وأكدت دياني على ضرورة التربية على الحس المقاولاتي لدى الشباب الذي بإمكانه الخروج عن الأعراف التي تبنى على مماثلة الآخر، بل لابد من مخالفتها لأجل خلق مقاولة بإمكانها تلبية حاجيات المواطن وخلق أنشطة مدرة للدخل، لذلك تقول رئيسة المركز المغربي للدراسات والأبحاث حول المقاولة الاجتماعية، أن الممارسات المحدودة لا تعطي مجال للحرية من أجل خلق مستخدمين مبتكرين ذوي ذكاء مقاولاتي.
