المغرب

من يريد توريط الوطن والشعب؟

“ليست ورطة حزب بل هي محاوله لتوريط وطن وشعب”، مقال يتحدث فيه الخبير الاستراتيجي والمحلل السياسي مأمون التميمي، عن “الأزمة” التي يمر منها مسار تشكيل الحكومة الجديدة التي كُلف بتشكيلها الأستاذ عبد الإله ابن كيران.

الكاتب يقول إن حزب العدالة والتنمية لا يعيش أي أزمة، فقد جددت له ولاية ثانية، وجاء أولا في الإنتخابات، في حين أن الأزمة سببها بعض الأطراف التي لا تنظر إلى الأمور بسوية ولا بحكمة. مشددا على أن مطالب بعض الأحزاب للمشاركة في الحكومة هي مطالب يغلب عليها الطابع المصلحي وتغيب عنها روح المسؤولية وتغليب المصلحة الوطنية أو العامة.

ليست ورطة حزب بل هي محاوله لتوريط وطن وشعب: الخبير الاستراتيجي والمحلل السياسي مأمون التميمي

الأزمة التي يعيشها حزب العدالة والتنمية بقيادته عبد الإله بن كيران رئيس الحكومة الحالي إلى أن يتم تجديد الولاية له أو يفعل الله ما يشاء هي ليست أزمة حزب، فالحزب نجح بالانتخابات بما يؤهله لتشكيل حكومة بتحالفات مريحه، ولكن الشيء اللافت للانتباه، أن بعض الأحزاب وطرحها الذي تواجه فيه ابن كيران في عرضه لها من أجل التحالف والمشاركة هو طرح يفضي إلى الرفض بحجج مختلفة وكان بعض الأحزاب قرأت على يد شيخ واحد، فالبعض يطرح طرح يفضي إلى الرفض ليس بمنطلق أن العدالة والتنمية لا تسخى بإعطاء مقاعد الوزارات للأحزاب المطلوب ودها من أجل المشاركة بحمل الأعباء والهموم والسير بمسيرة الوطن الذي بفضل الله ثم بفضل ملك المغرب الحكيم  قطع شوطا من النهوض وسط تلاطم الأحداث الدولية والإقليمية ووسط الأزمات الاقتصادية الخانقة التي تضرب أعظم الدول وأعرقها في العالم والإقليم، ولكن الرفض يأتي من شراهة الطرح  المرسوم له أن يتم رفضه حتى يتم تعطيل تشكيل الحكومة من خلال نواب الشعب المنتخبين، والذي وضع الشعب فيهم ثقته رغم محاولات التشويه والإحباط ومحاولات البيع والشراء من بعض الأطراف التي لا تنظر إلى الأمور بسوية ولا حكمه.

إن هذا الرفض المدروس والمتفق عليه وكأن يد خفيه تديره وتوجهه من أجل تخريب مسيرة الديمقراطية ومن أجل إيقاف عجلة التقدم والنمو على أيد أناس زهدوا المال العام والخاص، وما عملوا إلا طمعا في رضى الله ثم رضى الملك والشعب، ولذلك حملوا الأمانة بنظافة يد ونظافة قلب ونظافة أهداف وبقوة شكيمة وإرادة.

إن تعطيل المسيرة من خلال المطالب التعجيزية التي طرحتها بعض الأحزاب التي حاورها ابن كيران من أجل المشاركة بحمل الأعباء والتقدم في المسيرة، هذا التعطيل الذي  دل على عدم وعي وشراهة في طلب الوزارات، فهذا الحزب يطلب نصف الوزارات حتى لا يبقي  للعدالة والتنمية والأحزاب الأخرى أي وزارات تسمح لهم بالمشاركة، ولا تبقي أي مجال للفاعلية، والحزب الآخر يطلب ثلث المقاعد والذي يليه يطلب ربعها وبعضهم يريد أن يحوز على أهم الوزارات دون أي تطلع  للمصلحة العامة وهي مصلحة الشعب والبعض يريد إقصاء أحزاب من أجل المشاركة.

إن تعطيل أمور ومصالح الناس من خلال تعطيل تشكيل الحكومة يدل أن هذه الأحزاب لا يعنيها مصالح الشعب التي أسست أحزابها بقصد خدمتهم، بل إن هذه الأحزاب تبحث عن مصالحها الخاص ونقطه على السطر. إذ لا يمكن أن يخلص للوطن ولا للشعب ولا للملك  من لا يقدر الأمور ولا يكون معقول في مطالبه  وطرحه.

إن عدم تقدير هذه الأحزاب لمعنى تعطيل تشكيل الحكومة في مثل هذه الظروف يدل دلاله واضحة أن أكثر هؤلاء القوم لم يعودوا معنيين بما سيؤول له الوطن من مفاجآت إن حدثت لا سمح الله، فهذا التعطيل هو ضرب للاقتصاد وهز للبلاد وتفعيل للإشكالات وهدم لما تم بنائه لا سمح الله، ولذلك إني انظر للصورة كمراقب يعشق المغرب وشعب المغرب وملك المغرب ويعشق النموذج المخلص في المغرب وعلى رأسه الصديق الذي عرفته منذ سنوات طوال وهو عبد الإله ابن كيران،  فو الله ما وجدت فيه إلا الإخلاص والهمة والإقدام والفعالية والصبر على كل البلاء والتواضع والزهد والحكمة التي تناسب هذا المنصب الذي أعرف تماما أنه مغرم له وليس مغنم، فهذا المنصب لم يغره بأن يغير بيته أو يغير عاداته أو أن يخرجه عن تواضعه، ومن هنا أقول له كان الله في عونك وعون ملك المغرب على هؤلاء الذين أغمضوا أعينهم عن رؤيا الطريق التي يسيرون فيها والتي قد يسقطون في مطباتها من حيث لم يحسبوا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WeCreativez WhatsApp Support
فريق صفروبريس في الاستماع
مرحبا