فاس

في غفلة من المسؤولين.. حي المسيرة يرتع في الفوضى

playstore

حي المسيرة يرتع في الفوضى : فوضى عارمة تلك التي يعيشها حي المسيرة بفاس من طرف أشخاص يستعملون “الزطاطة” لفرض الأداء على أماكن بالشارع العام، فحيث ما وليت وجهك بالشارع الرئيسي للحي، الذي يشهد حركة تجارية مهمة تذر دخلا محترما على عدد كبير جدا من الباعة الجائلين إلا ووجدتهم مبتئسين من “عصابة” تفرض عليهم رسوما من أجل استغلال حيز مكاني صغير هو في الأصل ملك عام، تعرض من خلاله السلع.
فذا الذي يبيعونه جزءا بسيطا من الشارع بمبلغ مهم يتجاوز 3000 درهم، وذاك الذي يجعلونه مكتريا لمكان آخر تختلف سومته من شخص إلى آخر، حسب الموقع ومدى جذبه للمشترين، ذلك أن الشارع تتوافد إليه ساكنة الحي بتجزئاته العديدة، حيث لا يكاد المار عشية يجد موطئ قدم له وسط تلك الحشود.
الباعة يجدون أنفسهم محاصرين تارة بحملات التطهير التي تشنها عليهم السلطات المحلية، وتارات أكثر مقيدين بقيود “الزطاطة” التي فرضت عليهم من طرف أشخاص يستندون إلى نفوذهم داخل الحي، وهو نفوذ اكتسبوه بالترهيب والتخويف ومعاقبة كل من سولت له نفسه التجرؤ على رفض “بلطجتهم” والوقوف في وجه “جبروتهم”، فيمنحون جزءا من نقودهم إلى أصحاب “الأكتاف الباردة” وكأن الشارع العام إرث منح لهم دون غيرهم، يفيد باعة متضررون.
وغير بعيد عن الشارع العام حيث تمارس “الزطاطة”، إقامات سكنية تشهد مشاكل لا تعد ولا تحصى، حيث تباع المخدرات ليلا، فقد وردنا من طرف عدد من الساكنة المتضررة أنه ما إن يتجاوز الليل منتصفه إلى أن يبدأ النداء على شخص يدعى “مصطفى”، حيث يمد هذا الأخير زبائنه بسطل مربوط بحبل، يضع الزبون فيه دراهم معدودات يصعد بها البائع إلى شقته التي تتواجد في الطابق الأول، ثم ينزل السطل للمرة الثانية وقد أودع فيه المخدر المطلوب.
بالإقامة نفسها تقام، حسب مصادرنا شديدة الاطلاع، حفلات مشبوهة تستقبل فيها شابات وشبان يستهلكون المخدرات ويطلقون الموسيقى بصوت شديد الارتفاع. تارة تمر الليلة “سالمة”، وتارات أخر تفتعل بينهم مشاكل فيبدؤون في كيل السب والشتم لبعضهم البعض باستعمال كلمات نابية تتسرب إلى مسامع الجيران.. وهم الجيران الذين ضاقوا ذرعا بهذه الممارسات، التي تقض مضاجعهم وتضطرهم إلى تغيير مكان سكناهم أو مواجهة مفتعلي المشاكل أولئك، ليجدوا أنفسهم في صراعات هم في غنى عنها.
مشاكل الإنارة العمومية هي مشاكل أخرى تنضاف إلى سابقاتها من المشاكل المطروحات، فيحدث أن يجد المار نفسه وسط شارع حالك الظلام، في مواجهة مصير مجهول، قد يغفل أو يغيب اللصوص فيه فيمر دون مشاكل، وقد يصادفهم فتمر الليلة قاسية على صاحبها تستلب فيها أشياؤه وقد يتعرض لطعنة غادرة أو وضع علامة على وجهه، تضاعف بؤس حياته.
ومشاكل تتراوح ما بين ضعف وسوء تدبير خدمات النظافة هي الأخرى تؤثث المشهد العام بحي المسيرة، فالأزبال متراكمة بين كل مكان وآخر، حيث أن عمال النظافة مهما اجتهدوا لا يتمكنون من مواكبة الارتفاع الملحوظ للكثافة السكانية بالحي، وهي كثافة تستدعي بالضرورة إضافة نقط جديدة لحاويات الأزبال، كي لا يضطر الساكن في تجزئة معينة إلى “شد الرحال” إلى تجزئة أخرى “متجولا” بنفاياته المنزلية لعدم توفر حاوية بالقرب من مكان سكناه، والأدهى من ذلك أنه أحيانا يحملها لمسافة ليست بالقصيرة فيجد حاوية التجزئة المجاورة مليئة عن آخرها، ليضطر إلى رمي تلك النفايات على الأرض، فتتراكم هي ونظيراتها الأخريات لتشوه منظر الحي، وتفرز روائح كريهة وحشرات وفئران تباغت المساكن المجاورة لتجد مستقرها هناك…

sefroupress
playstore

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WeCreativez WhatsApp Support
فريق صفروبريس في الاستماع
مرحبا