
في أعقاب القصف الجوي الذي نفذته “إسرائيل” على مواقع إيرانية ليل الخميس 12 يونيو 2025، توالت ردود الفعل الدولية والعربية المنددة، من بينها بيان لحزب العدالة والتنمية المغربي عبّر فيه عن تضامنه الكامل مع الشعب الإيراني، ووصف الهجوم بـ”العدوان الصهيوني الإرهابي الغادر”.
وأكد بيان الأمانة العامة للحزب، الصادر يوم الجمعة 13 يونيو، أن ما وقع “جريمة مدانة بكل المقاييس”، محذرًا من أن استمرار هذا التصعيد من شأنه أن يهدد السلم الإقليمي والدولي. كما وجّه الحزب انتقادًا حادًا لما اعتبره صمتًا دوليًا وتواطؤًا من قبل القوى الغربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة.
وفي السياق ذاته، قال القيادي بالحزب عبد العزيز أفتاتي إن “واجب الوقت يفرض التضامن مع الشعب الإيراني، شيعته وسنته”، معتبراً أن العدوان على إيران يندرج ضمن مسلسل طويل من “الانتهاكات الصهيونية” التي تستهدف وحدة الأمة.
وإذا كان صدور هذا الموقف عن حزب العدالة والتنمية المغربي، بمرجعيته الإسلامية، أمرًا غير مفاجئ بالنظر إلى مواقفه السابقة من قضايا الشرق الأوسط، فإن ما أثار الانتباه هو البيان الصادر عن وزارة الخارجية السعودية، والذي عبّر عن “رفض المملكة القاطع لأي اعتداء على سيادة إيران”، واصفًا ما جرى بأنه “انتهاك خطير للقانون الدولي” يستوجب موقفًا دوليًا رادعًا.
البيان السعودي أثار تفاعلًا واسعًا، كونه يأتي في وقت تتسم فيه العلاقات بين الرياض وطهران بالتحسن الحذر بعد سنوات من القطيعة. واعتبر مراقبون أن هذا الموقف يعكس تحولًا نوعيًا في مقاربة المملكة تجاه الأزمات الإقليمية، ويترجم مساعيها إلى التوازن بين العلاقات الدولية ومصالحها الاستراتيجية في المنطقة.
في المقابل، لم تُصدر بعد دول عربية أخرى مواقف صريحة، في وقت تتصاعد فيه المخاوف من توسيع رقعة التصعيد العسكري في الشرق الأوسط، خاصة بعد تصريحات “إسرائيلية” تُلمّح إلى إمكانية “استهدافات إضافية” خلال الأيام المقبلة.
وفي انتظار ما ستسفر عنه التطورات الميدانية والسياسية، تبرز المواقف المتضامنة مع إيران، سواء من أحزاب سياسية كـ”العدالة والتنمية” أو من دول محورية كالسعودية، كمؤشر على أن المشهد الإقليمي قد يشهد تغييرات في الاصطفافات، تتجاوز ما كان يُعتبر بديهيًا خلال العقد الماضي.