بيرو تعلن حالة الطوارئ في ليما بعد احتجاجات عنيفة لجيل Z

أعلنت الحكومة البيروفية، مساء الخميس، حالة الطوارئ في العاصمة ليما وعدد من المدن الكبرى، عقب اندلاع احتجاجات عنيفة قادها ما يعرف بـ”جيل Z”، أسفرت عن مقتل شخص واحد وإصابة أكثر من مئة آخرين، بينهم عناصر من قوات الأمن.
وتفجرت موجة الغضب بعد دعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي للتظاهر ضد ارتفاع تكاليف المعيشة، وتدهور الخدمات العامة، وتزايد معدلات البطالة في صفوف الشباب. وشهدت شوارع العاصمة مواجهات عنيفة بين قوات الأمن والمتظاهرين الذين رددوا شعارات تطالب بإصلاح النظام السياسي ومحاسبة المسؤولين عن الفساد وسوء التدبير.
وأعلنت وزارة الداخلية في بيان رسمي أن قرار فرض حالة الطوارئ يهدف إلى “إعادة النظام العام وحماية الأرواح والممتلكات”، مؤكدة أن القوات الأمنية ستواصل عملها “في إطار القانون واحترام حقوق الإنسان”.
في المقابل، نددت منظمات حقوقية بما وصفته بـ”الاستخدام المفرط للقوة”، مؤكدة أن السلطات لجأت إلى الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي لتفريق المتظاهرين، ما أدى إلى إصابات خطيرة في صفوف المحتجين.
ويرى مراقبون أن هذه الاحتجاجات تعبر عن أزمة ثقة عميقة بين الشباب والمؤسسات السياسية في بيرو، إذ يشعر جيل Z بأنه مهمّش من القرارات الاقتصادية والسياسية، في بلد يشهد تفاوتا اجتماعيا حادا رغم وفرة موارده الطبيعية.
ويرجح محللون أن استمرار التوتر قد يدفع الحكومة إلى الدعوة لحوار وطني واسع، غير أن الشارع يبدو متشبثا بمطالبه، خصوصا بعد أن تحولت الحركة الاحتجاجية من مطالب اجتماعية إلى دعوات لتغيير شامل في بنية النظام السياسي.
وتبقى بيرو، التي شهدت خلال السنوات الأخيرة سلسلة من الأزمات السياسية وإقالات متكررة للرؤساء، أمام اختبار صعب في كيفية التعامل مع غضب الجيل الجديد الذي يستخدم التكنولوجيا ووسائل التواصل كأداة تعبئة ومقاومة في آن واحد.




