عاشت بلجيكا ليلة استثنائية بعدما غزت الطائرات المسيرة أجواء عدد من مناطقها، ما تسبب في اضطرابات غير مسبوقة شلت جزئيا حركة النقل الجوي والبحري.
ففي بروكسل، اضطر مطار العاصمة إلى تعليق أنشطته لفترة قصيرة بعد رصد تحركات مكثفة لطائرات مسيرة مجهولة المصدر، قبل أن تمتد الفوضى إلى ميناء أنتويرب الذي عرف بدوره توقفا مؤقتا في الملاحة. أما مطار لييج فكان الأكثر تأثرا، إذ ظل متوقفا لساعات طويلة بسبب استمرار تحليق تلك الطائرات في محيطه.
وأمام هذا الوضع المقلق، عقد مجلس الأمن القومي البلجيكي اجتماعا طارئا قرر خلاله فرض تسجيل إلزامي لجميع الطائرات المسيرة، مع التنبيه إلى أن أي طائرة غير مسجلة ستُعتبر معادية وقد يتم إسقاطها فورا.
بلجيكا لم تتردد في طلب الدعم من ألمانيا التي استجابت بسرعة، في وقت بدأ فيه الجيش البلجيكي تنفيذ مناورات تجريبية لطائرات دفاعية من طراز MQ-9B بهدف تعزيز قدراته في مواجهة أي اختراق جوي محتمل.
الظاهرة لم تقتصر على بلجيكا وحدها، إذ أفادت تقارير بانتشار مماثل للطائرات المسيرة في عدد من المدن الأوروبية، ما أثار تساؤلات حول طبيعة هذا التحرك الغامض، وهل يتعلق بعمليات تجسس، أم أنه اختبار لأنظمة الدفاع الأوروبية في مواجهة “غزو الطائرات الصامتة”.
