حين كانت دار الشباب ادريس الأول بحي ستي مسعودة بصفرو هي المكان الوحيد لكل الأنشطة الثقافية و التربوية ، كان إسم لمعلم ادريس رحمه الله أشهر من نار على علم.
ذلك أن كل طفل و كل شاب دخل هذه الدار سواء كفاعل تربوي أو ثقافي ، أو كمتلقي ضمن جمهور الحاضرين ، كان يعرف أن في الدار رجلا همه الوحيد هو توجيه الأطفال و الشباب في اتجاه الخلق و الإبداع ، و يحاول جهد الإمكان حماية الشباب من مختلف الأشكال الانحراف السائدة كالتعاطي للمخدرات ، أو التوجه نحو الجنوح . فبحكم اشتغاله كإطار تربوي بدار الشباب ادريس الأول ، كان يعمل بكل حماس من أجل توجيه الأطفال و الشباب نحو تفجير طاقاتهم عبر مختلف أشكال الإبداع.
و الأهم من كل هذا كان يفتح الباب على مصراعيه أمام هؤلاء الأطفال و الشباب للاستفادة من فترات تخييم تصقل موهبتهم و تجعل منهم كيانات تعتمد على نفسها في وقت كانت إمكانية السفر معدومة لدى الغالبية العظمى من هؤلاء.
فرصة الاستفادة من المخيم التي كان المرحوم لمعلم ادريس يعمل على توفيرها لهؤلاء كانت بمثابة المنقذ من براثن الانحراف التي كانت تتهدد الأطفال و الشباب .
و يذكر غالبية هؤلاء الذين صاروا رجالا اليوم و يتحملون مسؤولية أطفال و أسر مناقب هذا الإطار التربوي الفاضل بكثير من التبجيل و الاحترام ، و منهم من دعا إلى تكريم ذكراه من خلال تسمية دار الشباب أو أحد فضاءاتها باسمه .
كيف لا وهو الذي كان لا يكل و لا يمل متى تعلق الأمر بخدمة الأطفال و الشباب.
و فوق كل هذه المجهودات التي بذلها رحمه الله في خدمة الناشئة ، اقتطع وقتا إضافيا خصصه لخدمة الشأن المحلي بمدينة صفرو من خلال عضويته بالمجلس البلدي الذي ترأسه المرحوم محمد يخلف في الفترة ما بين 1976 و 1983 .
و في البلدية أيضا قدم خدمات جليلة لفائدة قطاع التربية و الشباب و للمدينة عموما.
و ساهم من موقع المربي العارف في تنظيم مهرجان حب الملوك أيام بساطته التي يتذكرها الناس و يمنون النفس بعودتها .
رحم الله الحاج لمعلم ادريس و جعله من أهل الجنة جزاء له على ما أسداه من خدمات جليلة لفائدة أجيال ستظل تذكره بالمقام الذي يستحقه .
