جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس تستثمر في محاربة كوفيد 19 من خلال البحث العلمي والابتكار
– 54 مشروع بحث في الحصيلة
تبعا للـ”دعوة لتقديم المشاريع” التي أطلقتها وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي بشأن برنامج دعم البحث العلمي متعدد التخصصات في المجالات ذات الصلة بـ كوفيد 19، ووفقًا لاستراتيجيتها في البحث العلمي والابتكار، شجعت جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس مختبراتها المعتمدة على الانخراط في الأبحاث المرتبطة بهذا الوباء، وذلك من أجل اقتراح سبل تدبير أفضل للمشاكل والإكراهات المتولدة عنه، وإيجاد حلول للمشاكل الاقتصادية والاجتماعية والتقنية المطروحة. كما أنها فرصة للتدبر والتعلم من هذا الوضع غير المسبوق، من أجل إعداد بلادنا بشكل أفضل للتدابير الوقائية اللازمة لتفادي الأزمات المحتملة في المستقبل.
وفي هذا الإطار قامت جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس بالتنسيق مع جامعات (القطب الجامعي الجهوي) فاس-مكناس-وجدة الذي يتضمن (جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، وجامعة المولى إسماعيل بمكناس، وجامعة محمد الأول بوجدة، والجامعة الأورومتوسطية بفاس، والجامعة الخاصة بفاس، جامعة الأخوين بإفران)، من أجل تشجيع التآزر الجهوي واستكشاف سبل التعاون العلمي المثمر ، وتجميع الإمكانيات والخبرات للاستجابة على المدى القصير للأسئلة المطروحة، في أفق خلق شراكات دائمة وروابط مستمرة بين مختلف الباحثين والمختبرات المنتمية لهذا القطب الجامعي، وذلك من أجل المصلحة المشتركة والصالح العام.
وقد كانت نتائج هذه التعبئة مرضية للغاية، لأن مختلف مختبرات الجامعة استجابت بشكل إيجابي لهذه الدعوة من خلال تقديم مشاريع بحث مبتكرة وطموحة. ورغم الإكراهات المرتبطة بالحجر الصحي، فقد تم تقديم 54 مشروعًا داخل الآجال التي حددتها الوزارة، أي (30 أبريل 2020)، مما يؤكد الانخراط الفعال وغير المسبوق لمختبرات جامعة سيدي محمد بن عبد الله، وتجند الباحثين وتفانيهم في خدمة الوطن كل في مجال اختصاصه. وتجدر الإشارة إلى أن هذا العدد الكبير من المشاريع يهم تقريبا نصف مختبرات الجامعة (28 مختبرا) تنتمي لـ 11 من أصل 12 مؤسسة تابعة للجامعة. بحيث يختلف عدد المشاريع المقدمة من 1 إلى 6 مشاريع لكل مؤسسة، ومن مختلف الحقول المعرفية. وتمثل هذه المشاريع البالغ عددها 54 مشروعًا 40.3٪ من مجمل المشاريع التي قدمتها الجامعات المنتمية للقطب الجامعي الجهوي، بحيث تمثل مشاركة جامعتنا أعلى نسبة.
ويعد التركيز على الموضوعات التطبيقية، والتي يمكن أن تؤدي في المدى القصير إلى نتائج ملموسة، أولوية من أولويات استراتيجية تطوير البحث التي تم تسليط الضوء عليها في توصيات “أيام البحث” التي أطلقتها جامعة سيدي محمد بن عبد الله سنة 2018. كما أن هذا التوجه هو أيضًا اقتناع راسخ لدى باحثي الجامعة، الذين كان لهم حرص على وجاهة النتائج المتوقعة من مشاريعهم البحثية المقدمة في هذا إطار. ويتجلى ذلك في العدد الكبير من الأطقم والنماذج والتطبيقات الذكية وبراءات الاختراع والمنشورات المفهرسة. بحيث كان الهاجس الأول لهذه المشاريع هو إيجاد الحلول الأكثر ملاءمة لمواجهة التحديات الحالية والمستقبلية لبلدنا من حيث تدبير الأزمات بشكل عام ووباء Covid-19 بشكل خاص.
وتلتقي الطموحات في هذه المشاريع حول إنجاز التحليلات المتعمقة لفهم الوباء الحالي، على المستويين الوطني والجهوي. وهكذا ركزت الفرق الطبية بالجامعة على جوانب مهمة للغاية، مثل علم الفيروسات، والمناعة، والصحة، وعلم الأوبئة. بينما توجهت العديد من المشاريع الأخرى نحو النمذجة الرياضية للظواهر من أجل فهم وشرح تطورها. في حين توجه البعض الآخر نحو الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة (Big data) لتطوير تقنيات ومقاربات وقائية، وأدوات ذكية من أجل دعم القرار. كما تم اقتراح العديد من الموضوعات التي تركز على العلوم الإنسانية والعلوم الاجتماعية مثل علم النفس التطبيقي، والتضامن الاجتماعي، ورعاية المرضى، وتأثير الوباء على المجتمع والاقتصاد وسوق العمل، وغير ذلك.
وبهذه المناسبة، يتشرف رئيس الجامعة سيدي محمد بن عبد الله الدكتور رضوان مرابط بتوجيه خالص تهانئه لجميع الأستاذات والأساتذة الباحثين وطلاب الدكتوراه المنخرطين في ديناميكية التميز والالتزام الوطني. ويرجو لجميع مكونات الجامعة النجاح والصحة الجيدة.
والأمل الآن هو أن تجتاز هذه المشاريع بنجاح الخبرة العلمية التي سينجزها المركز الوطني للبحث العلمي والتقني حتى يتمكن حاملو المشاريع وفرقهم من تنزيلها على أرض الواقع. وجدير بالذكر أن قطب الجامعي الجهوي (فاس مكناس وجدة) سيستفيد من مبلغ 2.5 مليون درهم في إطار هذه “الدعوة للمشاريع”. ولتعزيز الديناميكية الحالية بين الأساتذة الباحثين، قررت جامعة سيدي محمد بن عبد الله ضخ غلاف إضافي بقيمة مليون درهم من ميزانيتها الخاصة.
