أمينة اوسعيد
حقل أخضر يانع يسر الناظرين. يسقى من ماء نتن. صاحب الحقل نفذ ما في جعبته من صبر. فهو يجزم أنه موسم فلاحي جاف ولا غيمة مطر تلوح في الأفق. ولا مال له ولا في استطاعته حفر بئر. هذه ليست حالة معزولة أشار إليها القلم بل الواقع أدهى وأمر.
أصبح سقي المحاصيل الزراعية والأشجار المثمرة بالمياه العادمة، حقيقة وجب الوقوف عندها لما تشكله من خطر يتهدد صحة المستهلكين المغاربة وسلامتهم، وكذلك تهدد الفرشة المائية. مما يستوجب التدخل السريع من قبل الجهات المسؤولة لتشديد المراقبة على الفلاحين الذين يستغلون المياه العادمة في سقي المحاصيل الزراعية والأشجار المثمرة، ببعض الحقول والضيعات. وجزر كل من سولت له نفسه استعمال هذه المياه في الأنشطة الفلاحية.
وكما يؤكد مختصون في الصحة أن هذه المياه تحتوي على معادن ثقيلة كالنحاس والحديد والزنك إضافة إلى المخلفات البشرية والحيوانية، وتضم فضلات المصانع الكيمياوية ومخلفات المستشفيات والأدوية، ما يجعلها تحمل مئات البكتيريا الخطيرة، التي تظهر تأثيراتها على الجسم بعد سنوات. فالماء المُلوث، يحمل فضلات بشرية، والأخيرة تضم أخطر أنواع البكتيريا الموجودة في الأمعاء ومنها الديدان، وهو ما يسبب أمراض التفوييد والطاعون والكوليرا، دون الحديث عن مخلفات المصانع والمستشفيات التي تصب جميعها في قنوات الصرف الصحي. مما يساهم بشكل مباشر في ضهور أمراض تسبب الالتهاب الذي يستقر في الأمعاء وعدم معالجته يتسبب في السرطان. وفي بعض الأحيان توفر هذه المياه على نوع خطير من الطفيليات يؤدي إلى إجهاض المرأة الحامل في الشهور الأولى من الحمل أو تضخم كبد الجنين في مراحل نموه الأخيرة.
استعمال هذه المياه يضر صحة المغاربة بشكل كبير ويساهم في ظهور أمراض جديدة يستعصي معها العلاج فهذا ناقوس خطر آخر يدق أبواب ضمائر أعماها الجشع وفضلت استخدام مياه لا تصلح للري أساسا. وفي هذا الإطار راسل بعض النواب الجهات المسؤولة للوقوف على عملية مراقبة هذه الضيعات ومعاقبة أصحابها.
