تاريخية وقداسة المسجد الأعظم بالمنزل لم تشفع له من "الاحتضار" تحت أعين ساكنة فوضت أمرها إلى الله

لا حديث بين ساكنة مدينة المنزل إلا عن المسجد الأعظم وسط المدينة والوضعية التي أصبح عليها منذ سنوات، حيث تزداد حالة بنيته التحتية سوءا  مع مرور الوقت، فيما تتضاعف سرعة التدهور.

وقال أحد مرتادي هذا المسجد التاريخي فضل عدم ذكر اسمه، أن أرضية المسجد أصبحت جد متدهورة وخاصة الجناح المخصص للوضوء والنظافة فأصبح مثيرا للاشمئزاز، ويحز في النفس أن يرى المرء بيتا يحظى بالقدسية في ديننا الحنيف يئن تحت الأوساخ والأدران والتدهور، وتصدمك الروائح الكريهة النتنة، والتي تزكم الأنوف، من المراحيض، يتأسف المتحدث بمرارة. 

ويضيف مواطن آخر متسائلا، ألا يستحق هذا المسجد الذي يحمل لقب الأعظم ولو بنزر من العناية من قبل ممثل الإدارة الوصية بصفرو؛ فهذا المسجد، حسب المصادر، بني في عهد السلطان مولاي سلميان؛ ألا يستحق عناية خاصة تليق برمزيته التاريخية وقيمته المعمارية، ضمن مخطط العناية ببيوت الله، وتوفير الظروف الملائمة لإقامة الشعائر الدينية فيها، في جو من الطمـأنينة والسكينة، بعيدا عن كل ما من شأنه التشويش أو المساس بوقارها وقدسيتها…يؤكد هذا المواطن والذي بدت عليه علامات الأسى والحزن.

  ويشار إلى أن هذا المسجد، والذي يعد مفخرة لمدينة المنزل والمنطقة، وللمغرب بصفة عامة، يعتبر من المساجد التاريخية ومن المآثر الفنية والتي تمثل الثقافة والمعمار المغربي الأصيل، كما يمثل إبداعات حية تبلور الفن الإسلامي بمعناه الواسع، وتشتمل على كنز فني وثقافي ذو قيمة نادرة نجده غالبا في النحت على الخشب والجبس والحجر والأعمدة والأقواس، حيث يعود تاريخه إلى أزيد من 300 سنة.

فهذا المسجد التاريخي يحكي قصة حضارة الأمة المغربية، وخاصة حقبة الدولة العلوية الشريفة، مما يعكس القيمة المتميزة والعناية الخاصة لهذه الصروح الدينية والحضارية وإبداع الفن المعماري الذي يجمع بين ثقافات وحضارات مختلفة، حتى أصبح لهذه الصروح رمزية عمرانية مهمة في شمال إفريقيا. 

وسيرا على نهج أسلافه الميامين أولى صاحب الجلالة عناية خاصة وموصولة لبيوت الله، حيث خص أمير المؤمنين صاحب الجلالة نصره الله عناية خاصة للمساجد بصفة عامة، وللمساجد التاريخية بصفة خاصة.