
تصدر المواطنون المغاربة قائمة الأجانب الذين حصلوا على الجنسية الإسبانية خلال سنة 2024، وذلك وفقا للبيانات الصادرة عن المعهد الوطني للإحصاء الإسباني (INE)، التي أظهرت أن أزيد من 43 ألف مغربي نالوا الجنسية الإسبانية خلال العام الماضي، في ما يمثل أعلى نسبة بين مختلف الجنسيات الأجنبية المقيمة بإسبانيا.
ووفقا لنفس المصدر، فقد بلغ العدد الإجمالي للأشخاص الذين حصلوا على الجنسية الإسبانية خلال سنة 2024 ما مجموعه 252 476 شخصا، بزيادة قدرها 5.1% مقارنة بسنة 2023. وتصدر المغاربة هذه القائمة بـ42 910 شخصا، يليهم الفنزويليون بـ35 403، ثم الكولومبيون بـ26 224.
النساء يتفوقن في نسبة الحاصلين على الجنسية
تشير الإحصائيات الرسمية إلى أن نسبة النساء ضمن المتجنسين بلغت 56%، بينما شكل الرجال 44%. كما أن الفئة العمرية الأكثر تمثيلًا هي تلك المتراوحة بين 30 و39 سنة، متبوعةً بالفئة بين 40 و49 سنة، ما يعكس توجها من طرف الشباب نحو تأمين مستقبلهم المهني والاجتماعي عبر الاستقرار القانوني داخل التراب الإسباني.
كتالونيا ومدريد في صدارة الجهات
من حيث التوزيع الجغرافي، جاءت جهة كتالونيا في المرتبة الأولى بـ68 755 حالة تجنس، متبوعة بـمدريد بـ48 288 حالة، وهو ما يشكل معا حوالي 46% من إجمالي المتجنسين.
طرق الحصول على الجنسية
حوالي 215 734 شخصا حصلوا على الجنسية الإسبانية عبر مسطرة الإقامة القانونية المستمرة، وهي الطريقة الأكثر شيوعا، بينما تم منح 36 407 جنسية عن طريق آليات “الخيار”، والتي تشمل القاصرين أو أبناء المواطنين الإسبان.
🇪🇸 إشكالية ازدواج الجنسية
يشار إلى أن القانون الإسباني ينص على ضرورة التخلي عن الجنسية الأصلية عند الحصول على الجنسية الإسبانية، باستثناء بعض الدول ذات الامتيازات الخاصة. ومع ذلك، فإن عددا كبيرا من المغاربة المتجنسين يحتفظون بجنسيتهم المغربية فعليا، إذ أن المغرب لا يعترف من جهته بسحب الجنسية من مواطنيه المقيمين بالخارج، مما يخلق وضعية قانونية “مزدوجة” من الناحية الواقعية.
تحليل وتفسير
تعزى هذه الأرقام المتزايدة إلى عدة عوامل، من بينها:
البحث عن الاستقرار القانوني والاقتصادي،
تسهيل حرية التنقل داخل الاتحاد الأوروبي،
تأمين الحقوق المدنية والاجتماعية، خصوصا للأبناء،
والاستفادة من الفرص المهنية في القطاعين العام والخاص بإسبانيا.
ويمثل هذا الرقم القياسي مؤشرا واضحا على اندماج الجالية المغربية في النسيج الاجتماعي الإسباني، ويعكس أيضا واقع الهجرة المغربية المعاصر، الذي بات يتجاوز البعد الاقتصادي ليشمل جوانب الهوية والانتماء ومستقبل الأجيال الجديدة.