يا أماهُ
الشعر يقتل
وأنا هنا وحدي
رويدا أموت ،
كل ليل
تصطف الكلمات في جمجمتي
وتصرخ ..
كمولود يريد أن يرى العالم بعين واحدة ،
فأرفع يدي الطويلة فجرا
وأكتب على الجدران
كشبح
أو كسجين حُكم بالمؤبد ،
كلما حاولت أن أغفو قليلا
إلا وأيقظني صوت أناي بسؤال
“يا أنت ، لماذا خلق جل الشعراء تعساء ؟“
فأجيب في العمق بلا تردد :
لأنهم يفهمون كل شيء تقريبا
ولأنهم يملكون قلوبا تتسع جراحها ،
كل لحظة تنزف حبرا
ولا تبرأ
لهذا هم يكتبون
ولا يملون عادة الكتابة ،
يا أماه
كذلك أنا
خلق قلبي هكذا ،
لكن بدل الجرح
ثقب ..
ثقب كبير أسود
كفوهة بركان
كعين القيامة ،
قلبي تدخله الريح كثيرا
وتدخله التعاسة
إني لأخاف أن أموت فجأة
أو أصير شاعرا ،
فكلاهما موت
ويا ليت الموت يموت !