صفرو

المنزل:مشكل الواد الحار يتفاقم بقنوات الصرف الصحي لجماعة أولاد مكودو، والساكنة تشتكي في صمت

playstore

  لا أحد يشك في كون خطورة المياه الملوثة الناتجة عن  مخلفات مجاري الصرف الصحي، والراكدة بمحاذاة عدة أحياء بمدينة المنزل، تتزايد يوما عن يوم، وتمثل مشكلة بيئية خطيرة . تتسبب في معاناة مستمرة للساكنة المجاورة مع الرائحة الكريهة والنتنة التي أصبح الهواء مشبعا بها طوال الوقت. وتنتشرعلى مسافة واسعة. إذ تزداد حدتها وتتضاعف خطورتها مع أشهر الصيف الذي بات على الأبواب، إبان الحرارة المرتفعة. حيث تنتشر أسراب الحشرات والذباب والبعوض… التي تتكاثر بشكل ملفت، وتهاجم منازل الساكنة. هذا إضافة إلى المشهد الكئيب والمنظر الكريه، الذي يخلقه مرأى هذه المستنقعات المكشوفة، والبرك المليئة بالأوحال والفضلات.

    تخمر المياه المتجمعة يؤدي إلى تسممها، وينذر حقا بكارثة بيئية خطيرة إذا ما استمر تجاهل المشكل، والتغاضي عن مضاعفاته في غفلة من المسؤولين. حيث أن مصدر المياه الملوثة لا يقتصرعلى تصريف مجاري المياه العادمة لبعض الأحياء ببلدية المنزل؛ بل إن مياه الواد الحار لجماعة أولاد مكودو بأسرها يتم تحويلها عبر مسافة تفوق خمسة كيلومترات تجري فوق السطح، لتتجمع بالمكان نفسه وتعمل على تشويه مناظر طبيعية خلابة على طول شريط الواد الحار المكشوف. لتختلط نسائم الربيع الخلابة، وتقاسيم الطيور، وعبق الزهور، بالروائح الكريهة النتنة.. ويتحول المكان إلى منظر كريه منفر، تشمئز منه النفوس، وتعافه الأعين.

sefroupress

   هذا المشكل البيئي الخطير الذي ما فتئ يزحف في صمت وثبات نحو أحياء مجاورة للمجرى العادم. لا جرم سيكون له أضرار وخيمة، وانعكاسات سلبية جمة على الساكنة والمنطقة ككل؛ وسيؤثر سلبا على النباتات والأشجار، والحيوانات والإنسان.. جراء قنوات مجاري مياه الصرف الصحي الحديثة التي تم إنشاؤها مؤخرا على مستوى جماعة أولاد مكودو، ليتم تفريغ مياهها العادمة بتراب جماعة المنزل. مما سيزيد حتما من تفاقم المشكل، ويكرس الوضع المتردي والمتدهور، لاسيما مع التجاهل المستمر الذي دأب عليه المسؤول الأول عن الجماعة الترابية، الذي تنصل كالعادة عن أداء مسؤولياته تجاه المواطنين بهذا الخصوص.. ولم يفكر في تدارك المشكل عبر احتواء المياه العادمة بداخل قنوات تصرفه بعيدا عن منازل الساكنة وأطفالهم. بل الأدهى من ذلك ـ كما أشارت بعض التصريحات ـ أن تفريغ المياه الملوثة لجل دواوير جماعة أولاد مكودو بتراب جماعة المنزل جاء دون عقد اتفاقية شراكة بين الجانبين، ودون التفكير في الانعكاسات السلبية للأمر. وهو ما أجبر عددا من المستشارين بجماعة المنزل على توجيه مراسلة للرئيس قصد إدراج هذه النقطة الحساسة ضمن الدورة العادية لفبراير 2017 لمناقشة الحلول المحتملة لتجاوز هذا المشكل البيئي الخطير، وتدارك ما يمكن تداركه. غير أنه كالعادة تعمد تجاهل الخوض في مجاهل هذا المشكل.. وآثر عدم إدراجه للمناقشة دون أن يقدم مبررات لذلك. كما تقدمت ساكنة مجموعة من الأحياء ببلدية المنزل بشكاية في الموضوع للجهات المسؤولة (ولاية فاس مكناس، عمالة إقليم صفرو، باشا المنزل) مرفقة بعريضة للتوقيعات؛ (تتوفر الجريدة على نسخة منها) قصد التدخل العاجل لإزالة أضرار هذا المشكل مع مطلع هذه السنة.. لكن دون نتائج ملموسة لحد الآن، حيث أن المشكل بات يتفاقم في صمت، وتزداد حدته تدريجيا مع قدوم الصيف في ظل التجاهل المريب لمعاناة الساكنة المستمرة.

playstore

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WeCreativez WhatsApp Support
فريق صفروبريس في الاستماع
مرحبا