المغرب

الملك محمد السادس يجدد الدعوة إلى الحوار مع الجزائر ويؤكد تمسك المغرب بالاتحاد المغاربي

جدد الملك محمد السادس، في خطاب يعكس ثبات الموقف المغربي تجاه الجارة الشرقية، التأكيد على أن العلاقات مع الشعب الجزائري تظل فوق كل الخلافات السياسية، مشددا على أن المغرب ظل ولا يزال حريصا على مد اليد من أجل حوار صريح ومسؤول مع الجزائر.وأكد العاهل المغربي أن الروابط التي تجمع بين الشعبين المغربي والجزائري، تتجاوز الاعتبارات الظرفية، وتشمل أواصر اللغة والدين والتاريخ المشترك والمصير الموحد. واعتبر أن هذه القواسم لا يمكن أن تنفصل مهما بلغت حدة التوترات السياسية بين البلدين.وقال جلالته إن المغرب عبّر غير ما مرة عن استعداده الصادق لحوار أخوي ومسؤول حول مختلف القضايا العالقة، في إشارة إلى المواقف المتكررة التي أعلنتها الرباط من أجل تجاوز الأزمة السياسية القائمة منذ سنوات، والتي ازدادت حدتها بعد قرار الجزائر الأحادي بقطع العلاقات الدبلوماسية في غشت 2021.وفي ما يمكن اعتباره موقفًا استراتيجيًا، أكد الملك أن التزام المملكة باليد الممدودة تجاه الجزائر ليس ظرفيا، بل ينبع من إيمان راسخ بوحدة الشعوب المغاربية وقدرتها على تجاوز اللحظات الصعبة، وهو ما يعزز صورة المغرب كطرف مسؤول ومتزن في تعاطيه مع محيطه الإقليمي.وفي سياق إقليمي أشمل، شدد جلالته على أهمية تفعيل مشروع الاتحاد المغاربي، معتبرًا أن هذا البناء الجهوي لن يكتمل دون انخراط فعلي وجاد من المغرب والجزائر، إلى جانب باقي دول المنطقة. وهي رسالة ضمنية تؤكد أن الجمود السياسي بين الجارتين يعرقل آمال الشعوب المغاربية في تحقيق التكامل والاندماج.ويأتي هذا التأكيد من العاهل المغربي ليعيد طرح السؤال حول مدى استعداد السلطات الجزائرية للاستجابة لهذه الدعوة المتجددة، خاصة في ظل تواتر المبادرات المغربية التي تقابل عادة بالصمت أو التصعيد من الجانب الجزائري.وبهذا الخطاب، يكون الملك محمد السادس قد أعاد التأكيد على الثوابت الديبلوماسية للمغرب تجاه الجزائر، في إطار من المسؤولية والرصانة، مجددًا دعوته إلى تجاوز الخلافات السياسية من أجل مستقبل مشترك تتطلع إليه شعوب المنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى