أبرمت المملكة المغربية اتفاقا جديدا مع شركة ايرباص هليكوبترز يقضي باقتناء عشر مروحيات متطورة من طراز H225M، في خطوة تندرج ضمن مسار تحديث اسطول القوات الملكية الجوية والرفع من جاهزيتها في مختلف المهام العسكرية والانسانية. وتأتي هذه الصفقة لتعويض مروحيات بوما التي رافقت الجيش المغربي لاكثر من اربعين سنة.
وأوضح بلاغ صادر عن الشركة الاوروبية ان اختيار الرباط لهذا الطراز يعكس متانة التعاون القائم بين الطرفين منذ سنوات، كما يؤكد الثقة التي تحظى بها مروحيات ايرباص المعروفة بقدرتها على الاشتغال في الظروف القاسية والعمليات المعقدة. واعتبر الرئيس التنفيذي للشركة برونو ايفان ان المغرب اتجه نحو نموذج رائد في فئة المروحيات متعددة المهام، مشيرا الى ان H225M اصبحت احدى اهم الخيارات المعتمدة لدى عدد من الجيوش حول العالم.
وستتسلم القوات الجوية هذه المروحيات مجهزة بانظمة حديثة تشمل رافعتين للانقاذ وكاشفا ضوئيا عالي الاداء ونظام Safran Euroflir 410 للمراقبة، اضافة الى قابلية تزويدها برشاشات ومنظومة حرب الكترونية لتعزيز الحماية الذاتية للمروحية وطاقمها. كما يتضمن العقد خدمات الصيانة والدعم التقني الرقمي لضمان الجاهزية الدائمة لهذه الطائرات.
ويعد طراز H225M واحدا من اكثر المروحيات انتشارا عالميا، اذ يتجاوز عدد الوحدات العاملة منه ثلاثمئة وستين مروحية لدى دول عديدة بينها فرنسا وهولندا والبرازيل والمكسيك وسنغافورة وماليزيا واندونيسيا والكويت والعراق، مع اقتراب مجموع ساعات طيرانها من حاجز المليون ساعة.
وتندرج هذه الخطوة ضمن الحضور المتنامي لشركة ايرباص في المغرب منذ خمسينيات القرن الماضي، من خلال مصانع ووحدات صناعية متخصصة في صناعة اجزاء هياكل الطائرات وصيانة التجهيزات الالكترونية. كما سبق للشركة ان اعلنت عن تأسيس مركز مخصص لصيانة المروحيات العسكرية المغربية، يرتقب ان يتحول تدريجيا الى منصة اقليمية موجهة لدول غرب افريقيا.
وتجسد هذه الصفقة امتدادا للسياسة الدفاعية التي ينتهجها المغرب خلال السنوات الاخيرة، والقائمة على تحديث تجهيزاته العسكرية ورفع قدرات قواته الجوية في ظل التحولات الاقليمية والدولية، بما يضمن الحفاظ على الجاهزية العملياتية وتعزيز امن البلاد واستقرارها.
