العالمالمغرب

بريطانيا تتراجع عن دعم كابل الطاقة مع المغرب: مشروع ضخم يعلق لأسباب أمنية

في خطوة مفاجئة، اعلنت الحكومة البريطانية انسحابها من مشروع الطاقة الضخم الذي يربط المغرب بالمملكة المتحدة عبر كابل بحري يمتد على مسافة تفوق 3800 كيلومتر، كان من المفترض ان ينقل الطاقة النظيفة من الصحراء المغربية الى الاراضي البريطانية.

ويعد هذا القرار ضربة موجعة لمشروع “Xlinks” الطموح، الذي صمم لتأمين ما يعادل 8 بالمئة من احتياجات بريطانيا من الكهرباء، من خلال مزيج من الطاقة الشمسية والريحية المنتجة في جنوب المغرب. المشروع الذي قدرت كلفته باكثر من 30 مليار دولار، كان من ابرز المبادرات العالمية في مجال التحول الطاقي الاخضر، واستقبل منذ اطلاقه باهتمام اوروبي واسع.

ورغم الطابع الاستراتيجي للمشروع، اكدت وزارة الطاقة البريطانية ان قرار التخلي عنه جاء بناء على مراجعة امنية شاملة، دون تقديم تفاصيل دقيقة حول طبيعة هذه التحفظات، مكتفية بالاشارة الى ان الحكومة ستركز على مشاريع طاقية اقرب واقل تعقيدا من الناحية الجيوسياسية.

القرار اثار ردود فعل متباينة في الاوساط البيئية والاقتصادية، حيث اعتبره البعض تراجعا عن التزامات لندن في ما يخص الانتقال الى الطاقات المتجددة، في حين رأت اطراف اخرى ان التخلي عن هذا المشروع الضخم قد يكون فرصة امام المغرب لاعادة توجيه استثماراته نحو السوق الاوروبية والافريقية.

من جهتها، لم تصدر الحكومة المغربية او الشركة المنفذة “Xlinks” اي تعليق رسمي على القرار حتى الان، لكن مؤشرات سابقة كانت توحي بصعوبات تتعلق بالتمويل والتقاطع بين الاعتبارات التقنية والسياسية، في وقت تمر فيه العلاقات بين الرباط ولندن بمرحلة هادئة لكن غير متقدمة.

يذكر ان مشروع “Xlinks” لم يكن مجرد خط لنقل الكهرباء، بل كان يمثل نموذجا للتعاون الطاقي العابر للقارات، ويراهن عليه في رسم خريطة جديدة للامن الطاقي الاوروبي. ومع انسحاب لندن، تبقى الكرة في ملعب الرباط لاعادة ترتيب اولوياتها الطاقية، وربما فتح الباب امام شراكات بديلة مع دول تبحث عن مصادر طاقة مستدامة وموثوقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى