على غير عادتهم في التفاعل الإيجابي مع البلاغات التي ضجت بها الساحة الحزبية في الأسبوع الأخير، تلقف نشطاء الفايسبوك ومتتبعو الشأن السياسي الوطني بلاغ رئيس الحكومة المكلف أمين عام حزب العدالة والتنمية عبد الإله بن كيران، حول مشاورات تشكيل الحكومة، بكثير من الإشادة والتنويه. واعتبر نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بلاغ ابن كيران “مدافعا عن إرادة الشعب من أي تبخيس، وصائنا لحرمة التعيين الملكي من عبث البعض، ومتمسكا بالدستور ميثاقا لعقلنة ممارسة السلطة بالبلاد ودمقرطتها، وممانعا لنزوعات روح التحكم الشريرة التي تتلبّس البعض”. وأشار مدونون إلى أن البعض لم يع جيدا أن الشعب المغربي قد جعل حزب العدالة والتنمية أول الأحزاب في الانتخابات التشريعية للسابع من أكتوبر، وأن ملك البلاد، عيّن أمين عام حزب العدالة والتنمية، بما هو الحزب المتصدر لنتائج الاقتراع، رئيسا للحكومة مكلفا بتشكيلها، وفق ما تقتضيه المنهجية الديمقراطية المتضمنة في الدستور. واستهجن ذات النشطاء من نصّب نفسه، ضد إرادة الشعب وخارج نطاق التعيين الملكي، رئيسا مزعوما للحكومة ليباشر بدوره مشاورات مع الأحزاب بالموازاة مع مشاورات رئيس الحكومة الدستوري، مشيرين إلى أنها روح التحكم التي تسكن بعض الهيئات البالية في أبشع صورها.
وقال ذات النشطاء إن الشعب المغربي، ومن خلال تصويته في السابع من أكتوبر، قد منح لكل حزب قيمته السياسية من خلال المقاعد التي حصل عليها، رافضين أن يتم العمل على تقويض ما تم فقدانه في الانتخابات بأساليب أخرى. وتساءل آخرون، من خلال تعليقات لهم على الصفحة الرسمية للأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بن كيران، “كيف يعقل الرد على مشاورات ثنائية لتشكيل الحكومة مع الرئيس المعين ببيان مع شركاء ينشر في وسائل الإعلام؟!”.
ووصف متابعون بلاغ بن كيران الأخير بكونه لا يعكس فشله في تشكيل الحكومة، وإنما يجسد انتصار الرجل لإرادة المغاربة واحترامه لأصواتهم بعد أن قدم تنازلات تليق بصفة “المحاور المرن”، وتفاوض بتواضع يليق بأخلاق المغاربة، وتساهل مع مطالب الأحزاب الأقل شعبية منه لأجل مصلحة البلاد العليا بتسريع خروج التشكيلة، مضيفين أنه، ببلاغه اليوم، “تصرف كرجل حر وسياسي جدي“.
