عملية ميدانية لافتة تعيد خلط الأوراق غزة

شهدت الجبهة منذ السابع من اكتوبر عملية وصفت بالأكثر تعقيدا وعمقا خلال الأشهر الأخيرة. فقد تحركت مجموعة صغيرة من المقاومة ونفذت خطة ميدانية محكمة، استهدفت تشكيلات عسكرية متقدمة، وأدت إلى انفجارات واشتباكات مباشرة خلفت قتلى وجرحى.
العملية أسفرت أيضا عن أسر أربعة جنود في قلب الميدان، وهو تطور غير مألوف في العمليات السابقة التي اقتصرت غالبا على محاولات غير مكتملة. هذه المرة حملت العملية نتائج ميدانية واضحة، جعلتها محط متابعة واسعة وتحليلات مختلفة.
في المقابل، أقر الجيش “الإسرائيلي” بوقوع خسائر وأعلن تفعيل إجراءات ميدانية استثنائية، في محاولة لتقليص الأضرار ومنع تكرار السيناريو ذاته. غير أن العملية أعادت طرح أسئلة حول التوازنات القائمة وإمكانية حدوث تحولات في طبيعة المواجهة المستمرة منذ أشهر.
المراقبون اعتبروا أن ما جرى لا يقتصر على كونه حدثا ميدانيا، بل يعكس أيضا تغيرا في أسلوب إدارة المعركة. فالنجاح في أسر جنود يعني إضافة ورقة جديدة إلى معادلة الصراع، وهو ما قد ينعكس على مسار المفاوضات أو على طبيعة المواجهات المقبلة.
المشهد يوحي بأن الصراع دخل مرحلة أكثر حساسية، حيث لم يعد الميدان محكوما فقط بالقدرات العسكرية، بل أيضا بمدى القدرة على استثمار أي حدث لتحقيق مكاسب سياسية أو تفاوضية.




