تبون يفر من باريس إلى روما.. بعد ان باعوا كل شيء وبقي يبحث عن مشتر

في خطوة توصف بانها هروب الى الامام، حل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بالعاصمة الايطالية روما، حاملا حقيبة ممتلئة باتفاقيات الغاز وملفات الاستثمار، في محاولة يائسة لبيع ما تبقى من اوراق مهترئة لنظام بات مكشوفا اقليميا ودوليا.الزيارة التي احيطت بضجة اعلامية جزائرية، جاءت بعد سلسلة من الصفعات الدبلوماسية التي تلقاها النظام العسكري، كان اخرها الفتور التام في علاقاته مع فرنسا، بعدما بدأت باريس تقترب اكثر من الطرح المغربي بخصوص الصحراء، ولو بصمت. فرنسا لم تعد تثق في لعبة تبون، وبدأت تراجع موقعها التقليدي داخل الجزائر، في وقت تعزز فيه شراكتها مع الرباط على اساس واقعي واستراتيجي.قبلهما، كانت اسبانيا قد انهت الجدل، باعتماد مبادرة الحكم الذاتي المغربية كاساس وحيد للحل، تبعتها البرتغال، ثم دول اوروبية اخرى، لتغلق بذلك اخر النوافذ التي كان يتسلل منها النظام الجزائري بخطاب بائد لم يعد يجد من يصغي اليه.تبون حمل ازمته الى ايطاليا، وذهب يلوح بعقود الغاز والصفقات، ظنا منه ان روما ستصطف خلفه في معركته الموهومة ضد المغرب. لكن الحقيقة ان ايطاليا، كغيرها من العواصم الاوروبية، تبحث عن مصالحها، لا عن شعارات متحجرة من زمن الحرب الباردة.الايطاليون، رغم انفتاحهم المؤقت على الجزائر لاسباب طاقية، يعلمون ان الرهان الاستراتيجي في المنطقة اسمه المغرب. وان كل مشروع استثماري او سياسي ناجح في غرب المتوسط لا يمكن ان يتجاهل الرباط، بما تملكه من استقرار وموقع متقدم في افريقيا واوروبا.زيارة تبون الى روما ليست علامة قوة، بل تعبير صارخ عن العزلة. عزلة نظام بات يطارد السراب، ويبيع الوهم لشعب انهكته السياسات الفاشلة، والبطالة، والقمع، وحرائق الغابات التي لا يجد لها النظام حلا الا بخطاب المؤامرة.كل ما تبقى لتبون الان هو التنقل من عاصمة الى اخرى بحثا عن اعتراف، عن شراكة، عن دعم، لكن القطار الاوروبي غادر المحطة، ولم يعد في انتظاره احد.




