تعتبر سميرة لحبالات ابنة إقليم صفرو، فاعلة استثنائية استطاعت أن تشق مسارا متميزا في الميدان الفلاحي بإقليم صفرو، لاسيما فيما يرتبط بتثمين الحليب وتربية المواشي، لاسيما البقر.
وتعتبر لحبالات، ذات ال49 ربيعا، نموذجا ساطعا للمرأة المغربية المكافحة التي آمنت بحلمها وضحت بالغالي والنفيس من أجل تحقيق طالما راودها وعملت بجد وتفان من أجل إخراجه إلى حيز الوجود.
ويتواجد مقر تعاونية هذه الفاعلة بدوار علي اوزايد بجماعة كندر سيدي خيار التابعة لإقليم صفرو، حيث جعلت منه فضاء مخصصا لبيع منتجاتها ، وفي الآن ذاته منتجعا للاستقبال الزوار باعتباره يضم جناحا للأبقار والماشية وجناحا آخر يضم صالونا مغربيا تقليديا ومقهى عصريا.
وأكدت هذه الفاعلة المتميزة، في تصريح لصفروبريس، أن الحلم الذي كان يراودها منذ الطفولة هو إنجاز مشروع يتمثل في تثمين الحليب وإنتاج الأجبان بمختلف أنواعها بجودة عالية ترضي أذواق ورغبات مختلف الزبناء.
وأضافت أنها تحرص على اعتماد طرق طبيعية محضة في الإنتاج وتحويل الحليب حيث تعمل على تسخينه وبسترته ، وتمر بعدها لعملية إنتاج الأجبان والزبدة باعتماد عدد من الآلات والتقنيات.
وتستعين سميرة لحبالات في عملها بسيدتين تساعدانها في مختلف المهام، بينما تسهر هي شخصيا على مراقبة سلامة وجودة المنتوجات وتثمينها وتحويلها بالنظر إلى الخبرة التي راكمتها في المجال وحصول على شهادة متخصصة .
ومن أجل تسويق منتجاتها على أوسع نطاق، قامت سميرة بوضع علامات للتشوير في مختلف الطرق التي توصل لفضاء تعاونيتها الجميل، وتكتفي حاليا بتسويق منتجاتها داخل فضاء التعاونية بالنظر إلى عدم توفرها على الوسائل والإمكانيات اللازمة لتسويق منتجاتها بالمنازل أو الأسواق الممتازة.
وتحرص هذه السيدة كلما سنحت لها الفرصة على المشاركة بمعارض محلية وجهوية ووطنية، للتعريف بمنتجاتها بشكل أكبر وتعزيز تسويقها، مشيرة في السياق ذاته إلى تزايد الإقبال بشكل ملحوظ على اقتناء منتجاتها.
وأبرزت لحبالات أن ما يميز منتجات تعاونيتها هو خلوها التام من المواد الكيميائية، معبرة عن الأمل في أن تتمكن من توسيع نطاق مشروعها الذي يهم أيضا تربية الأبقار، وتعزيز تسويق منتجاتها على المستويين المحلي والوطني.
وبعدما أشارت إلى أن الهاجس المادي لم يكن أبدا مهما بالنسبة لها ولمشروعها، أفادت السيدة لحبالات بأن دعم ومساندة وتحفيز أفراد عائلتها شكل عاملا أساسيا وهاما في نجاح مشروعتها ووصوله إلى ما هو عليه الآن، مؤكدة أنه لولا دعم العائلة لما حققت النجاح المطلوب.
وبالنسبة لهذه السيدة الاستثنائية التي اختارت الهجرة العكسية من المدينة إلى البادية، خلافا لما هو سائد، فإن “المرأة المغربية قادرة على مواجهة جميع الصعاب أيا كانت في سبيل تحقيق حلمها”، مضيفة أنه رغم مجابهتها عددا من الإكراهات فإنها مصممة على مواصلة العمل دون كلل.
سميرة لحبالات هي إذن نموذج للمرأة المغربية المثابرة والمكافحة المؤمنة بقدراتها على إنجاح مشروعها وإيصاله إلى بر الأمان، رغم الصعوبات والإكراهات المطروحة.
