غير مصنف

خالو يكتب : النهايات أخلاق

حين تهمس اللحظة الأخيرة بالحقيقة كلهاحين تقترب النهاية، تنكمش الأقنعة، وتصمت الأدوار،وتكشف الصور وتبقى الأخلاق وحدها واقفة في الضوء عارية من كل زيف،شاهدة على طريقة الوداع ومشهد الرحيل،ولا ذكرى أنقى وأبقى من تلك التي تُختتم بنبلٍ جميل وصمت كريم. إنّ في كل ختام بصمةَ روح، فاختر أن تكون بصمتك عطراً، لا شوكة دبوس.في الحياة، لا تظهر جوهريّة الأخلاق في ضجيج البدايات ولا في بهجة الوصول،بل في سكينة الرحيل وجمال وجلال الوداع النهايات صادقة صريحة لا تكذب أبدا ،ولا تحتمل المجاملة؛ هي مرآة صادقة للنوايا، وامتحان حاسم للقلوب، وما تحمله من كدر أو صفاءمن يختار الانسحاب برفق، أو يودّع بكلمةٍ ندية، أو حتى بصمتٍ يتقاطر احترامًا، يكشف عن نقاء داخلي وصفاء روحي بهي.وليس من يغادر بقطيعة وبصخب كبير، كمن يغادر بكلمة عذبة أو بعناق حار أودمعة ساخنة أو بصمتٍ نبيل حتى الأول يترك جراحات وكلوم عائرة ، عصية على النسيان والثاني يترك جمالًا يتردّد صداه في أعطاف الروح.شتّان شتان بين من يمزق الستائريخلع الأبواب ويرحل، ومن يُغلقها بلطف ويغادر كما يُغلق جناح فراشة بتلات زهرة برية .ليس مقياس العلاقات ما تبدأ به من دفء وحرارة ، بل ما تنتهي به من لطف فضل . فالنهاية هي توقيع وختم أخير على وثيقة الذاكرة، إمّا أن تبقى بها محبوبًافي سجل الخالدين ، أو تُنسى نذلا في دركات …..إن أخلاق النهاية لا تحفظ فقط صورتك في أعين الناس، بل تكشف لك ذاتك أمامك من غير مساحيق : هل كنت رحيمًا ؟هل غادرت بأقل الخسائر الممكنة؟ هل تركت شيئًا من الجمال خلفك ؟ او خلفت القبح و …..لذلك، لا تسأل كثيرًا كيف ينظر الناس إلى دخولك في حياتهم، بل كيف سيذكرون خروجك منها.في الختام، لا تبقَ إلا النهايات. تمضي التفاصيل وتبهت اللحظات، لكن يبقى الموقف الأخير كالنقش في صفحات القلب وسجل الذكرى. فاختر أن تغادر خفيفًا كنسمةٍ في مساءٍ حنون، لا كعاصفةٍ تُخلّف الخراب وراءها.واذكر دائمًا:إنّ النهاية خلق، وذاك الخلق هو توقيعك الأخير في دفتر الحياةواسمع بقلبك صوت الحقيقة يقول : “وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ” صدق الله العطيم خالو العزيز أحمد المخشوني

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. العبرة بالخواتيم..
    النهاية هي من يرسم خط سيرك، و يقيمه، أ كان حسنا او سئيا، و يجعل البداية، مهما كانت باهتة، مزهرة…
    قد نضل الانطلاقة، قد نتأخر فيها، لكن خط الوصول هو ما يعنينا و هو ما يحدد قيمة سباقنا، و باب التصحيح متاح على طول المسار، فلنغتنم الفرصة، ما دامت خطانا لم تبلغ خط النهاية بعد!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى