صفرو

حوار أجرته الأستاذة قمر صابوني مع الدكتور الشاعر ازلماط محمد بن ميمون من المغرب

playstore


بداية السيد محمد ازلماط كيف يقدم نفسه للقارئ العربي عبر هذا المنبر.
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته سيدتي الفاضلة الأثيلة ، إنه لمن دواعي البهجة والسرور أن اشاركك في هذا البرنامج المائز، المتسم بخصوصية مكتسبة من المهارات والاستراتيجيات الثقافية الذاتية والجماعية للمجتمعات العربية قصد الكشف عن المجهول لابرازه للمعلوم وذلك انطلاقا من المكونات الثقافية سيما اللامادية التي ينتجها الأديب أو المثقف والوقوف على آلياته وتناصاته المساهمة في تشكيل الأجناس الثقافية، والدوافع والمنطلقات والتجارب التي أثرت فيه والتي تكون هي اللبنة الأولى في صناعة الشخصية المثقفة، وتعد من المرتكزات الأساسية لتقديمه، وعلى هذا الأساس، يمكن أن أقدم نفسي للقارئ العربي من خلال منبركم انطلاقا من المحاور التالية:
المنطلقات والدوافع والتجارب
نفذت استراتيجيات التواصل الناجح في النقد وفي الابداع داخل الفضاء الثقافي والمعرفي المؤسساتي والجمعوي، نميت تطور أشكال ممارسة التلقيات الأدبية بمنهج السيميائيات ولسانيات النص من خلال تعزيز هوية أشكال تشكيل الشعر العربي المعاصر، وتفكيك مكوناتها في اطار دراسة تحمل العنوان: خصوصيات التشكيل في المتن الشعري المعاصر، كما تتبعت تطور تجديدها انطلاقا من الحداثة، من خلال انجاز دراسة موسومة بعناصر الحداثة في الشعر العربي المعاصر، وإن الممارسة النقدية التي مارستها جعلتني أن أقوم برصد تغيرت التي وقعت في أشكال الشعر وتحديثه، وذلك بناء على الدراسة التي انجزتها تحت عنوان مؤثرات التنمية في تحديث الشعر العربي، وفي ظل سياق الممارسة النقدية تطرقت إلى بعض القضايا الشعرية في دراسات تكمن في اللذة الشعرية في الشعر العربي المعاصر، و الأبعاد الدلالية لثورة الملك والشعب من خلال الخطاب الشعري ويعد نقد النقد من اهتماماتي حيث قدمت محاضرات في هذا الاتجاه لفائدة الأكاديمية اللسانيات فوسمتها بخصوصيات وسمات مفهوم النقد الأدبي في الدراسات الأدبية، وفي السياق لسانيات النص حاضرت بمحاضرة موسومة بمشرحة النص على ضوء السيميائية و اللسانيات النص نظمها الاتحاد الدولي للكتاب العرب وأكاديمية الاتحاد الدولي للكتاب العرب، كما قدمت محاضرات في لسانيات النص لفائدة الأكاديمية اللسانيات الدولية، وقمت بدراسة في نفس الاتجاه بعنوان: التعالي النصي الشعري لديوان أوراق خريفي…..أزهرت ، وأما على الصعيد السيميائيات أنجزت دراسة بعنوان السيميائيات التأويل العصبي في الكتابة العربية النسائية. كما اشتملت تجربتي على المستوى الابداع صياغة دوانين شعريين الأول خطيئة الجسد الضائع كتبته سنة1978 والثاني عشق شهرزاد في مستوطنة فايسبوك، وأشعار منشورة في المواقع الاجتماعية أزيد من ستين نصا
العامل.
الشواهد الأكاديمية
2022- 2023 الشهادة الأكاديمية العليا في النقد تثمينا في تفكيك عناصر النص للشاعرة قمر صابوني (وكأني أرى القيامة) حول موضوع تفاعل مكونات البنية الصوتية لتشكيل إيقاع النص الشعري، بتاريخ 22-فبراير2022
2022-2023شهادة الدكتوراه الفخرية في الآداب العربي من الأكاديمية الدولية للكتاب والمفكرين والمثقفين العرب تثمينا وتقديرا لدراسته العلمية حول موضوع مفهوم النص وألياته بتاريخ 01-02-2022
2021- 2022 الشهادة الأكاديمية السامية الدولية للمفكر الأكاديمي من الدرجة الممتازة بميزة مشرف جدا من الأكاديمية الدولية للكتاب و المفكرين المثقفين العرب، حول موضوع التأويل السيميائي العصبي للكتابة العربية النسائية ، بتاريخ20-9-2021
2021-2022: شهادة الدكتوراه الأكاديمية الفخرية من الأكاديمية الدولية للكتاب والمفكرين المثقفين العرب. بتاريخ20-9-2021
2017-2018 : شهادة دكتوراه فخرية من مجلس الكتاب والادباء العرب .
2011- 2012: شهادة التكوين في الخبرة في التواصل من جامعة الأخوين.
2003-2002 : شهادة دكتوراه الدولة في اللغة العربية تخصص السيميائيات والتواصل من كلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة محمد الأول وجدة.
1992-1993: شهادة دبلوم الدراسات العليا في اللغة العربية وآدابها (دكتوراه السلك الثالث). من كلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر مهراز جامعة محمد بن عبدالله فاس تخصص اللغة العربية وآدابها وضمنها اكتسب مهارات التواصل وعناصره ومبادئه ونظرياته من خلال اللسانيات والسيمائيات والبلاغة التي تتضمن مادة التواصل.
المهارات التكوينية

  • 2008: المشاركة في دورة تكوين المكونين في تعليم الكبار والتواصل Communication et andragogie
  • 2011: المشاركة في دورة تكوينية بجامعة الأخوين المنظمة بخصوص التواصل الإداري
  • 2017: المشاركة في دورة تكوينية بعمالة الإقليم حول التدبير الاستراتيجي.
    القاء المحاضرات
  • 2021 القاء محاضرة أكاديمية بأكاديمية الاتحاد الدولي للكتاب والأدباء العرب بعنوان مشرحة النص على ضوء السيميائيات ولسانيات النص
    -2020-2021 القاء اربع محاضرات أكاديمية بأكاديمية بيت اللسانيات في لسانيات النص ومحاضرة أكاديمية في التقد الأدبي
    المشاركة في المؤتمرات والملتقيات
  • الثقافة والتنمية: شارك بهذا البحث العلمي في الملتقى الثقافي بمدينة صفرو برسم الدورة 21 سنة 2010. منشور في منشورات الملتقى الثقافي لجماعة صفرو.
  • التواصل والتدبير التشاركي: شارك بهذا البحث العلمي في الملتقى الثقافي بمدينة صفرو الدورة 22 سنة 2011. منشور في منشورات الملتقى الثقافي لجماعة صفرو.
  • آليات الحكامة والتواصل في تدبير سياسة المدينة: شارك بهذا البحث العلمي في الملتقى الثقافي بمدينة صفرو برسم الدورة 23 سنة 2012. منشور في منشورات الملتقى الثقافي لجماعة صفرو.
  • السياق التواصلي المعرفي للتراث الثقافي تصورا وممارسة: شارك بهذا البحث في الملتقى الثقافي بمدينة صفرو برسم الدورة 24 سنة 2013. منشور في منشورات الملتقى الثقافي لجماعة صفرو.
    -اثر النص القانوني في استراتيجية التواصل بالجماعة الترابية شارك بهذا البحث العلمي في الملتقى الثقافي بمدينة صفرو الدورة28 منشور في منشورات الملتقى الثقافي لجماعة صفرو.
  • التدبير الاستراتيجي سبيل لتحقيق التنمية القروية: شارك بهذه البحث العلمي في المنتدى الثاني للتنمية والثقافة لقرية اغزران برسم سنة 2012. وتم نشره في منشورات المنتدى لجماعة اغزران
  • علاقة الاقتصاد الاجتماعي بالديمقراطية لتحقيق التنمية المجتمعية : شارك بهذا البحث العلمي في المنتدى الثالث للتنمية والثقافة لاغزران برسم سنة 2013، وتم نشره في منشورات المنتدى لجماعة اغزران.
  • علاقة الأمازيغ باللغة العربية وتنوع اتجاهات العلماء بالأطلس المتوسط، تقدم بهذا البحث في ملتقى علمي وطني نظمه المجلس العلمي المحلي صفرو في موضوع: “جهود أمازيغ الأطلس المتوسط في خدمة اللغة العربية: ابن آجروم أنموذجا”، وذلك يوم الأربعاء 05 صفر 1439هـ الموافق 25 أكتوبر 2017، بقاعة الندوات ببلدية صفرو
  • الاستراتيجيات الممنهجة في مجال الإدارة الالكترونية اثناء اجتياح كورونا، بحث علمي شارك به في المؤتمر الدولي الافتراضي المنظم من طرف المركز الديمقراطي العربي برلين بألمانيا سنة2020، منشور ضن منشورات المركز الديمقراطي العربي
  • الفعل التواصلي والسياسي في الفضاء العمومي، بحث علمي شارك به في المؤتمر الدولي السابع الافتراضي المنظم بجامعة الأخوين بإفران سنة2020
  • المدن الذكية سبيل التنمية المستدامة، بحث علمي شارك به في المؤتمر الدولي المغاربي الأول الافتراضي بتونس حول مستجدات التنمية المستدامة ” الواقع والمأمول” سنة2021
  • دور البحث العلمي في نشر اللغة العربية ، بحث علمي شارك به المؤتمر الدولي للبحث العلمي في أقسام اللغة العربية للناطقين بها وبغيرها الذي نظمته الجمعية الدولية لأقسام العربية سنة2021
  • أثر البنية الصوتية والصرفية في تشكيل إيقاع كتابة النص الشعري، بحث علمي شارك به في المؤتمر الدولي الموسوم باللغة العربية تاريخ أمة ولغة القرآن، والذي نظمه اتحاد الأكاديميين والعلماء العرب التابع لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية جامعة الدول العربية بتاريخ 2-3 فبراير2022،بالأردن (عن بعد)
    الاصدارات
  • تنمية التواصل الإداري في الادارة العمومية تم نشره على شكل سلسلة في جريدة السياسي العربي سنة 2010-2011.
  • الديمقراطية في المغرب المعاصر تصورا وممارسة سلسلة الباحث سنة2016 مقاربة سيميائية
  • تجديد الخطاب الديني إستراتيجية التنمية والأمن الروحي الطبعة الأولى سنة 2011 مقاربة ببرمجة اللغة العصبية.
  • مقاربة سيميائية التواصل لثورة الملك والشعب من خلال المتون الشعرية.
  • خصوصيات التشكيل الشعر العربي المعاصر مقاربة سيميائية الطبعة الأولى سنة 2006.
    الدراسات المرقونة
    الخطاب الثقافي من تشكيل الدلالة إلى انتاج الأبعاد
    مقاربة سيميائية لسانية لقضايا ثقافية واجتماعية
    تنمية التواصل في الإدارات والمؤسسات العمومية على ضوء اللامركزية واللاتمركز الاداري
    الجوائز
  • حاصل على جائزة الحسن الثاني في البيئة والابداع سنة2005 حول موضوع مؤثرات التواصل والتنمية في الشعر العربي المعاصر.
    أتكلم باللغات
    العربية، الفرنسية، الأمازيغية نطقا، والاسبانية كتابة ونطقا متوسط
    السيد د. محمد ازلماط المحترم لكل انسان بيئته التي ولد فيها وترعرع في ضبيعتها وتربى على تقاليدها وعاداتها فكانت له الأثر الأعظم في تكوين شخصيته فالفطرة التي يولد عليها ترافقه في مسيرة الحياة وكل ما يعتريها من قدرات وامكانيات تجعله طوع بنانها فتهبه حوافز النجاح إذا ما تبادل معها وبكل طموح الدوافع الهامة للاستمرارية، حدثنا لوسمحتم كيف ابتدأت هذه المسيرة منذ أن وضعت أول لبنة لبناء شخصك وماذا قدمت لها هذه البيئة وانت عصارة امتزاج الأصالة بالجمال إلى أن أصبحت مخضرما وصاحب بصمة مميزة بالمثابرة والاجتهاد التي بلغت فيك أروع درجات السمو والنجاح صعودا من درجات الطموح إلى مرحلة قطف النجاح وأعلى المراتب؟
    البيئة هي التي تجعل الشاعر في نظري هو الفعل والفاعل والمفعول بكل فروعه النحوية العربية، فحين يكون فعلا فهو له ارتباط بالزمن البيئي وداخل الزمن تكون الحركة وتغيب الغاية وتتحول الثوابت إلى المتحولات ويتم خرق النموذج ليتولد من معطفه التنويعات على النموذج، فحركة الفعل بلورة الشاعر في حمس حركات تموجية تنتقل من فتور إلى تأزز إلى هيجان ويمكن تحديدها في:
    الشاعر الأسطوري الذي بلورته حركة سرديات الأسطورة في نسق تكوين بنيات الكون فارتبط بالأسطورة.
    الشاعر التاريخي الذي بلورته وكونته عوامل تتمثل في الصراع والعصبية فتشكل من نسقها شاعر القبيلة شاعر التكسب شاعر القومية والمذهبية وشاعر الحاضر واللحظة النابع منه الأنوار وشاعر التناصات.
    الشاعر البيولوجي الإنساني شاعر تبلور في حركة تعي بذاتها وبعقلها فالشاعر هو المركز وهو الذات المفكر.
    الشاعر تدلالي علاماتي ذاته متشطية تتحكم فيها اللاعقلانية والشك والخيال، وتوليد العلامة الرمزية التي تفتح تعددية المعاني ومحو يقين الذات.
    أما حين أقول الشاعر فاعل فهو يدل على حدث دون حركة زمانية بذلك فهو كائن هوياتي انتمائي واع بذاته يحدث لنفسه كيانه واستقلاليته ومعياره لصياغة صناعته عبر القوة الرؤيوية.
    أما حين أقول الشاعر مفعول فهو يستسلم إلى فعل الفاعل الكامن في القيم والمعارف والعلاقات الاجتماعية والسيكولوجية والعادات والتقاليد والسوق اقتصاد الثقافي.فأمام هذه الوضعية ليس هناك الشاعر الحقيقي وإنما هناك الشاعر النسبي يتموج حسب السوق الثقافية وما تحمله من رؤى وأفكار ومواقف حيث نجد الشاعر الواحد يتقلب ما بين الرومانسية والواقعية والذاتية والحداثية وما بعد الحداثة و الحداثة الخلاقة.
    بدايتي مع الإبداع وعالم الشعر كانت متمردة لكوني منذ طفولتي كنت أجب الاختراق والاختلاف وهذا راجع إلى عالمين أثرا في مسيرتي الأولى تكمن في أني خلقت لا أتكلم أربع سنوات ومع ذلك كنت أذهب إلى الكتاب الذي قضيت فيه ست سنوات وفيه تعلمت أشياء كثيرة حيث كان الفقيه آنذاك يتواصل معي ونهج معي طريقة متميزة في الحفظ هو أني كنت أكتب على اللوح وأحفظه ولا أستظهره وإنما أمحي اللوح وأعيد كتابته وبهذه الطريقة أخذت أندمج مع أقراني وكنت أركز على الجانب البصري وحين بلغت سن الخامسة الحمد لله تكلمت ونطقت متلعئما ولد في نفسي روح ونطق التمرد والاختلاف المرتبط و الراجع إلى عامل الثاني الذي يتجلى في أني كنت اكتب بيد اليسرى أي الشمال وأزاول بها كل المهام وفي القسم الخامس ابتدائي دخل مفتش اللغة العربية وبعد انتهاء المعلم من الدرس ألقى علينا أسئلة رفعت يدي اليسرى وقمعني بقوله أنا لا أستأذن أهل الشمال لكونهم في جهنم واستدل بآيات من 41 إلى 44 من سورة الواقعة. ومن تلك اللحظة تغيرت طباعي وكنت ألجأ إلى الاختلاف في كل شيء. وحين لجأت إلى الإعدادي أخذت أتدرب على كتابة الشعر وكنت أرفض أن أتقيد بالوزن وفي ذلك الوقت كنت أنحث على اغصان الشجر وحيث التحقت بالثانوية بمدينة صفرو كانت آنذاك الحركة الطليعية الشعرية حاضرة مع ثلة من الشعراء الذين لم يبخلو عنا بأشعار بدر شاكر السياب ومحمود درويش وعبد الله راجع وأحمد بلبلداوي وتأثرت بهم ولاسيما الشاعرية الآخرين. وأن العاملين السالفين كان لهما حضور في تكوين شخصيتي الإبداعية ففي سنة 1979 ألفت أول ديواني سميته بخطيئة الجسد الضائع وذلك على نهج الشاعرين المغربيين ولكن بلغة شاعرية وشعرية مختلفة لكونها كانت مرتبطة بحقبة زمنية فكان شعري ذو بعد سوسيولوجي تاريخي. فكنت أكتب آنذاك على الطابوهيات وعن المكبوتات التي كان يمنع الحديث عنها. ولكن لم أكن أهتم لماهيته وبالفكر في النسق الابستمولوجي.
    فالبيئة هي التي أرضعتني حليب النصوص الإبداعية الثقافية بنوعيها السردي والشعري, فبخصوص النوع الأول كنت شغوفا بألف ليلة وليلة وغصن الذهبي وكتاب الفلكلور وقصة حي بن يقظان وكليلة ودمنة ورسالة الغفران والغايات والفصول والبخلاء والنوع الثاني يتمثل في شعر الصعاليك والمعلقات العشر وشعر الغزل وشعر المجون وشعر الزوايا وشعر التصوف وشعر المدارس الكلاسيكية والرومانسية والواقعية ، وكنت أحاول الخروج عن نمطيتها. وفي الجامعة عمقت ثقافتي وفكري وكنت أرفض مبدأ التخصص وآنذاك كنت أحضر لمحاضرات الدكتور حسن الحنفي بكلية ظهر المهراز ومحمود حسن إسماعيل في التاريخ من منظور الجملية التاريخية والدكتور عبد الله الطيب والدكتور حسن المنيعي والدكتور محمد السرغيني والدكتور محمد الدناي رحمه الله وقرأت كتب الفكر اليسار آنذاك والكتب الإسلامية ومن هذا الرصيد كونت البنية الاحالية للإبداع الشعري و النقدي.
    ومن هذه المرجعيات وعلاوة على القرآن الكريم تأسست مرجعية نصوص وذات المعرفية لشخصيتي الثقافية. ولقد أكدت الدراسات النقدية ولاسيما التراثية على أن شخصية نصوص الشاعر يتم اكتسابها من الثقافة، فالشاعر لا يكون شاعراً إلا بمعرفة أشعار العرب ومعانيها ومعجمها اضافة الى اضطلاعه على علم الإيقاع وعلم العروض وعلوم الآلة وعلوم البلاغة وفي نظري أن النصوص الشعرية لا تكون شعرية إلا أن يكون صاحبها عارفاً بثقافة عصره لصقل موهبته، فالشعر ليس أحاسيس ومشاعر لأن الحيوان بدوره يشعر ويحس وينفعل ولكن لا يتأمل في انفعاله وبلورته في رؤيا قيمية بينما الإنسان يفعل بخريطة عقله وليس بانفجارات عاطفيه. فالمرجعية الثقافية والمعرفية هي الإطار الكلي لتشكيل الخريطة الإبداعية الشعرية التي تقوم على وسائل ودعائم التي تحدد هندستها انطلاقا من الحدس والعقل ومن الميتافيزيقا والفيزيقا ومن الانطلاقية والمتغيرة ومن هذه المرجعيات التي تحتوي على نماذج متعددة ومتنوعة أحدثت خريطة شعرية منزاحة عن السلطة التراثية والسلطة الحداثة والسلطة ما بعد الحداثة صانعة لنفسها نموذجا حواريا يتموقع ما بينها.
    الكاتب الشاعر هو الوحيد القادر على التعرف على نفسه ومدى رؤية دواخله من خلال علاقته بالقلم ومدى ارتباطه باحساسه وقراءته للحياة بكل مكنوناتها فتتراكم لحظة بلحظة لتشكل ينابيع الفكر والتخيلات الفنية الجمالية.. حدثنا كيف تشكلت هذه الينابيع وكيف يتم حصرها في مجرى ابداعك لتقوم بتأسيس القصيدة من ذاتك الموهوبة…؟
    سيدتي الشاعر ليس هو الوحيد القادر على التعرف على نفسه وتقييمها من خلال النص الشعري لان هذه العملية تحتاج إلى معايير دقيقة، والإبداع يقوم على الخيال يصعب تطبيق هذه المعايير لذا أود أن أعطي تصوري للشعر لأبرز أنه ليس هو عبارة مرآة الشاعر بل هو فن تواصلي يبرمج تفكيرا ورؤى من خلال الذات التي تتفاعل مع العالم الخارجي لتنمية الشخصية وتشكيل سلوكيات وقيم لتغيير او تخريب او استمالة او استجابة لافق انتظار المتلقي والناقد..فالشعر ميال إلى الابداع والتفكير لكونه يترجم التجربة الشخصية المتضمنة ما يدور داخل عقل الشاعر ومايجول في العالم من حوله لان التجربة الشخصية متمايزة متباينة من شخص لآخر حيث تكون مدارك الإنسان عن العالم الذي يعيشه بشكل فريد.فلكل شاعر اتجاهه وقيمه ومعتقدات التي تساهم في تكوين المقدرة العقلية الخاصة بكل مبدع شاعر كما ان النظم التعبيرية المتجلية في المشاهدة والسمع والشعور الداخلي تستدعي الذكريات لتكوين التجربة التخيلية التي يمكن استغلالها الابداع تجربة جديدة لإحداث تغيير الشخصي..
    فكل ما يصل إلى العقل من خلال النظم التعبيرية تترجم إلى هندسة ذهنية ابداعية التي هي وسيلة فعلية تجديدية نابعة من المخيلة والرؤيا تشمل الافكار غير مألوفة تقوم على تصورات وتصميمات وتمزج بين المستوى الاجرائي والاستشرافي مع إدماج حقول علوم الالة بحثوا فنية لتحويل الهندسة الذهنية الابداعية إلى النص عبر اللغة والتعبير والتصوير وتستخدم الا يقع الموسيقي والأدلة الثقافية والتجريبية والنفسية والاجتماعية والعمليات العصبية المعرفية لاعتبارها الطاقة المواتية الابداع الشعر يقوم على تصميم النص وتشكيل الهياكل النصية ونسيج البنية العمومية والتجريبية الشعرية التشكيلية والجنائية الإيقاعية وفق نظام معرفي يقوم على إستراتيجية فكرية وتصورات ورايا و الارتكاز على على شبكة عتبات ووحدات نصية والرموز والشفرات ونظام القيم وقصيدة النص الشعري..فكل هندسة النص الشعري للشاعر تتمتع بالتميز والاختلاف ممايصعب على الناقد ان يقوم بتقييم لان بالرغم التعامل معه بمناهج تحليلية فان الذوق يتدخل في عملية التقييم..
    وعلى هذا الأساس فالمتون الشعرية التي أنتجتها تتشكل من الينابيع التي استرفدت منها من الثقافة الشعرية التي تتكون من نصوص إبداعية شعرية ونصوص نقدية ونصوص علوم الآلة الشعرية وهي ذات بعد وجودي تنبثق من كينونة وهوية الإنسان المنصهر في مجاله الذي يتشكل فيه المجتمع. و تعتبر الثقافة الشعرية أكثر رقيا وانفتاحا برؤيتها على الفكر والدين والمعتقد والسلوك والتاريخ، وهي ذات أصالة وحضارية وتطويعية، ولم تجعل الحد بالقطيعة مع الصراع والعصبية والتطرف، وإنما قامت معه بالدليل وبمجادلة المعنى بالمعنى والحكمة والحجة والقرائن، حتى ظلت الإضاءة مستمرة تتحدى الانغلاق والعزلة والتنميط ، حيث تمكنت من أحداث معبرا تواصليا واحاليا وتناصيا حيا خلاقا مع الثقافة العالمية عبر التعايش، وتواصل الأفكار والرؤى بالحوار المفتوح مع تراثها، عن طريق النظام المفهومي والقصد والتناصات والمقام والرؤيا والتفكير إلى غير ذلك من التقنيات لأن الثقافة الشعرية ترتكز على التنوع والتحاور. وإن الأنماط الثقافية الشعرية، تفاعلت مع تقدم وازدهار العلوم الطبيعية والسوسيولوجية والانتروبولوجية والسيميائيات والدراسات البينية، والتحولات التي وقعت على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية بالعالم حيث أثرت فيها.، وتنبثق منها التنوع الذي هو في حد ذاته شرط انطولوجي من شروط وجود الحياة الثقافية، لكون التنوع علامة دينامية متجددة ومتفاعلة كامنة، في المتون الإبداعية الشعرية والمتون النقدية لان المتون تعتبر نواة الثقافة الشعرية تتضمن القيم والسلوكات والعادات والأعراف والمنظومات المفاهمية الحضارية المهيمنة في زمن الشاعر والناقد، وتشتمل أيضا مظاهر جمالية وفنية، فالنص الذي يتم انتاجه يعد فنا تواصليا، يبرمج ثقافتي أي ثقافة الشاعر من خلال تحربته الذاتية عبر الكتابة التوثيقية المتفاعلة في تكوينها مع العالم الخارجي الذي تنبثق منه، وتتجرد عنه لاحداث موضوعا جماليا ونسقا ثقافيا من الرموز والعلامات والمفاهيم الإصطلاحية المعقدة والمتابعة تركيبيا في اللغة الإبداعية واللغة الواصفة والمستمرة من حرية الابداع والخلق والاتزياح والبنية الاحالية.
    برأيك أستاذنا القدير ماذا يحتاج الشاعر من مقومات ومرجعيات اليوم وسط هذا الوضع المشحون بالقهر والألم والإنسانية لبناء قصيدته وماذا كان دورك في بناء هذا الجيل بكل ما تملك من المروءة لتعزيز مفهوم الإنسانية المفقودة وأنت صاحب العطاء والأستاذ الذي يغار على الحرف والأدب؟

لكل شعر هويته المؤسسة على المرجعيات والمقومات، ولكل هوية الكنه والماهية المستمدة من المرجع والمقوم، تعبر عنهما بنيات وانساق وسياقات متميزة، وتنبثق منهما مظاهر جمالية وفنية، ومنظومة القيم والبنية معرفية ورؤيوية، ومن هذه المقومات يكتسب الشعر اصالته وجديته وتطوره لكونها النواة الاستراتيجية في عملية إبداع النصوص الشعرية.
فالشعر هو روح المجتمع ومكون من مكونات الثقافة، متجاوزا التأويلات ذات النزعة الطبيعية للسلوكات والاحاسيس الإنسانية. وإن كل الثقافة مؤولة في رؤيا كلها شعرا، بذلك وردا متنوعا بتنوع الثقافة ، فالشعر كائن ثقافي يتحول بتحول الثقافة، ويتكيف معها ومع المجال والبيئة والمجتمع.
وتشكل علاقة الشعر بالمرجعيات والمقومات بعدا انطلوجيا ينبثق من كينونة وهوية المجتمع الذي يحتضن الإنسان في مجال جغرافي متنوع، وعن طريق فعل حركي وكتابي وتناصي ومرجعي واحالي وتهجيني وإعادة الصياغة تتشكل نصوصا شعرية ابداعية حوارية تطويعية منفتحة على مكونات الثقافة نفسها وعن التاريخ وعن الفلسفة.
وفي هذا المضمار، تمكنت علاقة الشعر بالمرجع والمقومات في العالم بوجه عام وفي العالم العربي خصوصا أحداث جسرا تواصلي حيا خلايا ابداعيا مع كل الثقافات الإنسانية التي تنبئ الأفكار العصبية والتيارات المنحرفة ، حيث كانت تشملها علاقة توافق والتعايش وتواصل الأفكار بالحوار المفتوح مابين قديم الشعر وحديثه، فعلاقة الشعر بالثقافة تستند إلى التضامن بين الشعوب وتعزيز التنوع والتعدد في تشكيل الشعر وخلق الاختلاف ،ومن ملامح علاقة الشعر بالمرجعيات والمقومات هي الاختلاف والتواصل في أن واحد عن طريق مبدأ التعاون الإبداعي حيث يجيب عن الاسئلة الزمنية متى؟ والأسئلة الحالية كيف؟ والأسئلة السببية لماذا؟ وماذا؟..لكون هذه الأسئلة تحمل في النصوص الشعرية مضامين الممكن وغير الممكن، ثابت والمتحول، وعلي وغير فعلي..ومن هذا المنطلق يترتب عن الاختلاف تغير افق انتظار القارئ إما تخييبه او الاستجابة له.
المقومات والمرجعيات التي يحتاجها الشاعر لا تعني المطالبة بالكتابة الابداعية على خلاف ماهو مشهور المطالبة بالتمييز في الاسلوب لكونه صورة الشخص كما في اعتقاد البعض وضبط القواعد البلاغية والنحوية والايقاعية والتعبير عن الانفجارات الاحساسية,حيث ليس هناك تلازم منطقي وذاتي بين الكتابة الابداعية والاسلوب.فحتى الاساليب الوصفية وما بعد الوصفية بصفتها كتابة حديثة تمثل صورة من الصور الكتابة الابداعية لاعتبارها جوهر الكتابة الحداثية وما بعد الحداثة لكونها تحمل ميزات انسانية تتسم بالاختلاف والتنوع والتعدد مجبولة بالاهواء النفسية وبالمنطق العقلاني واللاعقلاني والارتكاز على المقومات والمرجعيات المتمثلة في التشظي والتنافر والتناص واللغة الاشارية والرمزية وخريطة العقل وهندسة التصورات الفكرية وانتظامها في العلاقات السلوكية الاجتماعية والنفسية والايديولوجية وبناء اراء المنظومة المؤسساتية.فعلى هذا الاساس,فالكتابة الابداعية هي نشاط ذهني يحدث لنفسه المقومات والمرجعيات ويختص بالسلوكات والانشطة الانسانية والاتصاف بالطابع العقلاني واللاعقلاني.
أما دوري في بناء الأنسان المبدع وليس بجيل – (لأن هذا المصطلح زئبقي يصعب تفريق بين بداية الجيل ونخايتة بل هناك تفاعل واندماج بين الأجيال)- يكمن في طرح الإشكاليات المتعلقة بالشعر من منظور التفاعل والتثاقف بين النصوص الشعرية والمناهج النقدية في مرحلة الحداثة وما بعد الحداثة اللتان تولدتا منهما بديل ثالث يكمن في الحداثة الحوارية القائمة على ثلاثية المحاور المتمثلة في الثقافة والمعلوميات والتواصل حيث من خلالها يمكن إدراك النص الشعري والتلقي في علاقة تفاعلية وبينية لبناء رؤية للعالم عميقة وكلية ومنصهرة في العلائق التي تكون شبكة عنكبوتية تؤلف عناصرها على ضوء خلفيات فكرية وفنية وجمالية لتميزه عن اللانص الذي “يذوب في المدلول اللغوي ولا ينظر إليه إلا من هذه الزاوية، أما النص فإنه يتمتع بخاصية إضافية أي بتنظيم فريد يعزله عن اللانص الحكم والأمثال (والومضات الشعرية) و (شعر الأحاسيس) و (الخواطر) لها صياغة تميزها عن غيرها من الأقوال التي لا تعتبر نصوصا هذا لا يعني أن اللانص ليس له تنظيم، إلا أنه تنظيم لغوي ولا يستشف منه و – بخلاف النص – أي مدلول ثقافي” عبد الفتاح كليطو الأدب والغرابة
ودوري أيضا يتجلى أيضا في الكشف للمبدع أن النص عبارة عن بناء ثقافي يتركب من علامات سيميائية وأشكال هندسية متآلفة فيما بينها في نسق يحتمل تعدد المعاني انطلاقا من سياقه، ويتأسس على الوظيفة التعبيرية والاخبارية والجمالية والانفعالية، فالنص “جهاز عبر لساني يعيد توزيع نظام اللسان بواسطة الربط بين كلام تواصلي يهدف إلى الاخبار المباشر وبين أنماط عديدة من الملفوظات السابقة عليه والمتزامنة معه، فالنص اذن انتاجية وهو ما يعني:
أ‌- ان علاقته باللسان الذي يتموقع داخله هي علاقة إعادة توزيع (صادمة بناءة) ولذلك فهو قابل للتناول عن المقولات المنطقية لا عبر المقولات اللسانية الخالصة.
ب‌- ترحال للنصوص وتداخل نصي، ففي فضاء نص معين تتقاطع وتتنافى ملفوظات عديدة مقتطعة من نصوص أخرى” .
وابرز أيضا للمبدع أن النص الشعري يسوغ حياة إنسانية الفياضة بتأمل انفعالي ونشاط سلوكي ولا يمكن استنباطها إلا عن طريق الكتابة التلقية التي تتعامل مع النص الشعري من خلال آليات متعددة تتجلى في المحاكاة والتبيين والتعبير والزمزية والتضمين واللاوعي والبنية والعلامة والتأويل.
فالعلاقة القائمة بين الكتابة الابدعية والكتابة التلقية التفاعلية تتموقع في سياق جدلي بين الحضور والغياب. فعلامة الحضور الكامنة في النص الشعري تكمن في هيمنة قوة خارجية منحت لكلمة والفكر والاحساس والنسق المصداقية لأن اللغة في النص الشعري خارجه أو داخل أنساقه الداخلية “تكتسب مصداقيتها من إحالتها إلى هذا المركز أو تلك السلطة الخارجية فإن الكلمات في استخداماتها خارج النص أو داخله تعني حضورا لتلك السلطة الخارجية، وهو حضور لا سلطة له وإن فكرة وجود مركز المهيمنة في النص الشعري تتمثل في التحدي للمشاكل والمعاناة التي كابدها الشاعرمن أجل أن يولد مرة أخرى برؤية جديدة.
كيف يرى الأستاذ د. محمد ازلماط نفسه في عيون الناس عامة والقراء خاصة؟ وبمن تأثر ضيفنا العزيز وكان له أثر في انطلاقاتك ونجاحاتك
لا يهم كيف يراني العامة والخاصة ، ما يهم هو كيف أرى نفسي. بغض النظر عن الاحتمالات والعواقب ،لأن هناك النظرات مختلفة باختلاف العيون لأن هناك عيون حاقدة وحاسدة تقوم بعملية الإحباط وكسر عزيمة الابداع، وهذا لا يمنع من تحديها وتجاوزها لكونها ضمنيا تمنح لي الطاقة الإيجابية لتحقيق الأهداف ولا يمكن إضاعة الوقت في أعذار لا أساس لها من الصحة تمنعني من الوصول إلى الأمل. لكي أكون مبدعا ناجحا ، أحتاج إلى تقوية نفسي بالقوة الناعمة والذكية ، لتحسين آليات ابداع والتكيف مع المتطلبات الجديدة واستمر في الابداع سواء في الشعر أو في النقد أو في الفكر لأرى نفسي راضية عن نفس ذاتي ، لكي ينعكس رضاها في عيون العامة والخاصة
تظهر الأبحاث في علم النفس وعلم الاجتماع أننا نحاول معرفة كيف ينظر إلينا الآخرون من خلال التفكير في وجهات نظرنا الخاصة ثم الاستقراء منها. تكمن مشكلة هذا النهج في أننا ، بدرجات متفاوتة ، نعاني جميعًا من “التحيز الأناني”: نعتقد أننا في مركز العالم وكل شيء يتعلق بنا. نحن لسنا مسؤولين عن هذا – إنه نتيجة طبيعية لأن نكون جميعًا محبوسين في رؤوسنا.المشكلة هي أن الآخرين لا يشاركوننا نظرتنا الأنانية لأنفسنا. إنهم لا يرون أن الحكم علينا من خلال معتقداتنا الشخصية ومواقفنا ونوايانا. وبدلاً من ذلك ، فإنهم يرون صقل تصورهم الخاص. لذلك نجد صعوبة في رؤية أنفسنا من خلال عيون الآخرين.
وكما أجد الصعوبة في تحديد الشخصية التي أثرت في مساري الفكري والابداعي وإنما كما سبقت الإشارة إلى ذلك أني تأثرت بالنصوص وليس الأشخاص وأهمها القرآن الكريم والنصوص الشعرية الجاهلية المعلقات العشر وشعر الصعاليك وشعر التصوف والتفكير المجرد وكتب النقد الفلسفي.
كيف تنظر بعد مشوار المائة ميل إلى ذكرياتك الأولى مع أول قصيدة كتبتها؟ حدثنا لو سمحت عنها مع ذكر عنوانها’
أول قصيدة التي كتبتها موسومة بمأتم وهي تتمحور حول الموت وفقدان الأعزة وتركيبها اللغوي المنسجم و المتناغم لكونه يعبر عن الافكار و المفاهيم مع وجود سلسلة تمتد بين الحركة و الوصف , و تكون في احدى سلسلة التي استخدمتها فيها لغة منفصلة و محددة تماما , و في الطرف الثاني للسلسلة يتم استخدام لغة الغموض لتوليد تداعيات خاصة بافكار جديدة و غريبة تصاحب الافكار الموجودة بالفعل و استخدام الالوان و الاشكال المختلفة , و الجمع بين عناصر غير مقلدة و التركيز على البعد الأيديولوجي المبطن في لغة تناصية و استخدامي و خلق اطار تصوري جديد , يمكن من خلاله اعادة تنظيم الافكار السابقة و التجاوب مع الجانب الجمالي و العاطفي للشئ .
و يتضح ذلك في عملية الابداع التي أمارسها التي تتشكل عن طريق خريطة العقل , التي هي طريقة ابداعية تستند الى تدوين الملاحظات والومضات الشعرية, و يتم هندستها في هيكل شعري الذي يضم رؤيا وان هده العملية تمر بعدة مراحل أهمها, رسم الصورة مركزية حافزة محررة من انماط التفكير التقليدية لاجل توليد الافكار جديدة , حيث يقول في هذا المضمار الفيلسوف رودلف فليش : ان الفكر قد يعني ببساطة الادراك انه ليس هناك ميزة خاصة في انجاز الاشياء بنفس الطرق التقليدية التي كانت تستعمل لتنفيدها , و من ثمة تليها عملية تجميع الفروع الاساسية لفكرة مركزية و بناء التدرج الهرمي و البحث عن تداعيات جديدة , و اعادة النظر في سياق الخريطة العقلية التي تساعد على عملية الاستكشاف العقلي و النمو الفكري و الربط بين العناصر المنفصلة لتكوين رؤى جديدة
الشاعر والناقد محمد ازلماط القدير.. النقد يهدف لإضاءة العمل الإبداعي، كيف ينظر شاعرنا الناقد للعلاقات القائمة بين القصيدة والنقد في المشهد الشعري الراهن وخصوصا أن معظم النقد يدور في فضاءات القصيدة الخارجية ويهمل المضمون. وماذا برأيك
مع تطور أشكال الممارسة الأدبية ، نما الوعي بها وتغيرت أشكال دراستها. كما يمكن أن تتطور الدراسة الأدبية عندما تستنتج أن هناك حاجة لتجديد أدواتها وتصوراتها ، بعد أن وصل ما تم الحصول عليه منها إلى طريق مسدود. من خلال اللغة ، يمثل الإبداع العالم ويمثله ، ويقدمه محملاً بأساليب العرض المختلفة التي طورها المبدعون ، من أجل تحقيق أهداف جمالية ودلالية وتداولية. كان هذا التطور ضروريًا لتجاوز ما كان سائدًا في عصر ما قبل البنيوية ، حيث كان يُنظر إلى الأدب على أنه تعبير عن الواقع الاجتماعي والنفسي ، وكان اتجاه الدراسة الأدبية في هذا الإطار هو العلوم الاجتماعية والنفسية والسياسية. في دراسة الأدب متمثلاً باعتماد البعد العلمي في الدراسة. نتيجة لذلك ، تغير الموضوع الذي تعمل عليه من الأدب ، والذي تم إدراكه من خلال أنواعه وأنواعه: القصيدة والرواية والمسرح ، إلى “الكلام” أو “النص”. . بما أن مفهوم الخطاب والنص يتطلب عدة نظريات ومنهجيات جديدة ، فقد استفادت الدراسات الأدبية من إجراءات وأساليب علم اللغة وعملت على تطويرها لتلبية متطلبات وخصوصيات أي خطاب أدبي. ومن نتائج ذلك التحول من “البرامج” الخارجية التي تدرس الأدب ، مثل علم الاجتماع أو علم النفس أو التاريخ ، إلى ظهور تخصصات وعلوم جديدة ، تسعى إلى الخطاب أو النص وتعمل على فهمها ، كما هي. . على أساس المحايثة أو الصلة العلمية من بين هذه التخصصات ، “تحليل الخطاب” حسب اللغة الفرنسية ، أو “Linguistique du texte” بالطريقة الأنجلو أمريكية. إذا كان هذان التخصصان يتعلقان بالأحرى باللغويات ، وإذا كان يسعى إلى توسيع مجاله بالانتقال من الجملة إلى ما يتجاوزها (الخطاب) ، فقد ظهر علمان أدبيان في نفس الوقت ، ولكل منهما. لقد حاولوا معارضة علم اللغة ، على الرغم من أنه أخذها كنقطة انطلاق وكأساس للتفكير والعمل ، إلا أنها ملزمة لأولئك الذين يعملون معًا في الأدب واللغويات ، وكل منهم صاغ مسارًا معينًا. هذان العلمان هما: Boyega (نظرية الخطاب الأدبي) من ناحية ، والسيميائية الأدبية من ناحية أخرى ، مع محاولات تطوير البلاغة وظهور الأسلوب.
وبما أن مفهوم الخطاب والنص يتطلب عدة نظريات ومنهجيات جديدة ، فقد استفادت الدراسات الأدبية من إجراءات وأساليب اللسانيات ، وعملت على تطويرها لتلائم متطلبات وخصوصيات أي خطاب أدبي.
مع هاتين المعرفتين والادراكين، تبلورت ثلاثة مفاهيم مركزية تتعلق بما يسمى الأدب. هذه المفاهيم الثلاثة هي: الخطاب ، والنص ، والعلامة. تتداخل هذه المفاهيم وتتقاطع ، وتختلف عن بعضها البعض. وفقًا لجميع أساليب عملهم ، تطورت الدراسات الأدبية وتفاوتت مستويات التحليل لكل منها ، وانتقلت بمرور الوقت من المحايثة التي كانت تقيدهم في بداية تكوينهم (البنيوية) إلى تجاوز الوقوف على الحدود الداخلية لكل منهما ، والظروف المحيطة والسياقات خارجها ، وهذا سمح لها بذلك. الانفتاح على التخصصات الأخرى التي كانت مغلقة أمامهم في بداية تكوينهم (ما بعد البنيوية).
من أهم الإنجازات في المرحلة البنيوية وتطورها في الفترة التالية ، بالإضافة إلى هيمنة مصطلحات الخطاب والنص والإشارات ، ظهور مصطلح “السرد” ، الذي كاد أن يحل محل “الأدب” ، لأنه الاسم الجماعي لجميع أشكال الظهور التي سبق أن التقى بها الأدب. السرد موجود في كل شيء ، يكاد يكون خاليًا من الكلام أو النص أو الإشارة ، بغض النظر عن الجنس أو الجنس. لهذا السبب ، نجد التطور الحقيقي الذي حدث مع العلمين معًا: الروايات (علم الخطاب السردي) والسيميائية السردية (علم العلامات السردية). كلا العلمين معًا ، وقد تم إنشاؤهما في مجال التطور الذي عرفه علم اللغة ، كان اهتمامهما معًا يركز بشكل أساسي على كل ما هو لغوي أو لفظي ، على الرغم من طموحهما معًا الانخراط في علامات أخرى ، خاصة مع السيميائية. لكن التطور الذي حدث مع ما صاحب العلامات والخطابات اللغوية بوسائل الإعلام (سينما ، فيديو …) جعل هذين العلمين يضعان في أفق اهتماماتهما البحث ليس فقط فيما يتعلق بالعلامات اللغوية ، ولكن أيضًا ما هو موجود. تتطلبها علامات غير لغوية أخرى: الرسم ، حركة التصوير ، كما أنها تتقدم بنا أيضًا من خلال السرد (الرواية المصورة ، الرسوم المتحركة ..)
وينطلق النقد الأدبي من منطلقات نظرية ومنهجية ومقارنة ووصفية وتوجيهية وبلاغية لتحديد قيمة الأدب المعرفية والثقافية وأبعاده الجمالية والفنية من خلال تشكله وتكونه في الاطار الزمكاني داخل علاقته بالفلسفة والتاريخ والفكر والعلم والمنطق والإنسانية، لأن له صفة المنجز الإنساني النسبي المتغير؛ القابل للتطور ويوافق أو يختلف مع الموقف والرؤيا والواقع، وذلك للجذب والاستمالة أو استجابة أو تخييب أفق انتظار القارئ.
ويرتبط النقد الأدبي أساسا بالثلاثية التالية:

pellencmaroc

الشكل رقم1 حول عناصر المرتبطة بالنقد الأدبي
يتضح من هذ الارتباطات المرسومة في الشكل أنها قائمة على التواصل والتداول بين عناصر الارتباطات، لأن النقد ينطلق من النص وينتهي إليه مع تشكيل نصا آخر واصفا معتمدا على اللغة الواصفة في دينامية إبداعية لاعتباره ” نشاطا ابداعيا” مثله مثل الأدب واذا ما جاز القول بأن الأدب ابداع تركيبي، فالتقد ابداع تحليلي ولا غنى عن الحوار بين الخطابين . أذ لا يقوم نقد مبد إلا بوجود أدب مبدع، ولا يتطور أدب مبدع إلا بوجود نقد مبدع هو الآخر”
وإن وصول النقد الأدبي إلى هذا النضج لم يأت من فراغ بل قطع أشواطا ومراحل عرف فيها تموجات التي أحدثت تنوعات نظرا لارتباطه بالفلسفة والعلوم التي جعلته أن يكون متصلا بمرجعيتهما وتناصاتهما واحالاتهما بذلك ورد منعدد التعاريف.
في البدء نتناول كلمة “النقد” نفسها التي لها عدة معانٍ ومعانٍ عديدة لا تتفق جميعها مع بعضها البعض.
بادئ ذي بدء ، لاحظ أن “الناقد” صفة واسم في نفس الوقت ؛ تاريخيا ، هو أولا وقبل كل شيء صفة تأتي من الناقد اللاتيني من اليونانية krineïn . كرينينهو الحكم على أنه حاسم. إنه ينتمي إلى المفردات القديمة للطب ، والتي تتعلق بأزمة ؛ الكائن الحي في خطر ، في اضطراب ويحتاج إلى تدخل لوضع حد له. تفترض حالة الطوارئ هذه تشخيصًا جيدًا وقبل كل شيء تطبيق القواعد الطبية بحكمة. هذا يؤدي إلى تغيير حاسم وحاسم. وبالتالي فإننا نتحدث عن المرحلة الحرجة للمرض ، أو حتى عن “العمر الحرج” للإشارة إلى سن اليأس … يجب أن نضع في اعتبارنا هذا المصطلح الذي لا يختفي معناه تمامًا والذي يظل كامنًا في المعنى الحديث … للكلمة.
ومع ذلك ، ما يتعلق بموضوعنا ، فهو في الأساس مسألة اسم ، أحدث ظهور (القرن السابع عشر): النقد. ثم يحدد حكمًا فكريًا ، أي فعل يتعلق بفحص مبدأ ، أو حقيقة ، بهدف إجراء تقييم. وهكذا نتحدث عن النقد الفني. نحن لا نحكم على الأعمال، ولكن لل أعمال (التحليل والتقييم والاستعراض).
من خلال التحول الكنائي ، فإن هذا المعنى (النشاط) يقتصر على معنى “نتيجة” هذا النشاط القضائي ، لهذا الحكم: يمكننا بعد ذلك أن نقول: “هذه الرواية / هذا العرض / هذا الحفل قد تلقى مراجعة جيدة أو سيئة. ” “
يشوب النقد معنى أخلاقي أكثر ، يقوم على أساس أكسيولوجي: “سلوكه يستحق نقدًا شديدًا. ” حتى انتهى بنا الأمر إلى أخذ الخطأ على وجه الحصر ؛ النقد حكم سلبي غير موات (اللوم ، الهجوم ، الإدانة ، الإنهاك): “إنه يتعرض لنقد متواصل. ” في هذه الحالة ، نحكم على الأعمال.
أخيرًا ، وبشكل أكثر تحديدًا ، يشكل النقد الأدبي نوعًا أدبيًا بحد ذاته أو ، إذا أردت ، على حد تعبير فرديناند برونيتيير ، ” نظير جميع الأنواع الأدبية”، في شكل مقالات أو مراجعات أو مجموعات مقالات أو مقالات أو دراسات. إن الاسم الأنثوي “الناقد” متخصص في وظيفة أو حرفة أو دولة أو مهنة: الناقد ، هذا الرقم الذي ظهر في الحياة الأدبية الفرنسية من القرن الثامن عشر بشكل أساسي ، تطور في القرن التاسع عشر (من بين عشرات الأسماء ، اللامع ولكن المنسي إلى حد ما ، أولئك جان فرانسوا دي لا هارب (1739-1803) ، أبيل فرانسوا فيلمان (1790-1870) ، جول جانين (1804-1874) ، غوستاف بلانش (1808-1857) ، فرديناند برونيتيير (1849-1906) ) ، Jules Lemaître (1853-1914) ، Émile Faguet (1847-1916) ، فقط أعمال Sainte-Beuve (1864-1869) هي التي صمدت وأبقت القراء على الرغم من الكسوف الملحوظ.
النقد إذن هو شكل من أشكال الكتابة التي ، على الرغم من أنها تستند إلى نص آخر ، يمكن أن يكون لها استقلاليتها الخاصة: لا يمكن للمرء أن يكتب النقد دون قراءة عمل أدبي ولكن يمكن للمرء أن يقرأه جيدًا دون أن يقرأه (مرة أخرى) ، أو حتى بدونه. قراءة العمل المنتقد.
ويتضمن النقد الأدبي دلالة الجميل والصحيح: الجميل هو موضوع النقد الفني ، والصحيح هو موضوع الفلسفة النقدية. يحدث تقاربهما في القبول الرئيسي للمصطلح النقد ، وهو ما يشير إلى النقد الأدبي: عندما تكون الكلمة نقدية.تستعمل بطريقة يقصد بها تقييم نص الأدب ،وحينا تكون وظيفية لكونها قائمة على التحليل والتأويل وتنتج مواقف ورؤى متعددة ومتنوعة تفرزها ثقافة المجتمعات.
ويعد المجتمع من الفضاءات التي تحدث تفاعلا وتداخلاً وبين البين في عدة مجالات ، لكونه عنصر لا ينفصل على الأنشطة الإنسانية ومن ضمنها الدراسات الأدبية حيث يتم فرض الإبداع والنقد على الاختراع والتلقي عبر لغة واصفة لاحداث الكتابة والقراءة. فالنقد للعمل هو مقدمته ، وتكوينه وتشكيله ومنشئه. ويفترض تقييم العمل المبتكر تقنية الكتابة التي يمكن أن تصل إلى أحد أشكال منهجية لابداع النقد من خلال النوع الأدبي،لأن النقد والأدب يشتركان في ملكية الابداع ويجعلان اللغة بأن تنتقل من حالتها إلى حالة الابداع التي تفرز لغة جمالية تتعلق بالنص الأدبي، ولغة واصفة بشأن النص النقدي
النقد الأدبي هو دراسة الأدب وتحليله وتقييمه وتفسيره. بمعنى آخر ، إنه يحكم على قيمة العمل. في النقد الأدبي ، يتم تقييم العمل أو مجموعة الأعمال على أساس قيمتها الجمالية ، وأهميتها التاريخية / الثقافية / الاجتماعية ، واستخدام اللغة ، وكذلك البصيرة والبصيرة للعمل. غالبًا ما تكون هذه الصفات تابعة أو تصريفية.
فمفهوم النقد الأدبي ، أو بشكل أكثر اعتباره مكونا لمجال الدراسة الأدبية إلى جانب النظرية الأدبية ، لم يتم تناوله على هذا النحو في الدراسات الأدبية الثانوية ؛ نحن نعلم مؤلفي الأدب ، نقرأ الأعمال ، نتعلم أيضًا عناصر من التاريخ الأدبي ونتعرف على تصنيف الأعمال حسب النوع (رسائلي ، رواية ، شعر ، مسرح ، سيرة ذاتية …). لا يجب أن نتساءل ما هو جوهر النقد.
ويتضح من الأصول أن النقد محل مقاربة نظرية، في نهاية الذي يتساءل عن ما هو النقد الأدبي، عليه أن يميز بين النقد التطبيقي والنقد النظري والنقد الممارساتي الذي يدمج بين النظري والتطبيقي وأثناء الممارسة يقوم الناقد بتعديل في ميكنزمات النظرية وعلى ضوئه تحدث مستجدات وتظهر قراءات تناصية تنظيرية تولد من الممارسة فعل .
فالمحاضرة، لا تركز على الممارسة النقدية ولكن على النظرية النقدية. لن نقرأ عملاً شعراء المعلقات أو لزوميات ما لم يلزم لأبي العلاء المعربي أوكلاسيكيات أحمد شوقي أو حافظ إبراهيم أو رومانسيات محمد الحلوي أو ميخائيل نعيمة أو انشودة المطر لبد شاكر السياب … بل سنتساءل كيف نتحدث عن أعمالهم ، وحتى بشكل أكثر عمومية كيف يتم تنظيم الخطاب على عمل أدبي مهما كان ، ما هو الغرض منه.
يعلم الجميع أن الكتابات الأدبية أثارت كل أنواع التعليقات. أدى عمل محمود درويش وحده إلى ظهور مثل هذا الكم الهائل من المفاهيم التي تكفي الحياة لقراءتها. ستشغل ببليوغرافيا نقدية لأعمال شعراء الحداثة وما بعد الحداثة والحداثى الخلاقة العرب عدة مجلدات كاملة. هذا التضخم مذهل ويمكن أن ينتهي به الأمر إلى إثارة الشعور بالإحباط والجنون. ما الفائذة ؟
هذا النشاط الحرج الفائض ، والذي يتزايد يومًا بعد يوم ، هل هو مفيد حقًا؟ وهل لا يمكننا الاستغناء عن هذا الانعطاف الطويل؟ ماذا نفعل بالضبط عندما نلقي نظرة نقدية على العمل؟ ما هو أساس شرعية هذا الخطاب؟ هل هناك طرق جيدة أو سيئة لإخضاع عمل ما للنقد؟ أو على الأقل كيف يمكن لخطابنا في العمل أن يأمل في أن يجلب له ما لا يملك؟ من المستحسن التفكير في فعل انعكاسي ، فعل من الدرجة الثانية (ثانوي؟) نمارسه منذ المدرسة الابتدائية. بعبارة أخرى ، نقترح إخضاع النقد الأدبي للنقد: فهو الذي يحكم في العادة ، يحكم عليه
النقد الأدبي هو دراسة ومناقشة وتقييم وتفسير عمل أدبي. يمكن أن يأخذ شكلين. أولاً ، الخطاب النظري القائم على نظرية الأدب. ثانيًا ، يمكن أن يأخذ الأمر مظهر خطاب أو عرض تقديمي أو مراجعة أكثر تفصيلاً للعمل الأدبي (غالبًا في شكل صحفي عند نشره). لا يتعارض هذان المعنىان بشكل جذري ، لكننا نلاحظ الغموض الذي يكمن في مصطلح النقد الأدبي. يميل أصل الكلمة اليونانية لكلمة “kritic” (من الفعل kríno ، إلى الحكم ؛ kritikós ، قاضي الأدب ، في القرن الرابع قبل الميلاد) إلى التوافق مع النقد الصحفي المنفذ في الصحافة أو التلفزيون أو لا يزال على مذياع. هذا هو السبب في أن نشاط النقد في البيئة الصحفية يتمثل في نطق الحكم مهما كان على الأعمال الأدبية. ومع ذلك ، في إطار الجامعة ، فإن الهدف هو البقاء على الحياد حيث يبقى البحث والتحليل والتفسير الأهم.
يُعرَّف مفهوم النقد بوجه عام بأنه: “دراسةُ وتفحُّص الأقوال والأفعال، والحُكم عليها، وتمييز السلبي من الإيجابي”.
وعرَّف آخرون مفهوم النقد بأنه: “الحُكم على ما يُكتب أو يُنطق بواسطة شخص يُعرف باسم (الناقد)، والذي يقوم بالتعبير عن السلبيات والإيجابيات الخاصة بالإبداعات أو الأفعال أو القرارات التي يُحدثها فرد أو مجموعة من الأفراد في مجال مُعيَّن، وذلك من خلال وجهة نظر الناقد الشخصية”.
· يُعرَّف النقد الأدبي بأنه: “الفن المُتعلِّق بدراسة الأنماط الأدبية، ويعتمد ذلك على الشرح والتحليل والتفسير، والحكم عليها بأسلوب حيادي”.
· وعرَّفه البعض بأنه: “كشف النقاب عن المواطن الجمالية أو القبيحة في الأعمال الأدبية، ومقارنتها بغيرها من الأعمال، وقياسها وبيان القيمة”.
· وعرَّف آخرون النقد الأدبي بأنه: “تفنيد القطع الأدبية بواسطة أحد الأشخاص المتخصصين؛ من أجل التعرُّف على المحاسن والمساوئ”
وفي الوقت الحالي أصبح النقد الأدبي أداةً فعَّالةً من أجل الحكم على مكامن الأعمال، والتعرُّف على أوجه القوَّة من الضعف، وطرح الحلول من أجل تلافي السلبيات من جانب الناقد، ويُعبِّر الناقد عن رأيه من خلال القول في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، أو عن طريق النصوص الكتابية المنشورة في المجلات أو الصحف.
ويتطرَّق النقد لكل المجالات المكتوبة والمنطوقة، ومثال لذلك: النقد السياسي، والنقد الأدبي، والنقد المسرحي، والنقد السينمائي، والنقد الرياضي.. إلخ.
إنّ المفهوم المتداول عند الغرب للنقد اليوم هو ذلك الذي صاغه الفيلسوف الألماني إيمانويل كانط ولخّصه في عبارة وجيزة : “إنّ النقد هو فنّ إصدار الحكم” وهو يشير في مجمله إلى جملة من الممارسات المبنيّة على التفكير المنطقي الخالي من الأهواء والنوازع الذوقيّة. إنّ فعل Critiquer يرادف “حسب ما ورد في الموسوعة الفلسفّة الشاملة « L’Encyclopédie philosophique universelles » مجموعة من الأفعال “من قبيل التمييز والاختيار والحكم والبت [في المسائل] والغربلة. أي كلّ نشاط يتضمّن عملية اتخاذ قرار أو اختيار موقف. وتشير الموسوعة لفعل “نقد” مفاهيم أخرى سبقة على التصوّر الكانطي له. أهمّها المعنى الذي نشأ “داخل المحاكم والأطر القانونية. حيث كان يشير إلى المسار الذي يؤدّي إلى إعداد الحكم في الحضارة اليونانيّة قبل أن يرتبط بالفلسفة ويصبح فرعا من فروعها في العصور الحديثة” حيث كانت جودة الأعمال الأدبيّة تعتبر من المسائل الخلافيّة التي تستوجب قرارا جماعيّا يستند إلى نظام الاقتراع. فالأدب كان يخضع آنذاك للتحكيم على طريقة المؤسسات القانونية. والنقاد عبارة عن مجموعة من القضاة تعرض عليهم الأشعار في بعض المناسبات ويتمّ البتّ في شأنها عن طريق الأصوات. بيّن ذلك بكثير من التفصيل محمد غنيمي هلال، في كتابه النقد الأدبي الحديث، 1987 يقول: “قبل أفلاطون وأرسطو محاولات غير منهجية متفرقة في النقد اليوناني، تمثّل أقدمها في المسابقات التي كانت تنظمها حكومة أثينا في أعيادها الدينية. وكان عدد المحكمين فيها عشرة أعضاء خاضعين في تحديدهم لنظام الاقتراع. وكانت تمنح الجوائز للفائزين من الشعراء والممثلين بخمسة أصوات تختار من بين هؤلاء على أساس الاقتراع.” تعدّدت بعد ذلك المفاهيم المتعلّقة بفعل نقد في الثقافة الغربيّة وذلك حسب الوظيفة التي تمنح للناقد. من ذلك المفهوم الذي صاغة أندريه لالاند “النقد في الأصل جزء من المنطق الذي يصدر الحكم. حيث يطلق مصطلح عقل نقدي على ذلك الذي لا يطمئنّ إلى أي مسلّمة دون أن يتساءل على قيمتها. سواء من حيث محتواها (النّقد الداخلي)، أو من حيث أصلها (النّقد الخارجي)”. وهو أقرب ما يكون إلى مفهوم كانط. أو المفهوم الذي وضعه نيكولا بوالوا حين اعتبره “مبحثا يهتمّ بتصحيح الأخطاء الواردة في بعض الآثار القديمة أو التحقّق من نسبتها إلى أصحابها“، وصولا إلى المفاهيم الراسخة اليوم التي جعلت منه علما مستقلّا بذاته. ولكنّ في المجمل كانت جلّ المفاهيم تغيّب مسألة الذوق أو الحكم الذاتي. فحتى في الحالة التي أصبح فيه النّقد مهمّة يقوم بها فرد فهو مقيّد بمنهج ومطالب بتطبيق جملة من القواعد التي صاغها مجموعة من العلماء المختصين في هذا المجال.
.
هل حلت القراءة على الشبكة العنكبوتية/ الانترنيت مكان القراءة الورقية؟
أدى الفضاء العام الإنترنت بخدماته المتنوعة، وتدفق الوسائط، وتنوع أنماط الاتصال بداخله إلى تمثيل الأدوار التي يعيشها الفرد يوميًا، لذلك أنتج ما اصطلح عليه بالقراءة الافتراضية، والتي تم وضعها موازية للقراءة الحقيقية الورقية بغض النظر عن الاختلافات التي تميز كل منهما عن الآخر، وينشط الأفراد بالقراءة الافتراضية، وتنشأ من خلالها العلاقات المعرفية من جميع الأنواع. بذلك تحتوي القراءة الافتراضية على فضاء مكتبة الكترونية تسعى إلى تقريب كل الكتب من العالم للقارئ من خلال العناصر الرقمية، وتوفير مساحات للتواصل وتبادل الأفكار حول الكتب والتعليق عليها. بالإضافة إلى تقديم مجموعة واسعة من الخدمات تتعلق بالكتاب وبقراءته وأيضًا التسويق والتجارة الإلكترونية للكتب والتعليم والثقافة الإبداعية ووسائل الإعلام، لأنه يمنح للأفراد القدرة على تبادل الرسائل والكتب بسرعة. بواسطة الرقمية إلتي قامت بتكييف أساليب القراءة التقليدية في سياق جديد أحدثه الإنترنت فتبلور مجتمع المعرفة نتيجة تغيير في الحياة اليومية، والتحول من الفضاء العام الورقي إلى ما يعادله بالمعلوماتية أو الافتراضية ، والاحتواء على مجموعة من الكتب المتضمنةالأحداث والحيثيات والظواهر التي تستلزم دراستها والتحقيق فيها .
أين وصل المطاف بالقراءة اليوم برأيك شاعرنا القدير؟
تتحدد أفعال تعلم اللغة في القراءة والكتابة والتواصل والتعبير المحتوية على مهارات وانشطة ،لاعتبارها الروافد النواتية لتشكيل القواعد اللغوية لكونها طريقة لاكتساب اللغة.
ولقد حظيت هذه الأفعال باهتمام بالغ من طرف الدارسين والباحثين والمفكرين والناقدين،وخاصة القراءة التي تهدد مفهومها بتعدد التصورات والرؤى حيث حدد البعض مفهومها في وظيفتها المرتبطة بالادراك البصري للرموز الكتابة واشاراتها (الصورة والحرف والرقم) وتحويلها إلى النطق بها آليا، والبعض الآخر تطرق إليها من الجانب الفسيولوجي الذي يفسر سلوك المتعلم في القراءة،انطلاقا من التحولات التي تطرأ على الجسد من خلال الجهاز العصبي والحوار ومناطق الإدراك والانتباه.وإبراز العلاقة بين أجهزة الجسم والنشاط النفسي في القراءة.والبعض الثالث عرفها انطلاقا من الكيفيات.
وتتشكل القراءة من أطراف عملية التواصل سيما من المرسل اليه،وينشأ من علاقة تفاعلية الكتابة التي تكون الطرف الأول للتواصل المرسل ،قصد القيام بالتفاهم والفهم وإبداع النصوص بدءا من اللغة حيث يعتبران من أفعال عملية التواصل ،لأنهما يستعملون العلامة اللغوية التي هي النواة الأساسية. فالطرف الاول (المرسل) الكامنة في الكتابة يستعمل العلامة اللغوية الترميز والتذمر عبر آليات حسية وحدسية وذهنية ووجدانية. أما الطرف الثاني (المرسل اليه)القراءة يقوم بتفكيك الشفرات بعد استقبالها وتخزينها.
وأن هذين الطرفين يتجاوز ان الإطار الزمني والمكاني،من خلال عملية التحويل والنقل من المستوى البصري إلى المستوى الملفوظ و المنطوق لاحداث التفاهم والتقارب بين الأطراف التواصلية واكتساب المعرفة والتكيف مع قيم المجتمعات.
فالقراءة هي تحويل الكتابة إلى المنطوق عبر عملية ربط بين الرمز الكتابي (الحرف)وصوته وبين الكلمة ومعناها الذهني.وأن عملية التحويل تعتمد على آليات الاستقبال والتعرف والملاحظة والتذكر والتمييز والفهم والاستنتاج. كل هذا داخل الهندسة الذهنية استعدادا للقيام بعملية التغذية الرجعية،بعد تكوين فكرة على المقروء،وتفاعل مع الأفكار اكتسابها وبلورة رؤيا جديدة حول المكتوب.
وأن اكتساب القراءة لا تتأتى إلا بمعرفة رموز الكتابة وأخواتها وكيفية تشكيلها لصياغة الكلمات وتعلم اللغة الثانية لا يكون الا من خلال الكلمات وفهمها وانشائها في جمل ،والتركيز على التكرار وعملية التدرج من الأصغر إلى الأكبر اي من الحرف في علاقته بصوته ثم الكلمة في علاقتها بنطقها ثم الجملة في علاقتها بالتعبير والتكلم . وأن عملية التكرار تساهم تساهم في إنتاج التذكر أي الارتباط بين المثير والاستجابة.

وعلى هذا الاساس،برزت أنواع القراءة المتمثلة في القراءة الصامتة والقراءة الجهرية،فالأولى تعتمد على حاسة البصر لاعتبارها مرئية يكون الصوت فيها غائبا،لان العين هي التي تتحرك عوض اللسان لفك الرموز المكتوبة وفهم معانيها،وهي تكون سريعة من الجهرية.وأنها تعتمد على التعبير بالإشارة والرمز والرقم. فالقراءة الصامتة ترتكز إلى البصر والعقل لإدراك المعنى المقصود وتذوق المقروء عبر التقاطه باعصاب العين وتحويله إلى منطقة الأبصار حيث يكون معناها معروفا بالمدلول لفهم القارئ المعنى.والقدرة على اكتساب التعابير وكتاباتها كتابة فعالة.وهي تكون استطلاعية او تصفحية او تاملية.
ويمكن استعمال القراءة الصامتة في قراءة القران عند قراءته باستثناء أثناء القيام بالشعائر الدينية سيما الصلاة التي يجب اثناءها تحريك اللسان.
.أما بخصوص القراءة الجهرية فهي التي تكون منطوقة ومسموعة لاكساب الإحساس اللغوي والجرأة على الخطاب وتحقيق الذات.وترتكز إلى إدراك رسم العبارة ومخارج الحروف وضبط تجويد الكلمات واعرابها .وتتسم التعبيرية والخطية وإيصال الرسالة وفهمها ،وملاءمة بين التنغيم والتأويل في الرسالة.
وفي نطاق هذا النوع، تظهر إلى جانبه نوعين من القراءة الجهرية وهما القراءة الشفوية،وهي تكون موجهة إلى الذات لفك شفويا الشفرات للقيام بالقمع الأولى للمكتوب،وأيضا تكون موجهة إلى المرسل اليه وتكون تواصلية لإيصال المعلومة،وفائدتها قيام بقراءة خالية من التلعثم ومراعاة قواعد اللغة.
أما القراءة الشفهية هي طريقة يستعملها الصم والبكم في التواصل.
فالقراءة الشفوية عبارة عن إجراء تمهيدي للتدرب ولاكتساب اللغة وبعد الممارسة يتم اختفاؤها وتحل محلها القراءة الجهرية المعروفة في التراث بقراءة الترتيل وقراءة الانشاد.
فالقراءة الجهرية هي نقل النص من صورته الكتابية إلى صورة سمعية لان السامع لايمتلك النص ويكتفي فقط بالسماع.وعلى العموم،فليس هناك أفضلية بين القراءتين ، فلكل قراءة خصوصيتها وغايتها ومعاييرها وطرحها. فالقراءة بنوعيها في نظري،هي التدبر والتأمل والتفكير ، تقوم على العصف الذهني في الشمولية والكلية لإدراك المعنى وتغيير أفق الانتظار عبر التفاعل مع النص والفعل الذهني والحدسي والحركي.

وعلى هذا الأساس لا بد من تحديد ماهية القراءة وطبيعتها قصد الإجابة عن السؤال فالقراءة على المستوى اللغوي تفيد تلاوة وإذاعة نص ودراسته وإبلاغ المعنى قصد التأثير والتحفيز وفي الاصطلاح تعني عملية ذهنية التي نت خلالها القارئ يفهم النص المكتوب ، ويتعرف عليه ، وينشر المحتوى المكتوب. وينطقه بصوت عالٍ ، ويجب أن يكون القارئ قادرًا على نطق الكلمات وفهمها ، وكذلك على تفكيك الحروف والنصوص والإشارات والرموز ، وتتطلب القراءة مهارات إضافية مثل الكتابة والتحدث والاستماع.
القراءة في مفهوم النقد والبحث العلمي تعد نشاطا منهجيا تسعى إلى بناء رؤية للنص في بعد تواصلي وتداولي كما تبقى القراءة مرهونة بما يطرحه النص وليس ما يطرحه القارئ، أي أن القراءة التي يمثلها طرحه هي قراءة الاستجابة لما يشتمل عليه النص، بحيث يسعى الناقد إلى احداث التوصل من خلال الحالة الذهنية المتوقعة و المرتبطة بالنص، ونعد الحالة التي انتابت المؤلف عند كتابته، فالقراءة – بذلك – استجابة سلبية للنص إذا ما نظر إليها من زاوية القارئ الذي لا يفعل شيئًا سوى أن يعيد الحالة الذهنية للمؤلف من خلال استجابته للنص. والقراءة تتأثر بالسياق التاريخي واللغوي والسياسي وإن القراءة الأدبية الناقدة تتعدَّد بتعدُّد المناهج النقدية التي هي مناهج قراءة – فعليًّا – فتصبح “القراءة قراءات؛ ولكلِّ قراءة خصوصيَّاتها، وأهمُّ ما يميِّز القراءةَ الأدبية أنها تحاول البحثَ في المسافة الفاصلة بين الدالِّ والمدلول، وتعمل على فكِّ أسرار التعدُّد الدلاليِّ الذي يميِّز النصَّ الأدبي
وبهذا يصبح فِعْل القراءة ليس مجرَّدَ سَيْرِ العَين على صفحات الكتاب، وإدراك الذِّهن لِما تمرُّ عليه العَين؛ وإنما هي عملية خَلْق جديدة لآفاق خلَّاقة، تؤثِّر في المتلقِّي الذي سيكون حتمًا قارئًا ثانيًا، وإذًا سيكون دائمًا هناك مُبدِعٌ أوَّل
ويندرج تحت قراءة النقد الأدبي أصناف تتمثل في قراءة (نقد النقد، والنقد البيني، والنقد اللغوي، والتحليل السميائي والنقد الثقافي). وسأتوقف عند هذا الأخيرين نظرا لعلاقتهما بسؤال أين الذي له ارتباط بالمراحل الزمكانية المقصود حيث تبلورا في فكر ما بعد الحداثة في نشأتهما تحت ما يسمى بالنقد الحضاري، الذي يضم إلى جانب التحليل السيميائي والنقد الثقافي الدراسات الثقافية وجماليات الثقافية أو التاريخانية الجديدة. وهو ورد كرد فعلي في النقد الحداثي الذي ارتكز في دراسته على الجانب الجمالي الشكلي والبحث عن الأدبية أو الاعتماد على الجانب البلاغي، بذلك توخى (النقد الثقافي والتحليل السيميائي) بناء هندسة ذهنية تقوم على كشف الأنساق الثقافية النص مرة، ودراسة الممارسات الثقافية في النص بأبعاد اقتصادية وبالطريقة والعرق وبالجنوسة بالسياسة والحاجة والرغبة. والتركيز على إبراز المعنى من خلال دراسة النص من حيث الشكل والبنيات والسياق وأسس التنظير. والكشف عن شبكة العلاقات الارتباطات والاختلافات والتواصل داخل النص. وبالرغم من انتقاده الرؤى النقدية السالفة الذكر، فإنه استفد منها آليات التحليل سيما المنهج التفكيكي لجاك دريدا لأجل استنباط الانساق الثقافية وسياقات موضوعات النص الأدبي، وأيضاً استرداد من الفكر الماركسي الجديد ومن التاريخانية الجديدة، وداخل النقد الثقافي تبلورت فيه تيارات نقدية ثقافية تكمن في النقد ما بعد الاستعماري والنقد النسوي.
(فالنقد الثقافي والتحليل السيميائي) تواصليان والتفاعليان بين الغرب والعرب بالرغم أن هناك اختلاف في الوسائل والغايات واحدة، لأن (النقد الثقافي) يهدف إلى تحليل النصوص في ضوء معايير ثقافية وسياسية واجتماعية وأخلاقية، الكامنة في المؤلف والسياق والمقصدية والقارئ والناقد والعقيدة.وأما التحليل السيميائي يسعى إلى تحليل العلامات اللغوية وغير اللغوية انطلاقا من المستويات الصوتية والايقاعية والخطية والدلالية والتناصية
– وقد تجلّى (النقد الثقافي)، كتصور منهجي في العالم العربي مع (الناقد والشاعر الدكتور عزالدين المناصرة)، الذي استخدم مصطلح (المثاقفة)، موازياً لمصطلح (النقد الثقافي)، حيث عرّف (المثاقفة) بأنها: (التفاعل، والتداخل والحوار والاحتكاك بين الثقافات المتنوعة والمختلفة – الطوعي والندّي، والتبادل الثقافي الطبيعي، بما يؤدي إلى تغير في الأنماط الثقافية السائدة، بعيداً عن المفهوم الأنثربولوجي، أي هيمنة ثقافية على أخرى). وكان ذلك قد ورد في محاضرته (المثاقفة: الإحساس بالعالم والتلذذ بالتبعية: تفاعل المركز والأطراف)، التي ألقاها في المؤتمر الثاني للرابطة العربية للأدب المقارن (دمشق، 9 تموز، 1986)، وقد أعيد نشرها في كتابه (مقدمة في نظرية المقارنة، 1988). كذلك أعيد نشرها مرّة ثانية في كتابه (المثاقفة والنقد المقارن، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 1996). وفي هذا الإطار ابتدع (المناصرة) مصطلحاً في المجال نفسه سمّاه (النقد الثقافي المقارن) عام 1986، وعام 2004. ثم تلاه (إدوارد سعيد) في كتابه (الإمبريالية والثقافة، 1992). ثم تلاهما (عبدالله الغذامي) في كتابه (النقد الثقافي، عام 2000). وقد أصدر (فنسان ليتش) كتابه (النقد الثقافي، 1992). ومن خلال هذه التواريخ، نلاحظ أن (العرب) لهم السبق في إظهار (النقد الثقافي) قبل الغرب. ويتكون (النقد الثقافي العربي) من المكونات الكامنة في الوظيفة النسقية والدلالة النسبية التي تقوم على ثلاث: هي الدلالة الحرفية، والدلالة الجمالية، والدلالة الرمزية الثقافية، والجملة الثقافية القائمة على الجملة النحوية مدلولات تداولية والجملة الأدبية مدلولها ايحائية والجملة الثقافية ذات دلالة اكتنازية وتعبير مكثف. والمجاز الكلي والتورية الثقافية تتضمن معنى قريب غيرمقصود ومعنى بعيد مضمار والمؤلف المزدوج.
-أما التحليل السيميائي تجلى في المغرب في بداية الثمانينات من القرن الماضي مع عبد الكبير الخطيبي في كتابه الاسم العربي الجريح وهو متؤثر بسيميائيات الدلالية لرولان بارت وفي ذات السياق برز محمد مفتاح الذي نهج نهجا سيميائيا مسترفدا آلياته من المدرسة الانجلوسكسونية والفرنسية والبلاغة العربية التي طبقها على الشعر العربي القديم، ويتمظهر ذلك في كتاباته التالية سيماء شعرنا القديم، وتحليل الخطاي الشعري استراتيجية التناص، ودينامية الشعر ومن ثمة شاع التحليل السيميائي في البحث الأكاديمي فظهرت مدرستين مدرسة بفاس وكان يؤطرها الدكتور محمد السرغيني في اللغة العربية حيث ألف كتابا سماه محاضرات في السيميائيات وتلاه مجموعة الأساتذة يتمثلون في أنوار المرتجي ومبارك حنون ومحمد العمري وحميد الحميداني وفي اللغة الفرنسية كان يؤطرها جورج مولينو الذي حضرت إلى محاضراته التي كان يلقيها بالسلك الثالث
– إن النقد الثقافي والتحليل السيميائي يحاولان تسجيل حضورهما في الفضاء الثقافي. ولقد سبق لي أن أشرت سلفاً إلى توالدات الاتجاهات النقدية سيما مع فكر ما بعد الحداثة، والحداثة الخلاقة. بداخل النقد الثقافي والتحليل السيميائي انبثقت اتجاهات من معطفهما ومعرفتهما. فهذا لا يعني تطورهما وإنما ظهور الاختلاف في وجهة النظر، مما يؤدي إلى ظهور التنوع والتعدد النقد الثقافي والتحليل السيميائي. وتتجلى في المادية الثقافية وهي منهج للتعامل مع النصوص الأدبية، وتبناه في الغرب كل من ريموند ويليامز وجونثان دوليمور وآلان سنفيلد. ويطرح هذا المنهج القراءة المقاومة والانشقاق والانفصال، وبموازاته ظهر منهج التاريخانية الجديدة، الذي ينطلق من الفكر الماركسي الجديد، لاحتواء الأفكار المعارضة والتواصل معها. وهذان الاتجاهان تأثرا بمنهج الأركيولجيا المعرفية لمشيل فوكو، كما ظهرت اتجاهات أخرى مثل النقد التأهيلي والنقد النسوي. وأما في التحليل السيميائي فانبثقت منه اتجاهات تتمثل في السمسائيات التواصلية والسيميائيات الدلالية والسيميائيات الثقافية وسيمانليزوسيمانتيقا وسيميائيات السرد، ولقد ارتبط التحليل السيميائي بالمدرسة الفرنسية والأمريكية والإيطالية والروسية
وأما النقد الثقافي ارتبط بمدرسة فرانكفورت، التي ربطت الخيال الأدبي بالوجود الاجتماعي داخل النقد الثقافي، لأن الأدب يعكس التجربة الاجتماعية والارتكاز على التحليل على الأسس الاجتماعية انطلاقاً من الجماليات والأسلوبيات والتحليل والنفسي. ومدرسة النقد الجديد تميل إلى الاسترداد من التحليل السوسيولوجي والتحليل النفسي والتحليل البنيوي. أما مركز برنمغهام للدراسات الثقافية المعاصرة. وتعتمد في تحليلها على التاريخية والفلسفة والسوسيولوجيا والأدبية النقدية. لأن في نظر المركز أن النص عبارة عن مادة خام تستعمل لإبراز أنماط معينة ثقافية. وأما عملية التنوع والتدخل داخل النقد الثقافي يمكن استخلاصهما من خلال تناصات وإحالات ومرجعيات التي نهل منها، وتتمثل في نظرية الأدب والجمال والفلسفة والسيميائيات وتحليل النفس ونظريات ماركسية وأركيولوجيا. وعلى هذا الأساس، فالنقد الثقافي هو وعاء تنظيمي وتشكيلي لمجموعة من المناهج والمقاربات المتداخلة الاختصاصات قصد استنباط الأنساق الثقافية.
أما بخصوص الانتقال من النص المقروء إلى النص المرئي أدى إلى ظهور نقد رقمي. ومن أهم الكتب التي صدرت بخصوص النص الرقمي الموسوم بـ(من النص إلى النص المترابط مدخل إلى جماليات الابداع التفاعلي) لسعيد يقطين، حيث يرى على أن النص الربط يتحدد في المبدع لأن دوره يتعدى الكتابة إلى الابداع بواسطة الحاسوب الذي يتسع لممارسات أخرى غير الكتابة. والقارئ إلى جانب القراءة يقوم بأعمال أخرى تتصل بتوظيف الحاسوب والنص المترابط جاء تطويرها للنص والإبداع بمعنى هنا القديم. (فالنقد الرقمي) يحاول القيام بتعريف بالنصوص الابداعية الرقمية، ووضع لها مفاهيم ومصطلحات وتقنيات نقدية، ووضع تصورات ومناهج وآليات إجرائية، لإبراز خصوصيات النص الإبداعي الرقمي وتحديد مواصفات الناقد الرقمي الذي عليه أن يتصف بالموسوعية على أساس أن يكون عارفاً بأسرار الحاسوب والمعلوميات ولغة البرمجة والتعرف على الآليات في التنشيط والكتابة بالصورة المتحركة والثابتة، وأن يكون ملماً بمكونات الكتابة الشعرية والسردية وسيناريوهات والمسرح، وأن يكون عارفاً بخصوصيات مراحل التقنيات التكنولوجيا والتواصل سيبرنيتيكي. وأن النقد الرقمي يتطور بتطور النص الأدبي الرقمي، حيث من خلاله يتم استنباط بنيات وخصوصيات النص وجمالياته. فالنقد السيميائي اعتبره نقداً الذي يمكن أن يتعامل مع النص الرقمي لأنه يرصد العلامات اللغوية وغير اللغوية وكشف عن الأبعاد والوظائف الدلالية الاستفاد منها الأنساق الثقافية سيبرنيتيكية والسباقات الافتراضية.
عناصر الحداثة في النقد الثقافي هل أصابها تغير جذري أم مجرد نظريات وبعض الأفكار؟
إن قراءة(النقد الثقافي) تبلور في كنف ما بعد الحداثة التي ظهرت قصد انتقاد الحداثة والاعتراض على قيمها وعلى سردياتها الكبرى المتمثلة في الأيديولوجيا وظهور ما بعد الايديولوجيا حيث انطلقت من الشك والتشكك في العلوم الإنسانية، والتركيز على تداخل التخصصات وعدم، التقيد في الإبداع والنقد بالقواعد حتى يتم كنا من صياغة وإبداع قواعد جديدة بذلك فالنقد الثقافي لا صلة له الحداثة، لأنه تكون في فكر ما بعد الحداثة الذي شكل قطيعة مع الحداثة، حيث شكل نوعاً من اليسار الجديد الذي نجد حضوره في النقد الثقافي الذي ظهر في ثناياه النقد النسوي، والنقد ما بعد الاستعمار، والنقد المادية الثقافية فالنقد الثقافي، فهو يتعارض مع الحداثة القائمة على العقل الأداتي. فما بعد الحداثة حين اعترضت عن الحداثة فهي اعترضت ضمنياً على النقد الأدبي وعن مناهجه المستوحاة من العلوم الإنسانية حيث مع حضورها ظهر تداخل وتعدد التخصصات التي تجلت معها مناهج ورؤى نقدية جديدة منها النقد الثقافي الذي يتضمن في ثناياه نظريات واتجاهات كما سلف ذكرها..
أستاذنا ال القدير ماذلا تعني لك الكلمات التالية:
الحب عاطفة يلغي الفوارق وأعاى مراتبه العشق أو جنونية الحب مقصيا الحب الشبقي والمتداول القائم على المصلحة.
الولادة هي وجود اضطراري تبلورفيه بؤس الحياة
الحلم ظاهرة نفسية وأن عقول الناس تحتضن أشياء معينة يعرفونها دون أن يدركوا ذلك
الوطن هويتي وكنهي وماهيتي
الصمت يدمر الحقيقة
القصيدة كينونتي
كلمة أخيرة لكم
لا يسعني في الأخير إلا أن أقدم متنا شعريا بعنوان:
لا لغو في الكتابة.

1- الكتابة مهد الإبداع.
فيها طفل مشاغب.
ظل يرقى
لصناعة هويته في مستوطنة الغباوة-
2- هي لحده،
فيها ذاكرة البيان والمعاني والبديع. بسحرها روت هيام العاشقين
يفوح منها عطر البلاغة وخيرات القوافي
. 3 -لا لغو في الكتابة.
من لغا فلا رؤية له.
4 -لا ثرثرة في الكتابة..
الذين ثرثروا..
صاروا في خبر المجهول
. 5 -لا كتابة بدون لغة.
اللغة بروتوكول
يحمي هويتها من التشرد..
6- تجرد الكتابة عن التجربة الآنية. .
يجعلها تتعالى إلى العليين
.. 7 – جذور إبداع الكتابة ..
تكمن في تشكيل رؤية للذات..
وليس تشخيص للذات
.. 8 – الكتابة لازمة
تتفاعل هويات الفرد والفضاء العام
بالحدس ولغة الأيقونات. .
9 لا كتابة بدون التمثل
لا يلزمها التواصل..
يرويها التفاعل
بصلات حميمية ذات مثالية
10الكتابة ليست حالات شعورية..
وإنما خارطة
لهندسة الأفكار والمشاعر..
كما أتقدم بالشكر والاحترام والتقدير لكل أعضاء اتحاد الكتاب العرب لما يبذلونه من جهود للارتقاء بالثقافة والإبداع.

playstore

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WeCreativez WhatsApp Support
فريق صفروبريس في الاستماع
مرحبا