مستوصفات مهجورة تستوطنها الأشباح
السياسة الهزيلة للمندوبية الإقليمية لوزارة الصحة بصفرو، تظهر جلية للمتتبع المحلي، خصوصا إذا ماتعلق الأمر بالمستوصفات التي تم إنشاؤها ببعض الجماعات التابعة لمدينة المنزل. ويتعلق الأمر هنا بالمستوصف الصحي لدار حقون، التابع لجماعة أولاد مكودو . والمستوصف الصحي لجماعة امطرناغة. حيث يتساءل البعض عن السبب الحقيقي لإنشاء هذه المستوصفات، وتبذير كل هذه الأموال في بنائها وتجهيزها؛ ثم تركها مهجورة تستوطنها الأشباح، وتستعمرها العناكب والحشرات!
يذكر أن هذين المستوصفين قد تم إنشاؤهما منذ ما يزيد على ربع قرن من الزمن! وتوفير السكن الإداري بهما مع الظروف الملائمة للاشتغال. لكن وبعد اشتغالهما لفترة قصيرة تم الاستغناء عنهما بعد عزوف الممرضين عن الاشتغال بهذه الجماعات. وهو ماخلف استياءا عارما لدى الساكنة، بسبب المشقة الكبيرة التي أصبحت تتكبدها في التنقل إلى المركز الصحي بالمنزل لأجل العلاج، وبسبب الاكتظاظ الشديد الذي يعرفه هذا الأخير. غير أن معاناة هؤلاء هو آخر شيء يفكر فيه المسؤولون بهذا القطاع؛ إذ ورغم الشكايات المتعددة التي قدمت في الموضوع التماسا لإعادة هذين المستوصفين للاشتغال، فقد جوبه الأمر بصمت مطبق، وتم إغلاق المستوصفين منذ سنوات عديدة.
إهمال المستوصفات عجل باكتظاظ كبير بالمركز الصحي
من النتائج المباشرة التي خلفها إهمال المستوصفات بالجماعات التابعة للمنزل: الاكتظاظ الكبير الذي يشهده المركز الصحي بالمدينة بشكل يومي. فبالإضافة إلى النمو الديموغرافي الكبير الذي عرفته ساكنة المنزل في الآونة الأخيرة؛ فإن كل سكان الدواوير والجماعات المحيطة بالبلدية، يتنقلون أيضا إلى نفس المركز الصحي لأجل التداوي وتلقي العلاجات، والاستفادة من الحصص الهزيلة للدواء التي يستفيد منها المركز. حيث أصبح هذا الأخير غير قادر على استيعاب كل هذه الأفواج الهائلة ( بلغ تعداد ساكنة بلدية المنزل والجماعات المحيطة بها ما يقارب50 ألف نسمة) . وهي معادلة صعبة يستحيل تحقيقها، خصوصا إذا ما علمنا أن المندوبية لم تخصص لهذا الجيش إلا طبيبا واحدا، لا تستطيع حتى إجباره على الالتزام بمواعيد العمل.
أما عن الحصص الممنوحة من الدواء، والتي يستفيد منها المركز الصحي، فتظل دائما هزيلة وغير كافية. فحتى لو تم توزيعها بشكل نزيه ومعقول، فلن تغطي حتى ربع العدد الذي يتوافد يوميا لأجل الاستفادة منها.
