صفرو

المنزل:المركز الصحي بالمدينة: وضع متردٍ لقطاعٍٍ حيوي مهم! (الجزء الأول)

مركز صحي لا يقدم إلا الوهم!

مع ولوجك إلى الصالة الرئيسية للمركز الصحي بالمنزل، تطالعك وجوه العشرات من المرضى والوافدين الذين تكتظ بهم القاعة، بوجوه شاحبة، وأجساد هزيلة تنتظر دائما. تظهر عليها علامات التدمر والاستياء بوضوح. عيونها تترقب بتحفز نحو الأبواب التي تفتح وتغلق هنا وهناك، دون جديد يذكر. وأصوات ساخطة ناقمة تتردد في الحيز الضيق المحدود، مختلطة بآهات الألم، وصراخ وعويل الأطفال.. فالمركز ما عاد يقدم إلا الأوهام! وما عدا قسم الاستقبال، وتقديم الأرقام الترتيبية للمرضى (النوبة) ، وميزان الأطفال، الّذيْن ينشطان بهمة وجدّ؛ فالباقي يعاني من خلل كبير! ومن ضاق به الأمر أو اشتد عليه الألم. وجب عليه مغادرة المركز وزيارة الطبيب المتخصص.

طبيبة غير معنية باحترام مواعيد العمل!

   لقد ترسخ أخيرا في ذهن البسطاء من الذين  يتوافدون على المركز الصحي أن الطبيب ليس له وقت محدد للعمل، بعد أن تعودوا على قدوم الطبيبة قبيْل الحادية عشرة صباحا، وانصرافها في الغالب بعد الزوال. حيث تعمل على تكييف هذه الفترة الضيقة، لفحص ـ عذرا لرؤية ـ  الجيش العرمرم من المرضى الذي يقبع بالصالة، والذي غالبا ما يحتشد خلف الباب المفضي إلى  مكتب الطبيبة، ضاربا بالأرقام الترتيبية ـ وبجهود مكتب الاستقبال ـ عرض الحائط . بعد أن يكون الجهد والألم، والسخط والملل المضني، قد استبد بالجميع، فلا يبقى هنالك اعتبار لمثل هذه المثاليات، حيث يكثر التدافع والتسابق، ويرتفع السباب أحيانا، وتعم الفوضى، ويتسابق الجميع لأجل الولوج أولا.

 

   والغريب في الأمر أن الطبيبة هي وحدها الغير معنية باحترام مواعيد العمل، عكس باقي العاملين بالمركز الصحي! ورغم كثرة الانتقادات التي وجهت لها من طرف المواطنين وجمعيات المجتمع المدني، على خلفية التأخرات والغيابات المتكررة ، ورغم كل الشكايات التي أرسلت في الموضوع، فقد استمرت تمارس عملها بنفس المنوال، كأن الأمر لا يعنيها أو يخص غيرها ، أو كأنها فوق القانون، بعد أن تيقنت من غياب ردة الفعل لدى الجهات المسؤولة. 

شهادة أحد الوافدين تبرز طريقة عمل الطبيبة

  ولعل شهادة أحد الوافدين على المركز الصحي (ع.ن)،ـ في وقت سابق ـ تبرز ذلك بوضوح وتعطي فكرة عمل الطبيبة؛ إذ يقول:<< بعد أن حالفني الحظ، وتمكنت من الوقوف أنا وابنتي المريضة أما طبيبة المركز، لم تكلف هذه الأخيرة نفسها بالتحدث إلينا، لأنها كانت تهَب كلماتها للهاتف الذي أمسكته بشمالها، بينما راحت يمينها تخط بعض كلمات سريعة على ورقة قدمتها إلي، مشيرة بيدها نحو الباب. وهو ما أثار حنقي ودهشتي! ومع علمي بأن الطبيبة لا تعلم الغيب؛ سألتها بلطف وتطفل: كيف أمكنها تشخيص الداء ووصف الدواء بهذه السرعة؟ وهو شيء أغضبها حتما ولم تعهده في زوارها البسطاء من قبل؛ إذ أنهت المكالمة فورا، ووضعت الهاتف بعنف وهي تسألني بحدة مفاجئة: ماذا تريد؟ فما كان مني إلا أن أعدت عليها سؤالي بثبات دون أن أتأثر لموقفها المفاجئ. . وهو شيء لم يعجبها إطلاقا حيث أمرتني بالخروج، مضيفة أنه إذا لم تعجبني طريقتها في الكشف، بإمكاني تقديم شكاية في الموضوع إلى المسؤولين، أو زيارة طبيب اختصاصي! وهو فعلا ما قمت به، لكن بعد ضياع نصف يوم من الانتظار بدون جدوى>>.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WeCreativez WhatsApp Support
فريق صفروبريس في الاستماع
مرحبا