المسرحية الكبرى… الجزء الأخير من “الشركة” وأبطالها الذين لا يتعبون من الصعود إلى الخشبة

أسدل المخرج الشهير – والأكثر إثارة للجدل – أخناتون الستار عن آخر أجزاء مسرحيته الممتدة لسنوات، والتي حملت عنوان “الشركة”. ومعه ظهر على الخشبة أربعون ممثلاً، يقال إنهم أتقنوا أدوارهم بشكل يثير الإعجاب… والدهشة في الآن نفسه، وعلى رأسهم الممثلة ذات الحنجرة الذهبية، ورفيقيها في البطولة: مياو مياو وفطومة المشرارة ، ورمضان الرضواني ….الذين تميّزوا بأداء أقرب إلى الحقيقة منه إلى التمثيل.
المسرحية عرفت كذلك بروز وجوه جديدة في مجال الأداء، وجوه أكد خبراء الفن المسرحي أنها قد تذهب بعيداً جداً في هذا المجال… وربما لن تعود منه أبداً. هؤلاء الصاعدون يُنتظر أن يشتغلوا في أعمال مشتركة مع فرق مسرحية عريقة، مثل فرقة الهلاك التي ظهرت سنة 1956 وظلت وفية لاسمها، أو فرقة واصْلُو الهِمّة التي قدّمت للساحة الفنية أسماء لامعة في التمثيل… والتمثيل فقط. ولا يسع المقال ذكر باقي الفرق، حفاظاً على المشاهدين من الصدمة.
مسرحية “الشركة”، التي عُرضت على خمسة أجزاء، كانت تُقدَّم كل سنة بجزء جديد، حتى أصبحت عادة موسمية ينتظرها الجمهور لا حبّاً في الإبداع، بل رغبةً في معرفة ما إذا كان هناك بصيص أمل في نهاية سعيدة… أو أقل خسارة. وخلال هذه السنوات، لم يتخلّ المغاربة عن الفرقة المسرحية، بل كانوا يُقدمون لها كل أنواع الدعم: من التبرعات إلى التصفيقات الإلزامية، مروراً بالصبر الطويل الذي لا يتقنه سوى الجمهور المحلي.
الآن، وبعد عرض الجزء الأخير، يطرح المتابعون سؤالاً وجودياً:
هل ستتوقف المسرحية أخيراً؟ أم أن إخناتون القبيح سيخرج من جيبه نصاً جديداً يبرر جزءاً سادساً، وربما عاشراً؟
في الصالونات الأدبية، بدأ يتداول اسم مسرحية جديدة قد تقتحم الساحة قريباً: “عقار منصور وسعيد”، ويُقال إنها تمتلك من الحبكة ما يؤهّلها لانتزاع الأضواء من “الشركة”، وربما فتح فصول جديدة من المتعة… أو من العذاب الفني، حسب ذوق المشاهد.
ويبقى السؤال المفتوح:
هل غادرت الفرقة المسرحية الخشبة فعلاً؟ أم أنّ ما يحدث ليس سوى استراحة قصيرة… قبل رفع الستار من جديد على “موسم جديد” من التمثيل المُتقن الذي لم يعد أحد يعرف أين ينتهي الفن… وأين يبدأ الواقع؟




