غادر قرية المنزل منذ سنوات ليستقر بالمدينة لظروف الشغل والعيش، وحين سمع “يوتوب” وقرأ أنها أصبحت مدينة، هزه الحنين والشوق فأقفل راجعا، في زيارة قصيرة، متعطشا ليكتشف وليتمتع بتحضر مدينة قضى فيها سنوات الطفولة والدراسة، وله ذكريات جميلة بها رغم ضعف البنيات والخدمات آنذاك.
اتصل الزائر بالجريدة ليحكي ما شاهده، كصحفي يعرف ماهية ومعنى الخبر والتحقيق، حيث قال أن دور الصحفي ليس الحديث عن القطار الذي وصل في الوقت بل مهمته الحديث عن القطار الذي تأخر وضيّع مصالح الناس. فلكل إدارة سياستها التواصلية للدفاع عن حصيلتها في الإنجازات وفي إعمال القانون، يشير المتصل.
وأضاف، بنبرة المندهش، كيف سمح، وغُض الطرف عن بعض المواطنين ليقوموا بنصب “خربة” كل قرب منزله، أحيانا من القصب وأحيانا عبارة عن “جردة بشعة” وأحيانا من الأسمنت حتى.. وكذا موضة زراعة الأغراس داخل عجلات السيارات المنتهية الصلاحية والشديدة التلوث لكونها مصنوعة من بقايا المواد النفطية والمطاط “الكواتشو”.
أهذه علامات التمدن؟ أين هي جمالية المدينة كمسؤولية عمومية؟ إنه نوع من التلوث البٓصري، ونوع من الترييف، فعصرنة الأحياء أهم للمواطن من شارع رئيسي كبير، لأن المواطن يعيش بالحي السكني حيث يكبر أبناؤه، يتأسف الصحفي الزائر.
واسترسل المتحدث، باندهاش، إن ظاهرة انتشار المقاهي بشكل ملفت واستلاء بعضها على الملك العمومي، لدرجة أن بعض المقاهي أصبحت تتشكل من ضفتين، ضفة شرقية وأخرى غربية، أمر مثير للغاية ومستفز، مما ينبغي معه جعل احترام القانون على الجميع هو القاعدة، وكذا وضع قارورات الغاز المنزلي ببعض الأزقة قرب المساكن وما لذلك من مخاطر، يؤكد نفس المتحدث.
وعلى مستوى، آخر، عبر الصحفي ضيف مدينة المنزل، عن خيبة أمله وصدمته القوية عندما زار السوق الأسبوعي، حيث قال، لم يخطر على بالي أن مدينة من حوالي 15 ألف نسمة تُطعم فيها الساكنة ذبيحة بمجزرة مهترئة ولاتتوفر على المواصفات التي وضعها المكتب الوطني للسلامة الصحية للمواد الغذائية. وبها سوق عبارة عن أرض جرداء بدون أدنى مقومات الأسواق الأسبوعية العادية، “رحبة الحبوب” كأنها “قنبلت من الجو” يضيف متذمرا الضيف المطلع على قضايا التنمية المحلية.
وتسائل المتحدث هل شاخ أهل تدبير الشأن المحلي، وتورمت يدهم الطولى، وجفت المقترحات نتيجة ثقافة “أنا وحدي نضوي لبلاد”، معتذرا لمطرب المغاربة سي بلخياط. أم مات المجتمع المدني إن وجد، أم ماذا؟ فعندما يشيخ الفكر يبقى البحث عن البديل، وحتمية ضخ دماء جديدة، أمر لامناص منه، لتفادي الجلطة الدماغية، كما يوصي الطب، يشير بإستفهام هذا الضيف.
وفي الختام قال المتصل أعتقد بإستعجالية إزالة “الخرب” والإضافات غير المرخصة، ” والجرادي” من أمام وبجوار المنازل لمخاطرها، ولأنها تسيئ للمدينة ولأهلها كذلك، ونادى، بإصرار، بضرورة احترام الملك العمومي، بقوة القانون، وكسلوك حضاري قبل استفحال الأمر.
وأضاف، أيضا، تمنيت لو عجلت الجماعة الترابية بتوفير سوق بمجزرة عصرية وجعلت منه أولوية الأولويات عوض مقر إداري”شيك” وبمكيفات تثقل ميزانية الكهرباء، وكراسي “تدور حول نفسها” بملايين الدراهم، يشير المتحدث، الذي التمس تقسيم هذه الدردشة البناءة إلى حلقات تنشر على صفحات الجريدة.
يتبع.