أمر طبيعي أن تتراجع شعبية الحكومات التي تدير الشأن العام نظرا لكونها قد تتخذ إجراءات إصلاحية و قد لا تخدم شعبيتها ولكن تخدم المصلحة العامة للوطن، ولذا نلاحظ أن الحكومات في مختلف الدول تتراجع شعبيتها قليلا أو بشكل كبير جدا، وفي المقابل ترتفع شعبية المعارضة لكونها لا تتحمل مسؤولية التدبير العمومي الذي يمكن أن يؤثر على شعبيتها.
ولكن الغريب في المغرب هو أن الحكومة لا زالت تحافظ على شعبيتها رغم اتخاذها لبعض القرارات التي يعتبرها البعض غير شعبية، وبالمقابل تندحر فيه المعارضة بشكل مخيف مما يطرح عدة علامات استفهام حول أسباب هذا التراجع الذي لا يخدم الممارسة السياسية بالمغرب، وهذا ما يظهر من خلال ما كشفت عنه نتائج استطلاع للرأي “بارومتر سياسي”، حيث أظهرت نتائج غير سارة بالنسبة للمعارضة.
وهكذا كشفت النسخة الثالثة من “البارومتر السياسي” المنجز في يناير 2014، والذي أعدته مبادرة طارق بن زياد ومعهد “أفيرتي” للدراسات واستطلاعات الرأي، بتعاون مع جريدة “هسبريس”، أن 51.2 في المائة من المغاربة يثقون في عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة، و50.3 من آراء المستجوبين الذين أكدوا أن رئيس الحكومة قريب من انشغالات المغاربة.
أما بخصوص المعارضة، فقد انتهت نتائج البارومتر السياسي إلى أن الثقة فيها تظل ضعيفة بنسبة 14 في المائة، مقابل 86 في المائة أكدوا عدم ثقتهم في المعارضة. كما أن 77 في المائة من المستجوبين أجمعوا على أن المعارضة لن تقوم بأداء أفضل إن كانت محل الحكومة الحالية.