حرائق غابات عنيفة تلتهم مساحات واسعة في البرتغال وتثير انتقادات للحكومة

تواصل فرق الإطفاء في البرتغال جهودها للسيطرة على أربعة حرائق كبرى اندلعت في شمال البلاد ووسطها، وسط ظروف مناخية صعبة وتضاريس وعرة عقدت من مهمة المتدخلين. وقد أعلنت السلطات عن تسجيل وفاة رجل يبلغ من العمر 65 سنة أثناء مشاركته في إخماد النيران، ليرتفع عدد الضحايا إلى ثلاثة منذ أواخر يوليوز.
أكثر من 2600 عنصر إطفاء و20 طائرة ومروحية جرى تسخيرها لمواجهة الحرائق، في حين تم نشر 1600 عنصر إضافي في وسط البلاد للتعامل مع حريق مستعر في أرغانيل متواصل منذ أسبوع. وتشير الحصيلة الأولية إلى إصابة 15 شخصا، بينهم سبعة في وضع حرج، فضلا عن خسائر مادية جسيمة طالت أزيد من 45 منزلا.
وزير الدولة المكلف بالحماية المدنية روي روشا حذر من احتمال حدوث “فوضى في بعض المواقع” بسبب طبيعة التضاريس. وأكد أن الحكومة شرعت منذ اليوم الأول في تقييم الأضرار، بغرض تحديد الخسائر وتقديم المساعدات اللازمة للساكنة المتضررة.
ووفقا لمعطيات النظام الأوروبي لمراقبة حرائق الغابات، أتى اللهيب منذ مطلع السنة على أكثر من 261 ألف هكتار من المساحات الغابوية، مقابل 143 ألف هكتار خلال سنة 2024 بأكملها. وللمقارنة، فقد شهدت البرتغال سنة 2017 أسوأ حصيلة في تاريخها الحديث، حيث احترق أكثر من 563 ألف هكتار وأسفرت الحرائق عن مقتل 119 شخصا.
الحكومة البرتغالية تجد نفسها اليوم أمام موجة من الانتقادات الشعبية بسبب ما اعتبره السكان تقصيرا في إدارة الأزمة، في وقت حضر فيه رئيس الوزراء لويس مونتينيغرو جنازة أحد رجال الإطفاء الذين قضوا أثناء أداء واجبهم.
الوضع الميداني المتأزم يعكس هشاشة الغابات البرتغالية أمام موجات الحرارة والجفاف المتكررة، ويطرح تحديا جديدا أمام السلطات التي تواجه ضغوطا متزايدة لإيجاد حلول وقائية طويلة المدى تحد من الكوارث المتكررة.