إقليم صفرو : واد البشنة والأمطار يدققان الحسابات ومواطن يلتمس تدخل الملك للعطف على ساكنة المنطقة

يبدو لمتتبع الشأن المحلي بإقليم صفرو أن مؤشر الجودة كآلية لقياس نجاعة صرف المال العام لم يعرف طريقه للتعميم بعد على جميع أجزاء هذا المجال الترابي من الوطن، بل يمكن الجزم أن هذا المؤشر قد يتأخر تعميمه لردح من الزمن. أما مفهوم العدالة المجالية فيبدوا كبيضة الديك!
فقد أصبح المواطن المكلوم ينتظر التساقطات المطرية لتقوم بافتحاص جودة المنشآت وتدقيق حسابات بعض المسؤولين نيابة عن المؤسسات المعنية. وبالفعل فقد أعدت الأمطار العاصفية خلال شهر ماي الماضي تقريرا مفصلا حول جودة مجموعة من المنشآت الفنية وخاصة الطرقات. وعلى سبيل المثال لا الحصر، الطريق الرابطة بين جماعة رباط الخير وجماعة الدار الحمراء عبر سيدي يحيى، والرابطة بين جماعة الدار الحمراء وأدرج عبر لعزيب، والطريق عبر أيت يحيى في اتجاه أدرج، وكما نشرت الأمطار السابقة تقريرا آخر مفصلا حول الراحلة قنطرة واد البشنة.
فهذا الوضع الغريب، لم يؤدي إلى تفاقم معاناة السكان فحسب، والذين يتجرعون مرارة الإهمال واللامبالاة بشكل يومي، بل أصبح الأمر يهدد سلامة المسافرين ومن بينهم أطفال المدارس، ويهدد الحركة الاقتصادية نتيجة الخسائر التي تتكبدها عربات نقل السلع، والأفراد، فمن غير المقبول أن يستثمر المواطن أموالا طائلة في حافلة للنقل الطرقي، لتسافر عبر طرقات المغرب بإنسيابية، لكن عندما تصل الحافلة إلى طرقات دائرة المنزل، يرى المستثمر مستقبل مشروعه يتخرب إربا إربا أمام أعينه وأعين المسؤولين عن ذلك، لأنه صدق شعار فك العزلة عن الجماعات الترابية المعزولة.
كما أن زوار المنطقة يقفون مشدوهين من هول الصدمة نتيجة درجة الاستهتار بالمال العام وأرواح المواطنين، بينما بعض المنتخبون ينتشون في أخذ الصور والجري وراء البوز في “زمن كلشي عاق”.
فالطريق الرابطة بين جماعة الدار الحمراء وأدرج عبر لعزيب تبدو أنها تعرضت لقصف جوي أيام الحرب الفيتنامية، أما السوق الأسبوعي فليس له من السوق إلا الإسم.
وفي اتصال مع أحد الساكنة، والذي فضل عدم الكشف عن هويته، قال بحسرة، يخيل لي أحيانا أن هناك تلكؤ وتعمد في إهمال هذه المنطقة كأننا مواطنون من الدرجة الثانية، لذلك أتوجه بملتس إلى ملك البلاد بالعطف على رعاياه في هذه المنطقة، فالطرقات مهترئة رغم كون بعضها حديث البناء، لانتوفر على الماء الصالح للشرب، أما شبكة التطهير فلانراها ولن نراها إلا في التلفزة… مشروع بناء إعدادية بجماعة الدار الحمراء تأخر أكثر من اللازم في وقت بني فيه نفق تحت أرضي بالعاصمة في أقل من شهرين!!!، ولمتابعة دراسة بناتنا يبعثن إلى داخلية مدينة المنزل عوض داخلية ثانوية ادريس الأكبر بمدينة رباط الخير القريبة، رغم توفر هذه الأخيرة على جناح جاهز ومغلق، ويقولون إنهم يحاربون الهدر المدرسي؟! هذا الوضع يجب أن يحل في أقرب وقت. ناهيك عن معصرة للزيتون ممولة من المال العام منذ سنوات؛ مجرد بناية وأطلال لحد الآن؛ فلا يوجد من يحرك ساكنا… يا إلهي كل شيء متوقف أو مهترئ، أو أصبح بعيد المنال، فهل ينتقم منا المسؤولون؟ أم يوجهون لنا دعوة مبطنة للهجرة؟ إنه قد يخيل إليك أنك خارج الزمن في هذه المنطقة! يقول هذا المواطن المكلوم.
وفي اتصال مع أحد التقنيين فضل عدم الكشف عن هويته، قال إن طريقة إعادة ترقيع قنطرة واد البشنة، ولو في انتظار الإعلان عن الصفقة، يتطلب فتح تحقيق بسرعة قبل فوات الأوان لأننا في فصل ممطر.، فلا يعقل أن توضع خمس أنابيب لاستقبال مياه السيول وتغطى بطبقة من الأتربة دون إسمنت مسلح ودون خراسانة قوية قادرة على صد السيول، ودون شبابيك حديدية على الجوانب، مما يضع حياة المواطنين أمام الخطر المحدق، ناهيك أن هذه “الترقيعة المضحكة المبكية” قد تتسبب في سقوط السيارات والحافلات في الواد. لذا فقد يرقى هذا الاستهتار والإهمال إلى درجة جناية في حالة تعرض أي مواطن للأذى لاقدر الله، ناهيك عن الميزانية المرصودة، يقول المتحدث.