بالإبتسامة …بكلمة حب… بلمسة حب…. بنظرات حب كم من مصافحة دافئة واحتضان لابنك تقوي بها من عزمه وتجعله يقبل على الحياة مثابرا ومجتهدا .
والحديث عن أبنائنا في هذه المرحلة الشديدة التغيرات الفيزيولوجية والنفسية ، علينا ان نضع في الاعتبار – قبل الخوض في أي حديث عنهم ، بأنهم ذات إنسانية لا آلة صناعية إنهم كباقي الناس لهم مشاعر وانفعالات، لهم أيضا عقول يفكرون بها ويميزون ، ولديهم مشاعر وأحاسيس ، ويبحثون عن تحقيق ذواتهم واستقلاليتهم . وهم يحاولون أن يثبتوا لآبائهم وأمهاتهم ومدرسيهم أنهم بشر في حاجة إلى التقبل والاحترام . وما علينا نحن إلا تجنب النصائح الجاهزة ومصاحبتهم ومجالستهم والاستماع إلى مشاكلهم ومساعدتهم على التعبير عن انفعالاتهم الداخلية. يجب على الآباء أيضا في هذه المرحلة الحساسة تجنب اللوم والتأنيب والتهديد ، في حين هم في أمس الحاجة إلى رعايتنا وصداقتنا ومضاعفة اهتمامنا بهم. فمرحلة المراهقة تتميز بالحيرة والتردد ،فكم هم في حاجة إلى يد رحيمة وكلمة جميلة بدل اللوم والعتاب المبالغ فيه .. وعلى الآباء تجنب الأمر والنهي بالصراخ والشتم لآثاره النفسية المدمرة على نفسية الأطفال ، وإلا كيف سيتمكن من التعبير لك عن مشاعره والمشاكل التي تعترضه إن لم يوجد جو من الأمن والحب والثقة بينك وبينه ؟ ونفس الأمر ما بين الأم وابنتها المراهقة ؟
إن مسئولية الآباء والأمهات والمربين اتجاه الأبناء جسيمة في ظل الثورة التكنولوجية والإعلامية الكبيرة وثاتيرها السلبي على الأسرة والمجتمع وضرورة وإعطاء الاهتمام للإنصات والاستماع لأبنائنا والإصغاء إليهم خاصة الذين هم في مرحلة المراهقة .
ومن أهم ما يميز المراهقين من صفات بشكل عام : التمرد – والبحث عن الإستقلالية – وعدم الشعور بالمسئولية – وكتم المشاعر. فالمراهق له رغبة كبيرة في الإستقلال والتمرد على قوانين المجتمع والأسرة والتخلص من ضغط الكبار وتدخلهم في كل شؤون الأبناء ….والمراهق يعيش تناقضات عجيبة جدا ، ويتصرف تصرفات تتطلب من الآباء والمربين الفهم وإدراك هذه المرحلة الحرجة من عمر الطفل و إلى سعة الصدر من جانب الوالدين ، وان يدركوا بأن هذه مرحلة يمر بها الأبناء والبنات ،والعمل على مساعدة الأبناء لتجاوزها الى بر الأمان .
وفي الأخير وجب على الآباء والمربين في المدرسة والمراكز الاجتماعية بناء جو الثقة الذي يسمح للمراهق من التعبير عن انفعالاته بشكل متوازن في بيئة تتميز بالتقبل والاحترام والتقدير والتشجيع . فالإنصات الجيد للأب وللأم لأبنائهم في مرحلة المراهقة والعمل على فهم إحتياجات أبنائهم يساعد على النمو النفسي المتوازن مما يساهم بشكل فعال في إندماجهم وتكيفهم الإجتماعي.
مودتي وتقديري للمشرفين وهيئة التحرير لموقع صفروبريس،متمنايتي لكم بالعطاء والتميز في عملكم .بوركت جهودكم
محمد الارضي
رئيس الجمعية المغربية للمساعدين الاجتماعيين
أجزت وأفدت شكرا أستاذنا الكريم نشرت مقالك لأهميته
مقال رائع نحن في أمس الحاجة اليه ، خصوصا و نحن نسمع الآفات و المشاكل التي يتخبط فيها مجتمعنا جراء أزمة التواصل بين المراهق و الراشد(الاب و الاستاذ)، حبذا لو يقتحم الاستاذ المحترم و امثاله ممن لهم دراية و اطلاع وتخصص في الموضوع اسوار المؤسسات التعليمية لتبديل الافكار و التمثلات السائدة و البائدة.
الشكر لكما " هاجر" مغربية"
مجتمعاتنا في حاجة لتأهيل وتدريب وصبر والوقت والنفس الطويل لتغيير لغة خطابنا،وثقافتنا،نظرتنا لكل شيء ….نتمنى ان تفتح الابواب امامنا كمتخصصين للاسهام في التنمية التي ينشدها بلدنا الحبيب في ابعادها وشموليتها
السلام عليكم.اشكركم سيدي على هذا المقال المهم الطذي سلطتم فيه الضوء على موضوع ذي اهمية بالغة الا وهوموضوع المراهقة وفي هذا المنوال لا بد من طرح السؤال التالي الا تجدون انه من الضروري الحديث عن المراهقة كمرحلة يضع فيها الشخص اولى لبنات حياته على المستوى الشخصي.من واقع مهنتي اجد ان نسبة كبيرة من المراهقين يمتلكون فهما خاطئا لهاته المرحلة لانهم يرون فيها فقط مرحلة سمتها الكبرى هي اللامبالاة و عدم المسؤولية في جل مجالات الحياة. عبر تجربتي المتواضعة استطيع ان استنتج ان مراهقنا يحمل كل راشد من محيطه مسؤولية كل مشاكله و انفعالاته وانزلاقاته في اوحال الادمان وانعدام المسؤولية.من منظوري الخاص ارىانه من واجب المراهق ان يشارك في بناء شخصيته عبر احترام ذاته اولا وذلك عبر العمل على تنميتها من جوانب عدة يبقى اهمها واقواها هو الجانب الروحي والديني اضافة الى الجانب الوجداني.
وهنا يتاتى الدور التكميلي للاسرة وجمعيات المجتمع المدني والمدرس مع ان دور هذا الاخيريبقى الاصعب و الاشد في حد ذاته لانه يجد نفسه امام مجموعات كبيرة من المراهقين ممن يتخذون من هاته المرحلة ذريعة لتبرير لامبالاتهم.