تازكا إقليم تازة: مراد ميغيس يكتب خاطرة بعنوان: كل عام و انت سيدٌ على قلبي يا “تازكا”

صفرو بريس ✍️لحسن سيبوس
بمناسبة اليوم العالمي للجبل ابن مدينة تاهلة مراد ميغيس يكتب خاطرة بعنوان: كل عام و انت سيدٌ على قلبي يا “تازكا”
أستسمحك ” تـــــزكّـــا ” ..
سأدَنو من ظلّك الوافر هذا الصباح، و أتطفّل على بعض من أُنسِك الجميل ..، و لو من بعـــيد ..
أتحسّسُ ما تبقّى من بقايــا طيفك الوديع ..
وأطلّ على هوى محيّــاك لحظــات قربي لك ..
أتفقد بعضا من شموخك الغابر ..، وأعدّ ساعات غربتي ..
اتحسر كثيرا لطول غيابي .. و استسلم لكل ذكرى تربطني بك ..
تجدني أرتمي في غياهب جمال ليس يموت ..، و أملء وقتي بحبي لك و معك ..
فـ تكون فرصة لروحي و جوارحي .. أتفقّد خلالها عهدي بك و وعدي لك ..
فــ في آخر المطــــاف سيّـــدي ” تـازكــا “..
ما يكـــون لي إلّا أن أشفق لحالي ..، و أنا الذي تبعثرت كل أوراق الخريف الباهت المنتهي هنا على مشارف حصون محيّاك هنـاك ..
فـ أنت الغـــائب البعيد الذي لا يــأتيني ..
و أنا المُريد المشتاق الذي لا ينسى ..
فـ ما كان لي إلّا أن جلست أعدّ تسابيح عظمة شموخك أمامي .. أحاول أن أحكي لمن حولي من تكـــون ..
لعلّي أكفّر عن بعض من تقصيري ..
هم لا يعرفونك “تــزكــا” ..
لا يعرفون مجد تاريخك وعظمة شموخك و تفاصيل كثيرة انت وحدك يعلمها ..
أمّــا أنـا يا سيدي ..
فـ يستحيل ..، و روحـي التي اعــتادت الصلاة عند أعتـــابك و في حضرتك، هناك تاهت بين كل ذلك الجلال ..
فـ دعنــي سيـدي، أكشف لـــهم بعضا من أسرارك ..، و سأتعمّد إخفـــاء الكثير ..
أخوض في نبش خفيف لبنات مغاراتك و تضاريس وِديانك ..
أبسط شيئا من زهوّ أشجار الأرز تفتخر بك ..
أذكر بعضا من الحيٱة فيك و حولك ..
أحكي لهم جزءا من قصص كل الذين شغفوا بحبّك الأنيق و استوطنت قلوبهم قبل أن يستوطنوك ..
بمن وافهم عشقك إلى دار البقاء و لازال ذكرهم ترويه انت لنا ..
بمن صالوا و جالوا بين وديانك و جنبـات جروفـك يستشعرون إكسير حياة بمحاداة كلّ تلك السّماء ..
و أنــــا أحكي لهم يا سيدي ..
أشعر بلحظة سفري إليك و أنا مُقبلٌ عليك ..
حين ألمحك من بعيد ..
حاضرة فاس ورائي .. و سِلْهامُك الشامخ يُدثر كل الحواضر أمامي ..
وحدها هذه الاحضان تزرع في النفوس حبك ..
أستحضر دائما صمتك الوقــور .. و كـأني أول مرة أرٱك ..
أتجمّل بسمت ملامحك في حكيي ..، ولبـــاسك المهيب و نحن في حضرتك ..
حينها ، يتجلّــى لي مقامُك .. فما يكـون لي إلّا أن أستحـــي و انسى كل مقال ..
في لحظة تتجلّى لي أصــواتهم .. ، اصوات كل من عشقوك وأحبوك .. أُنصت بعمق لترانيم كل ذلك الرصاص الذي طار لأجلك، أشمّ رائحة دمائهم الزّكية تتدفّق سيولا تحكي بعضا ممّا كان هنا ..، فهي لا تستطيع أن تخفي جُمل آلامهم و أنــين أحزانهم و صيحات أطفالهم ..
فأعماق مغاراتك و وديانك لا تزال تحتفظ بصدى البنادق وصيحات المجاهدين و العاشقين ..، تنحت لهم صور للعزّ و الكبريـاء .. زُيّنت بأرواح طاهرة ٱمنت بك ..
شيّدت بطولات لا تنسى فوق تُربك الأبي ، و جعلت من نفسها حصونا شاهدة لكل أولائك الأبطال ..
فمن ياترى يفكّ شفرة كل هذه الاسرار .. و من يعيد لنا كل تلك الأمجادك يا “تــــازكـــا” ..