على امتداد تاريخ طويل ، شكلت السقايات العمومية بمدينة صفرو ، علاوة على المنفعة العمومية المتمثلة في تزويد نسبة هامة من الساكنة بالماء الشروب ، مآثر تاريخية ضاربة في القدم ، و تحكي تاريخ مدينة التعايش و التسامح. و مع التطور العمراني الكبير الذي عرفته المدينة ، حيث تم ربط معظم المنازل بشبكة الماء الشروب ، تعرضت هذه السقايات للإهمال ، بل و للتخريب العمدي من طرف مخربين لا يعرفون قيمة الكنز الذي يدمرون. بهذا أصبحت معظم سقايات المدينة عبارة عن خراب يؤلم الناظر إليه. و تعد سقاية باب المربع إحدى هذه المعالم الأثرية التي نالت نصيبها من التخريب ، بفعل عوامل الزمن من جهة ، و بفعل أيادي الشر من أبناء المدينة من جهة أخرى. فهذه السقاية يعود تاريخها لزمن طويل و غير معروف ، و إن كان آخر إصلاح خضعت له يعود لسنة 1923 ، أي منذ أكثر من قرن من الزمان ، و هي بذلك معلمة تختزل تاريخا طويلا من تاريخ المدينة ، و مع ذلك ، و رغم قيمتها الرمزية و التاريخية فإنها لم تسلم من التخريب.
و يبدو أن الوقت لم يعد مناسبا للبكاء على اطلال معالم تاريخية تعرضت للتلف ، و إنما يجب اتخاذ مبادرات لإنقاذ هذه المعالم التي تعتبر كنزا من كنوز المدينة.