صفرو

إقليم صفرو: ساكنة "عيشون" أحياء أم ميتون؟! (روبورتاج)

* ساكنة دوار “عيشون” يعيشون على وقع المعاناة!

   تعرف ساكنة دوار “عيشون” التابعة لجماعة تازوطة بإقليم صفرو، مشاكل بالجملة. حيث تعيش مجموعة من الدواوير بالمنطقة على وقع المعاناة، وتفتقر إلى أبسط مقومات الحياة؛ نتيجة التعرض المستمر والمتواصل ـ لسنوات عديدة ـ إلى الإقصاء والتهميش من قبل المسؤولين المحليين، مما أدى إلى حرمان المنطقة من نصيبها في التنمية فظلت تعيش خارج الزمن!

* مشاكل بالجملة تتربص بالساكنة!

   أبرز المشاكل التي تتخبط فيها ساكنة دوار “عيشون” أصبحت متجاوزة حتى بالمناطق النائية، وتتلخص فيما يلي:

 ـ مشاكل متعلقة بالكهرباء: غياب ربط منازل ساكنة دواوير بومريم، والمرس بشبكة الكهرباء؛ وعدم استفادة منازل أخرى بدواوير مجاورة(أيت علا، تامنت) من الربط بالكهرباء، رغم كونها لا تبعد عن الأعمدة الكهربائية سوى ب60 مترا. وفي المقابل تلجأ الأسر إلى استعمال الغازوال للإنارة، حيث أن احتراق هذه المادة غالبا ما يسبب لهم مشاكل صحية خطيرة، خصوصا عند الأطفال.

 ـ مشاكل متعلقة بالماء: ما يفوق 300 أسرة تعاني من غياب الربط بشبكة الماء الصالح للشرب ( حيث تغيب هذه المادة الحيوية عن كل من دوار بومريم، وأيت تامنت، بينما دوار أيت علا يعرف استفادة نسبية) مما يدفع الأهالي إلى التنقل اليومي لمسافة 3 كيلومترات لأجل التزود بهذه المادة من الدواوير المجاورة، رغم وعورة المسالك بالمنطقة، خصوصا في فصل الشتاء. وقد حاولت جمعية الأدارسة للماء الصالح للشرب ـ والتي تم إنشاؤها لتجاوز مشكل الماء ـ العمل جاهدة على إنجاح مشروع لبناء خزان للماء الصالح للشرب بالدوار؛ حيث من المنتظر أن تعمل على إنجاح المشروع إذا ماتم تجاوز الإجراءات المخصصة لذلك، وتوفير المبلغ المخصص لمساهمة الجمعية في المشروع والمقدر ب:40.000 درهم .

 ـ مشاكل متعلقة بالنقل والصحة: حيث تفتقر هذه الدواوير إلى نقل مزدوج، وتظل الطريق الغير ممهدة، والوعرة عقبة كبيرة في وجه الساكنة في طريقهم نحو المناطق المجاورة، خصوصا في فصل الشتاء حيث تصبح زلِقَة وأكثر خطورة. كما أن غياب المستوصف بالدوار يزيد من تعقيد الحياة به، إذ يقاسي المرضى صعوبات جمة في التنقل لأجل العلاج بالمراكز المجاورة. كما أن بعد المدرسة يخلق مشاكل لا حصر لها للأطفال الصغار الذين يضطرون للتنقل أزيد من 3 كيلومترات وسط طبيعة وعرة محفوفة بالمخاطر.

 ـ مشاكل متعلقة باستغلال المجال: يشهد الدوار صراعات دائمة بين الفلاحين بالمنطقة، والرحّل الذين يفدون إليه بشكل موسمي، ويستنفذون خيراته بقطعانهم التي لا تعد ولا تحصى! هذا فضلا عن كون مصلحة المياه والغابات قد صادرت أراضيهم وعملت على تحفيظها في ملكيتها، وأثقلت كاهلهم بالمخالفات. بل تمت مصادرة حقهم في الاحتجاج أيضا لكونهم يقطنون بجوار الغابة، ولا يجدر بهم، أو يحق لهم المطالبة بحظهم في التنمية!


* جماعة غنية وأهلها فقراء!

   تتميز جماعة تازوطة بمقالع الرخام التي تنتشر عبر تراب الجماعة، حيث تصنف هذه الأخيرة من بين أغنى الجماعات بالإقليم! غير أن هذه المداخيل الغنية لم يتم استغلالها  لتأهيل الجماعة والرقي بمستوى عيش أفرادها، وتحسين بنيتها التحتية، وتجويد الخدمات بها! بل إن غنى الجماعة والتصنيف الذي تحتله تبعا لذلك، كان وبالا على أهلها الفقراء؛ إذ تم إقصاؤهم نتيجة لذلك من الاستفادة من برنامج تيسير، ومن جميع برامج الدعم التي تخصصها الدولة للمناطق النائية التي تعاني من الهشاشة والحرمان.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WeCreativez WhatsApp Support
فريق صفروبريس في الاستماع
مرحبا