صفرو

جمعية بصفرو تناقش “التربية الأسرية وأثرها على التحصيل الدراسي لدى المتعلم”

في إطار الأنشطة التي جاءت من أجلها جمعية أبريد الخير بمدينة صفرو وبشراكة مع جمعية الآباء وأولياء التلاميذ بالمؤسسة، نظمت عشية يوم السبت 22 يناير 2022 نشاطاً ثقافياً بمدرسة الإمام مالك بحي بودرهم على الساعة الثالثة زوالا. وقد حضر اللقاء عدد كبير من الأمهات والتلاميذ الذين لبّوا نداء الجمعية، مُعبرين بذلك عن رغبتهم في المعرفة وحب الاستطلاع والتفاعل والنقاش حول قضايا اجتماعية وأسرية وتعليمية بالخصوص. وفي هذا السياق جاء موضوع اللقاء المنظم، تحت عنوان “التربية الأسرية وأثرها على التحصيل الدراسي لدى المتعلم”.
فبعد الكلمة الترحيبية التي تقدما بها كل من رئيسة جمعية أبريد الخير ورئيس جمعية الأباء وأولياء الثلاميذ السيد عبد العزيز مضمون، جاء اللقاء في ثلاث مداخلات أساسية، أولها تناولت مفهوم التواصل ودره الفعال لدى الأسرة في الرفع من التحصيل الدراسي لدى التلميذ/الإبن/ الطفل ،من خلال استحضاره لأبعاده العلائقية والترابطية والانتاجية والتفاعلية، أي من خلال تشخيص وفهم طبيعة أي سلوك لدى الطفل تُجاه عالمه الخارجي، وهنا يحضُر دور الأسرة من خلال المصاحبة بالاستماع والانصات وفهم طبيعة التعثر كيفما كان، انطلاقا من استخدام أساليب من قبيل توليد الأفكار وتقديم نصائح ومساعدات. وهو ما يَفرض أيضاً مواكبة الطفل بالتواصل المستمر واليومي إما لحل مشكل أو تلقين سلوك أو تصحيحه …، إلخ.

هذا ويظيف المتدخل الأول محمد امشيش، أن دور الأبوين هو نقد وتقويض مجموعة من السلوكات التي تحُول دون تحصيل علمي صحيح ومناسب ومنسجم مع شخصية الطفل/التلميذ/المراهق، مثل تسابق وتنافس التلاميذ فيما بينهم (حتى في ما بين الإخوة يحصل الشيء نفسه) حول النقطة/المعدل، حيث ثُؤتر في نفسية المتعلم، وهنا يكمن دور الأبوين في التواصل معه بِحثِّه على العمل من أجل التعلم واكتساب الأفكار والقراءة المستمرة لتجاوز النقص الحاصل من جهة، وعلى أن المعدل ليس هو المعيار الأساسي للكفاءة والقدرات الشخصية من جهة أخرى.
المداخلة أيضا حاولت التطرق لكل المشاكل السائدة بشكل كبير عند صفوف المتعلمين كعدم إنجار الواجبات المنزلية، وعدم القدرة على الحفظ والاستظهار، والخوف، والخجل، ….إلخ. كل هذا وبالاحتكاك مع الطفل ومصاحبته في المنزل وتوفير حُضن دافئ للطفل وهادئ وأيضاً خالي من المشاكل الأسرية، لهُو من الشروط الأساسية لبيئة تواصلية جيدة.
المداخلة أيضاً، حاولت ما أمكن تقديم بعض الحلول للأمهات الحاضرات في كيفية التعامل مع أطفالهم، أهمها التركيز على إعطاء قيمة للكتاب، للتثقيف والاطلاع على أفكار جديدة، وليس الاكتفاء فقط بالكتاب المدرسي. بالاضافة إلى التخفيف على الطفل من ضغط المدرسة والقسم وانضباطهم الصارم، وذلك باعطاء قيمة وفرصة للعب واللهو والمرح، وهو ما فصلت فيه المداخلة الثانية بشكل مستفيض.
في السياق ذاته، استهل المتدخل الثاني الأستاذ نوح خلوق نقاشه حول التوعية الصحية والبدنية للطفل ودورها في التحصيل الدراسي، حيث أكد على دور التربية البدنية/الرياضية للطفل في تنمية قدراته العقلية والفكرية تماشياً مع مقولة “العقل السليم في الجسم السليم”، ومن هنا يكون على الأسرة عدم إهمال هذا الجانب الذي يتجلى في إعطاء الطفل الوقت الكافي للعب، بتسجيله في نوادي رياضية، بمختلف أشكالها وأنواعها الفردية والجماعية، حيث يعمل على تكوين شخصيته وصقل مواهبه وإبراز طاقاته.
ومن ناحية أخرى وجب على الآباء أيضاً ممارسة الرياضة مع أبنائهم في الفضاء الطلق والطبيعة، بلهَ تنظيم خرجات (روندوني) وهو ما دأبت عليه جمعية أبريد الخير من خلال تنظيمها لخرجات سياحية جبلية للتعريف بالمنطقة. ويبقى الهدف الأسمى من هذا هو ربط أواصر الثقة والصداقة مع الأبناء والتقرب إليهم/هن أكثر فأكثر ومع الطبيعة، من خلال التحسيس والتربية البيئية، والتعرف على أماكن جديدة، والأهم هو تنمية الجسم وتربية البدن وما يعود على التحصيل الدراسي من نفع ومردودية، دون أن ننسى جعله الطفل يخرج من روتينه المدرسي اليومي.

للجانب الصحي أيضاً دور أساسي لا يقل أهمية عن ما هو بدني تمت الإشارة إليه، حيث وجب على الآباء والأمهات تلقين الطفل أوليات النظافة والعناية بصحته وجسمه، أيضا على الانتظام الدؤوب والمستمر في الوقاية التي تعتبر أفضل علاج، والظرفية الصحية تُحتم علينا أخذ كل التدابير والاحترازات حتى نبقى في أمان بما فيهم من يعيشون معنا.
يفرض الجانب الوقائي والصحي علينا أيضا توعية الأبناء على ضرورة الثقة الكاملة في الطب وأخد الدواء والعلاج الصحي القانوني، وذلك من خلال الابتعاد عن كل ما هو خرافي وله علاقة بتقاليد منحرفة أكل عليها الدهر وشرِب. لاسيما وعصر اليوم هو عصر التقنية والتكنولوجيا التي أضحت توفر الوسائل والمعلومات على أوسع نطاق.

نقاش التقنية كان حاضراً في اللقاء من خلال المداخلة الثالثة والإخيرة للأستاذ يعقوب خالدي، من خلال دور الآباء والأمهات في التوعية والتربية الرقمية وكيفية التعامل معها، وذلك من خلال تقنين وتوجيه الطفل لما هو فيه صلاح التقنية وفائدتها، وخير مثال الهاتف الذي أصبح يشكل حجرة عثرة للمتعلم المغربي وعائق كبير تعاني منه الأسر، وهذا ما وجب التصدي له بطرق عقلانية ومُنتظمة وبإحكام.
هذا وأكدت المداخلة على أن الحل الوحيد للتصدي لظاهرة إدمان الأطفال للهاتف هو مصاحبة الطفل وملإ وقته حتى لا يتسنى له التوجه لحمل الهاتف عند الفراغ، كما تمت الإشارة إلى الجانب المحمود والإيجابي في التقنية بشكل عام وليس الهاتف فقط، وذلك لما تفتحه من آفاق رحبة للتعلم والتثقيف والاستفادة.
في الأخير تم التوجه لكل أم بالتحية والتقدير على الحضور والتفاعل والمشاركة بحرقة في مُجريات اللقاء بالأسئلة والاستفسارات، وهو ما يدل على الاهتمام والوعي بمسألة التربية. الشكر أيضا لمدير مؤسسة الإمام مالك الابتدائية على قبوله احتضان النشاط، مع جميل التقدير كذلك لجمعية آباء وأمهات التلاميذ بالمؤسسة على التفاعل الجدي والمسؤول، الشكر أيضا لكل المنظمين والمنظمات الذين سهروا على إنجاح هذا اللقاء الجمعوي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WeCreativez WhatsApp Support
فريق صفروبريس في الاستماع
مرحبا