شهدت سواحل إقليم الناظور، وبالخصوص منطقة رأس الماء، استنفارا أمنيا واسعا عقب تزايد محاولات الهجرة غير النظامية نحو الضفة الأوروبية. مصالح الدرك الملكي كثفت من وجودها الميداني وفرضت طوقا مشددا على الشريط الساحلي في إطار عمليات استباقية تستهدف شبكات التهريب البشري.
التحركات الأخيرة تأتي استجابة لتقارير أمنية تشير إلى نشاط متنامي لعصابات منظمة تستغل الظروف الاجتماعية للشباب العاطل عن العمل، وتغريهم برحلات محفوفة بالمخاطر عبر قوارب متهالكة. السلطات أكدت أن هذه الحملات تهدف إلى حماية الأرواح من مآسي الغرق، إضافة إلى ضرب البنيات المالية التي تستفيد منها هذه الشبكات.
ويواكب هذا الاستنفار الأمني مساعٍ لتعزيز التنسيق مع مختلف الأجهزة المختصة، إلى جانب تعبئة فرق المراقبة البرية والبحرية للتضييق على المنافذ المستعملة في عمليات “الحريك”. كما يجري العمل على توعية الساكنة المحلية بخطورة الظاهرة وتداعياتها الإنسانية والاجتماعية.
السلطات شددت على أن مكافحة الهجرة السرية لن تقتصر على المقاربة الأمنية فقط، بل تتطلب أيضا معالجة العوامل الاقتصادية والاجتماعية التي تدفع العديد من الشباب إلى ركوب قوارب الموت بحثا عن مستقبل أفضل.
