كريم تريد (متدرب)
دائما ماكانت تشهد مدينة صفرو تنظيم ملتقيات ثقافية كبرى منها ذات الطابع الفني كمعارض اللوحات التشكيلية و ملتقيات ثقافية كبرى مثل إصدار كتابات أو روايات و دواوين شعرية أغلبها كانت لكتاب ينحدرون من المدينة أو نواحيها كذلك أوراش الرسم أو الموسيقى والمسرح والكتابة و المطالعة والشعر جل هذه المناسبات الثقافية التي كانت تميز مدينة صفرو خصوصاً في فترة تنظيم مهرجان الكرز الذي كان يقام سنويا بالمدينة حيث كان يتم الكشف عن مواهب وطاقات متنوعة في العديد من المجالات الفنية و الثقافية بمدينة صفرو والتي كانت تنبع من دور الشباب والمؤسسات التعليمية أو جمعيات المجتمع المدني بشتى مجالاتها ولم يكن هذا الزخم في المواهب الفنية والثقافية بمدينة صفرو صدفة لكن الأمر يرجع بشكل أساسي إلى توفر المدينة على أقدم مهرجان بالمغرب و الذي يتم من خلاله الإعتراف بمدينة صفرو في أكبر المنظمات الدولية كمنظمة اليونيسكو التابعة للأمم المتحدة كموروث ثقافي حيث وبفضل هذا المهرجان الذي يعتبر عالميا دائماً ما يسعى أغلب أبناء وبنات المدينة إلى حجز مكان ليثبتوا فيه نفسهم من خلال مساهمات فنية ثقافية أو رياضية وهو الأمر الذي كان يدفع بالعديد من أبناء المدينة باختيار مجال ثقافي لهم منذ الصغر وهو ما سبب في كثرة في المواهب الفنية والثقافية بالمدينة الأمر الذي كان يظهر في الملتقيات والعروض اللتي كانت تملأ شوارع المدينة خلال أيام مهرجان الكرز و تعتبر جل الأعمال التي كانت تقدم فيها هي ثمرات تدريبهم وتجهيزهم السنوي لتلك المناسبة السنوية المنتظر والتي من خلالها استطاعة المدينة الحفاظ على إستمرارية هذه الثقافة لأزيد من قرن من الزمن.
لكن خلال هذه السنة ومع إستمرار إغلاق دور الشباب ومنع الملتقيات الثقافية ومنع تنظيم مهرجان الكرز خلال
السنة الماضية و من المتوقع أن يمنع تنظيمه حتى هذه السنة بسبب جائحة كورونا و التي فرضت على تلك المواهب أن يحتفظوا بإنتاجاتهم الثقافية و الفنية لأنفسهم حتى وإن قامو بعرضها فسيكون عرضا إما عن طريق تقنيات وسائل التواصل الاجتماعي أو بحضور قليل و لن يكون هناك طابع الإحترافية في هذا العرض أو لن يتم إعطاء ذلك الإبداع حقه من التشجيع والدعم هو سبب رئيسي جعل عجلة الإنتاجات الثقافية بمدينة صفرو تصبح شبه متوقفة مما يطرح فراغ في وسط المبدعين بالمدينة و الذي سبقنا و أن ذكرنا أن المدينة كانت تزخر بهم هم الآن يتمنون إنتهاء هذه الأزمة في أقرب وقت حتى يتمكنو من العودة إلى إنتاج إبداعتهم و عرضها.
