العالمالمغرب

قضية “القرص الفارغ”.. لغز جديد يعمق غموض اختفاء مروان المقدم

في تطور مثير لواحدة من أكثر القضايا غموضًا في المغرب، فتحت النيابة العامة بالناظور تحقيقًا رسميًا في ما أصبح يُعرف إعلاميًا بـ”قضية القرص الفارغ”، وذلك بعد توصل عائلة الشاب المختفي مروان المقدم بقرص مدمج من شخص مجهول، ادعى أنه يحتوي على تسجيلات توثق ما تعرض له ابنهم. غير أن المفاجأة الكبرى كانت عندما تبين أن القرص فارغ تمامًا، لا يحمل أي محتوى، ما أثار صدمة العائلة وأعاد فتح جراح الانتظار والق

مروان المقدم، الشاب المغربي الذي اختفى في ظروف غامضة خلال عبوره على متن باخرة “أرماس” المتجهة نحو إسبانيا، يشكل اليوم لغزًا يؤرق الرأي العام الوطني. ومنذ اختفائه، تتقاذف العائلة رسائل مبهمة، وتواجه تفسيرات متضاربة، في ظل صمت رسمي خجول. لكن “القرص الفارغ” مثّل نقطة تحول حاسمة في القضية، إذ لم يعد الغموض متعلقًا فقط باختفاء الشاب، بل امتد إلى محاولة تضليل واضحة للرأي العام والأسرة، وربما للسلطات ذاتها.

النيابة العامة، وبتعليمات صارمة، باشرت التحقيق فورًا، وأمرت بتوقيف الشخص الذي سلّم القرص، إلى جانب الوسيط الذي تكلف بإيصاله إلى العائلة. وقد تم استدعاؤهما للتحقيق المعمق، في جلسة قضائية جرت صباح الاثنين بمحكمة الناظور، وسط اهتمام حقوقي وإعلامي متزايد. ويتعلق المحور الأساسي للتحقيق بالكشف عن خلفية هذا الفعل: هل كان بدافع النية الحسنة وتم خداع الشخص نفسه؟ أم أن الأمر أُحيك بسبق إصرار لترهيب العائلة، أو لتمويه التحقيقات الجارية في ملف الاختفاء؟

النيابة لا تستبعد أي فرضية. وقد باشرت بتفكيك تسلسل الأحداث، والبحث في الشبكة المحتملة التي قد تقف وراء هذا الفعل، خاصة أن الواقعة تنطوي على شبهة تواطؤ أو تضليل أو حتى استغلال مأساة عائلة في لحظة ضعف نفسي وإنساني. ووفق مصادر متطابقة، فإن المشتبه فيه الرئيسي خضع لتحقيق تقني يتعلق بمصدر القرص، والجهاز الذي أُعد عليه، وتاريخ إنتاجه، ما قد يفتح خيوطًا جديدة لتحديد الجهة التي تقف فعليًا وراء هذه “الرسالة المسمومة”.

القضية لا تنفصل عن سياق عام من الغموض يحيط بعدد من حالات الاختفاء في المغرب، حيث تصطدم العائلات في كثير من الأحيان بجدران الصمت، أو تواجه محاولات لتوجيهها بعيدًا عن الحقيقة. لكنها في هذه الحالة بالتحديد، تُظهر أن النيابة العامة بدأت تتعامل مع الملف بجدية أكبر، واعتمدت نهجًا تفاعليًا شفافًا، منفتحًا على الأسرة والرأي العام.

قضية مروان المقدم لم تعد قضية اختفاء فرد، بل أصبحت تمثّل صراعًا بين الحق في الحقيقة، وأصوات التضليل التي تسعى لإسكاتها. و”القرص الفارغ” ليس مجرد أداة تقنية، بل رمز لمستوى العبث الذي يمكن أن تبلغه بعض الأطراف في خضم المعاناة. وبينما تنتظر الأسرة أن تسمع خبرًا يقينًا عن مصير ابنها، تبقى الحقيقة، رغم الألم، الهدف الوحيد الجدير بالمطاردة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى