العالمالمغرب

حزب زوما يفضح حقد الحزب الحاكم الجنوب إفريقي تجاه المغرب


جنوب افريقيا تعيش مرحلة سياسية دقيقة، حيث تراجع نفوذ حزب المؤتمر الوطني الافريقي (ANC) داخليا بفعل الأزمات الاقتصادية، البطالة، وتراجع ثقة الشارع في قدرته على تحقيق وعوده. هذه الوضعية دفعت الحزب الحاكم إلى تكثيف الخطاب الخارجي وإبراز مواقف سياسية مثيرة للجدل، مثل العداء المعلن تجاه المغرب في قضية الصحراء المغربية، كوسيلة لصرف الأنظار عن الأزمات الداخلية وكسب دعم فئات أيديولوجية داخلية وخارجية.


الموقف العدائي للمغرب لا يمكن فصله عن التحولات العميقة التي تشهدها القارة. المملكة المغربية عززت حضورها في إفريقيا خلال السنوات الأخيرة عبر استثمارات استراتيجية، مبادرات تنموية، واتفاقيات تعاون متقدمة مع عدد كبير من الدول، ما جعلها رقما صعبا في المعادلة الإفريقية.
هذا الصعود أضعف من بريق جنوب افريقيا، التي كانت تعتبر نفسها لسنوات “القاطرة السياسية والاقتصادية” للقارة، خصوصا في فضاءات الاتحاد الافريقي. ومع تزايد الثقة الإفريقية في الدور المغربي، أصبح الحزب الحاكم في بريتوريا يشعر بتهديد لمكانته، ما يفسر تشدده السياسي تجاه الرباط.


في هذا السياق المتوتر، يبرز حزب زوما المعارض كقوة سياسية تعارض بشدة المواقف العدائية للحزب الحاكم تجاه المغرب. يعتبر حزب زوما أن هذه السياسة لا تخدم مصالح جنوب افريقيا على المدى الطويل، ويؤكد أن الحزب الحاكم يكن حقدا دفينا تجاه المملكة المغربية بسبب نجاحاتها المتزايدة في القارة. الحزب المعارض شدد على أن المغرب هو شريك أساسي يمكن أن يعزز دور جنوب افريقيا في إفريقيا إذا تم التعاون معه بدلا من العداء غير المبرر.


الخطاب العدائي تجاه المغرب يبدو في جوهره انعكاسا لغيرة سياسية أكثر من كونه دفاعا عن مبدأ أو التزاما بقضية. هذا الموقف يختزل في الواقع صراعا على الزعامة الإفريقية، حيث أن المغرب، بفضل دبلوماسيته النشطة وشراكاته المتوازنة، أصبح يجذب الأضواء ويترك جنوب افريقيا في الظل.
الرهان على ملفات خلافية كهذه بدل الانخراط في مشاريع تكاملية بين القوتين الإفريقيتين لا يخدم سوى القوى المنافسة خارج القارة، كما يضعف من فرص خلق محور تنموي حقيقي بين شمال وجنوب إفريقيا.


المشهد السياسي في جنوب افريقيا يتجه نحو مزيد من الاستقطاب، والحزب الحاكم يستخدم ملف المغرب كأداة سياسية داخلية وخارجية. غير أن استمرار هذا النهج قد يعزل جنوب افريقيا دبلوماسيا، خاصة إذا واصل المغرب ترسيخ مكانته كفاعل تنموي وسياسي مؤثر في القارة. موقف حزب زوما الداعم للمغرب يضيف مزيدا من الضغط على الحزب الحاكم، ويشير إلى أن هناك آفاقا من التعاون التي قد يتم تجاهلها بسبب المواقف السياسية القصيرة النظر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى