صفرو

تفاعلا مع استقالة الفيلالي..كريم شفيق يكتب : هروب أم إستقالة؟

في خطوة لم أستغربها قدم رئيس المجلس الجماعي لمدينة صفرو استقالته من حزب العدالة والتنمية، وهو القيادي المؤسس و الزعيم القائد و الجمعوي المناضل والخطيب المفوه الذي طالما افحم منتقدي العدالة والتنمية بخطابات عصماء و كتابات لن يجف مدادها وتبقى أثرا يتذكره بها من سيخلفه في الحزب والحركة و الجمعية.
هذه الاستقالة لاتشبه الاستقالات التي سبقتها ولا التي ستلحقها لكونها جاءت من أحد أبناء الدار الذين انطلقت معهم الفكرة و بهذه الاستقالة تكون الفكرة برمتها قد بدأت بالانهيار.
مخاض و أحداث كثيرة سبقت الاستقالة أهمها هو صراع المناصب و وهم الكراسي فالاستمرار في الكرسي الوثير و المذر للدخل و للمكانة الاجتماعية هو أحد الأسباب المهمة متناسيا انه “لو دامت لغيرك ما وصلت إليك”
ثانيا ان كل الاخوان انفضوا من حوله لكونه فضا غليض القلب، فكل إخوانه وصلوا إلى خلاصة مفادها انه لا إستمرار للحزب مع إعادة تركيته وحتى آخر الملتصقين به ابتعدوا عنه ونزع لهم تفويضاتهم داخل الجماعة وبهذا القرار قطعت شعرة معاوية وأصبح الرئيس رئيسا على نفسه سيصفي آخر الملفات العالقة منفردا وحيدا إلى من رقابة القضاة الذين لازموه طوال ولايته، و رقابة الله الذي لا تخفاه خافية.
تالتا: استقالة الرئيس هي عبئ انزاح عن حزب العدالة والتنمية الذي سيدخل الحملة الانتخابية محاولا التملص منه ومن خطاياه لكن كيف سيقنع الناخبين بوجوه زكت الرئيس لولاية كاملة دون اعتراض او معارضة حتى في أقبح القرارات التي عادت بالمدينة بسنوات للوراء.
رابعا اذا كان الرئيس استقال ليقود لائحة مستقلة او بحزب آخر فكيف سيتنصل من رصيده التاريخي بحزب المصباح، وكيف سيقنع الناخبين بحصيلته الكارثية، و قراراته الخاطئة، ام انه سيلصقها لحزب العدالة والتنمية ويتبرئ منها برائة الذئب من دم يوسف.
خامسا هل استقال السيد الرئيس بسهولة دون محاسبته من مسؤولي حزبه الذين زكوه على رأس لائحتهم وزكوه رئيسا للجماعة، اذا كان الأمر كذالك فكل أوزاره تقع على عاتق حزب العدالة والتنمية الذي سيعاقبه الناخبين في صناديق الاقتراع.

المشهد السياسي بمدينة صفرو مع إقتراب الانتخابات هو مشهد عبثي لا يمكن وصفه الا بالابتذال، فلا مبادئ ولا إيديولوجيا ولا أفكار، فقط فلان انتقل من دكان الى دكان وعلان عضب و حمل مريديه وانتقل بهم إلى وجهة معلومة او غير معلومة، ابتزاز هنا وهناك، مشاهد كاريكاتيرية لاتزيد إلا من تمييع الحقل السياسي وتزيد من فقدان ثقة الناخبين في ممثليهم.
ان السبيل للرقي بالمشهد السياسي هو بناء مؤسسات حزبية حقيقية على أساس توجهات واضحة والانخراط فيها يكون على أساس تعاقدات وبرامج و تقلد المسؤولية على اساس المحاسبة و الوضوح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WeCreativez WhatsApp Support
فريق صفروبريس في الاستماع
مرحبا