المغربغير مصنفمتفرقات

إنعاش التجارة عن طريق الشعوذة..الحل الأخير

playstore

 

 

sefroupress

أمينة أوسعيد

 

 

“المحالات متصافا والارزاق متفرقا”. يتكئ الكثير من التجار على هذا المثال المغربي الصرف لتطعيم أنفسهم بحقنة الرضى والقناعة في تدبير تعاملاتهم التجارية مع الزبناء. لكن هناك نوع آخر من التجار الذين يلجؤون إلى سبل أخرى لإنعاش تجارتهم وزيادة عدد المبيعات وعدد المشترين. وهذا ما يلاحظ عند الولوج إلى الأسواق. حيث نجد بعض المحلات التجارية مكتظة بالزبائن دون غيرها رغم تشابه البضاعة وتقارب الأثمنة.. قد يكون أسلوب التعامل والقدرة على الإقناع والتواصل عند البعض أكثر في حين يفتقد البعض الآخر لفنون اللباقة وكسب ثقة المشتري. لكن حتى هذا السبب لا يساهم في تكافؤ الفرص. فرغم فضاضة بعض التجار لا ينفض الزبناء من حولهم بل بالعكس يتجمهرون ويشترون.. ترى ما السر وراء ذلك؟ وما هي الطرق التي يلجأ إليها بعض التجار من أجل إنعاش تجارتهم ومضاعفة مداخيلهم اليومية؟

حملت سؤالي هذا إلى أحد أسواق الجملة بمدينة الدار البيضاء.. فتباينت الأجوبة ولكن كلها كانت تشير بسبابتها إلى “الشعوذة” واستخدام الجن لجلب الرزق بزعمهم.. أول تاجر سألته أجابني وهو يبتسم: ” شتي فهاد الوقت والله لقفلتي لفور.. كولشي دبا كيتعطا للشعوذة ماشي غي في التجارة فجميع المجالات.. غادي تشوفي غي الأطباء علاش واحد كتلقاه كينش الذبان واحد كتلقا عليه الزحام.. هنا خاصكي تفهمي علاش”. لم يكن هذا التاجر الوحيد الذي يراهن على الشعوذة لتيسير تجارته وبيع بضاعته. فبعد جولة أخرى قادتني إلى” قيسارية” أخرى، أعرف فيها بعض التجار الذين جمعتني بهم معاملات البيع والشراء ولا يعرفون أنني أشتغل في مجال الصحافة. ولو كانوا يعلمون أنني سوف أخوض في هذا الموضوع ما كانوا ليفتحوا معي قنوات الحوار بكل أريحية.. عندما سألت “يوسف” عن السر وراء عدد زبائنه الذي يزداد ولا ينقص رغم الركوض الذي تعرفه تجارة الملابس هذه الأيام بسبب غلاء المعيشة وانشغال الناس بأشياء أكثر أهمية من اقتناء الملابس. فاجأني بإجابته” البركة اختي أمينة فالشيخ السوسي لي كيخدملي الشغل.. بغتي نمرتو نعطيها ليك.. وغادي تشوفي النتيجة بعنيك ”

كان “يوسف” يتحدث بكل يقين أن “الفقيه” يملك مردة من الجن يعملون على جلب الزبائن بكثرة لمحله التجاري. وقد أعطاه خاتما يضعه في بِنْصَره لهذا الغرض.

استقيت هذه الشهادات من مدينة الدار البيضاء العاصمة الاقتصادية.. لكن كان لابد من معرفة رأي بعض تجار مدينة صفرو في الموضوع. خاصة أن المدينة تتجه إليها أصابع الاتهام في كثير من المناسبات وتتهم بالسحر والشعوذة.. فكانت نفس الأجوبة تتردد. لكن رد أحد التجار كان صادما ” عمر داود ما يعاود اختي.. نهار مشيت عند الفقيه يدير لي الجلب للمحل وقعلي سيركوي في المحل وكانت غادي تشعل فيه العافية غي ربي لطف.. الله يسمحلي ويغفر لي وصافي”

هذه الشهادات استثناءات وحالات معزولة لا يعتد بها … فالبعض الآخر ممن سألتهم كانت تسكنهم قوة الإيمان بأن الرزق مقسوم من لدن الخالق وكل يوم يحمل معه رزقه.. ولا يمكن أن يشرك بالله من أجل دراهم معدودات..

السحر والشعوذة من الموبيقات السبع والكبائر وتدخل في باب الشرك بالله. لكن من يعبأ بكل هذا فعندما تنتهي حلول الأرض تبقى الشعوذة الحل الأخير.

playstore

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WeCreativez WhatsApp Support
فريق صفروبريس في الاستماع
مرحبا