كريم تريد (متدرب)
تسبب قرار إغلاق أزيد من ملحقتين تعليميتين بقبائل بني صلحان و أولاد ميمون التابعتان لجماعة إغزران بإقليم صفرو سنة 2017؛ في آثار جد سلبية على تلاميذ أزيد من 10 دواوير تضمها هذه القبائل.
حيث تم بناء على هذا القرار المتهور حرمان العديد من أبناء الأسر الفقيرة من متابعة أبنائها للدراسة؛ بعد أن لم تتمكن من تغطية مصاريف النقل المدرسي الوحيد الذي يقوم بإيصال التلاميذ إلى المدرسة المركزية بجماعة إغزران.
وقد عبر الآباء عن عجزهم عن أداء هذه المصاريف لكونها باهضة باعتبار التلاميذ أبناء مناطق قروية وأسر جد فقيرة ومعوزة؛ مدخولها الوحيد يتكون من الفلاحة المعيشية وتربية المواشي فقط، وحتى من تمكن من أن يساير الدراسة عبر دفع المصاريف للجمعية المكلفة بتسيير حافلة النقل المدرسي. فلم يسلم من المعاناة اليومية مع طول المسافة الفاصلة بين المؤسسة المستقبلة والقرى التي يقطنها التلاميذ. والتي قد تصل إلى 70كلم في بعض الأحيان. إضافة إلى صعوبة الطريق ورداءتها.. ناهيك عن مشاكل الحافلة الوحيدة التي تقوم بنقل التلاميذ، حيث أن أغلبهم مفروضٌ عليهم الاستيقاظ على الساعة الثالثة صباحا حتى يتسنى له الوصول إلى المدرسة في الوقت المحدد.
الشيء الذي أدى بأغلبهم إلى الإصابة بأمراض جسمانية خطيرة في ظل غياب شروط الصحة النفسية و البيولوجية السليمة التي ستمكن التلميذ من التمدرس.
وقد أعرب الآباء المتضررون عن كون هذه الإشكالات العويصة لن تحل سوى بإعادة فتح الوحدات المدرسية التي سبق و أن تم إغلاقها، ويتعلق الأمر بالحديث بالتحديد عن ملحقة بني صلحان، و ملحقة ولاد ميمون، حيث أن هاتين الملحقتين كانتا أقرب للتلاميذ ولم يكن هناك عبء كبير مثل الذي يعاني منه اليوم التلاميذ و ذويهم.
إلى ذلك فقد عبر ساكنة القبيلة عن حرقتهم من الحرمان القصري الذي يعانيه أبناؤهم من مشاكل متابعة الدراسة؛ عبر تعرضهم لشتى أنواع الخطر التي قد يواجهونها يومياً كالتعرض للحيوانات البرية التي توجد بالغابات المحيطة بالقبائل؛ وغيرها من المخاطر، أو حتى عن عجزهم المادي الذي يمنعهم من التوجه إلى مدينة رباط الخير للإستقرار فيها و توفير شروط أكثر ملاءمة لأبنائهم في التمدرس وغيرها من أشكال المعاناة اليومية.
وفي هذا الإطار فقد صرح لجريدة صفرو بريس أحد الفاعلين الجمعويين بالمنطقة على أن الآباء المتضررون قاموا في وقت سابق بمراسلة المديرية الجهوية للتربية والتكوين بهذا الخصوص. غير أن الحوار الذي جرى في هذا الصدد بين المسؤول الإقليمي والمشتكين لم يسفر عن جديد يذكر؛ ولم يخلص إلى تقديم أي إجابة تشفي الغليل على أرض الواقع.
وبناء على ذلك فقد طالبت ساكنة قبائل بني صلحان المنتمية لجماعة إغزران التدخل بشكل ضروري ومستعجل من أجل إنقاذ أبناء القبائل من حرمانهم من حقهم المقدس في الدراسة بأن يتم فتح الملحقات السابقة و لم لا إنشاء ملحقات أخرى جديدة من شأنها حل هذه الأزمة، كما طالبت بتعزيز أسطول النقل المدرسي بإضافة حافلات جديدة حتى يتسنى للتلاميذ التنقل في ظروف صحية ملائمة وجيدة.