المغرب

لماذا الاستغراب؟ مثل الدواء مثل المكياج.. حتى الجمال راه صحي

في خرجتين متتابعتين، وجد المواطن المغربي نفسه يتابع مسرحية جديدة من نوع “الصحة في زمن الدعم”، أبطالها هذه المرة وزارة الصحة وجمعية المصحات الخاصة. الوزير قال بكل ثقة إنه أوقف الدعم المخصص للمصحات الخاصة، لكن الجمعية ردت عليه بنبرة هادئة: “آ سيدي الوزير، آش من دعم؟ حنا ما عمرنا شْفنا حتى ريال، وإذا كنتي كتعاون شي مصحة بلا علمنا، خرج لينا سميتها للعموم.”

الناس بقات محتارة: واش فعلا الدعم كان كيمشي للمصحات ولا لمراكز التجميل؟ ماشي مستبعد يكون الوزير خلط بين “مصحات التطبيب” و”صالونات الماساج”، خصوصا وأن المفهوم ديال “العناية بالصحة” ولى واسع بزاف… فيه السيروم، الكولاجين، والحقن، وكلها تدخل ضمن خانة العلاج التجميلي الوقائي!

الوزارة بدورها مبدعة في الشفافية… لدرجة أن الدعم ولى شفاف حتى اختفى، ما كيبان لا في الميزانية ولا في الوجوه. والجمعية دابا دايرة بحال المحقق كولومبو، كتقلب في الفواتير والمراسلات باش تلقى أثر لأي دعم طار من الخزينة قبل ما يهبط فالحساب.

وفي النهاية، المواطن اللي محتاج عملية جراحية ولا فحص بسيط، كيبقى يتفرج فهاد الحلقة الساخرة من مسلسل “صحتك بين يدي الميزانية”. مواعيد مؤجلة، أثمان مضاعفة، ومصحات كتحول المريض لزبون، والطبيب لمستشار تجميل.

ربما ماشي ضروري نفرّق بين الدواء والمكياج… فبحال ما قال واحد الفيلسوف العصري: حتى الجمال راه صحي!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى