لا أحد ينكر الواقع المتردي الذي أصبحت تعيشه مؤسسة التكوين المهني بمدينة صفرو، والآفاق المحدودة التي تنتظر الطلبة المتدربين بهذا المركز جراء المشاكل المتنوعة التي تتربص بهم خلال مدة التكوين والتدرب، والتي يعزوها البعض إلى السياسة الهزيلة التي تنهجها الإدارة الحالية، والتي تعرف تخبطا كبيرا في التسيير، وارتجالا متواصلا في تدبير شؤون المؤسسة، لم يرق إلى تطلعات الطلبة؛ وحال دون بلوغ مستويات معقولة، وأنتج تكوينا ضعيفا يعجز عن مسايرة مستجدات العصر.. ويقصر عن مواكبة التطور العلمي الحالي.. بسبب التقاعس عن تلبية متطلبات الطلبة المتدربين، وتوفير الشروط الملائمة للتكوين، وتبني الإصلاحات العميقة بالشكل الأمثل لتجاوز الخصاص الذي تعرفه المؤسسة على مستوى الأطر، والمرافق، والأنشطة. وتجويد الأداء، وتجاوز الوضع الحرج الحالي، والذي يضرب هيبة وسمعة المؤسسة في العمق، خصوصا مع توافر المؤهلات الكفيلة بذلك.
بنية تحتية هزيلة لا ترقى إلى مستوى تطلعات الطلبة
لاشك في أن الخصاص الذي تشهده مؤسسة التكوين المهني بصفرو على مستوى البنية التحتية، قد ألقى بظلاله القاتمة على مردودية التكوين بهذا المركز، وساهم في تكريس مستويات متدنية متخلفة عن الركب. هذا الخصاص الذي يستدعي خلق مرافق للمطالعة وممارسة بعض الأنشطة الثقافية والرياضية. ناهيك عن النقص الحاد في عدد الحجرات والقاعات الدراسية، مقارنة مع العدد الهائل للطلبة بمختلف الشعب المتعددة، والذي يكون سببا في التخلي عن تلقي مجموعة من الحصص الدراسية، في ظل غياب القاعة المخصصة لذلك، والذي يحتاج إلى تدخل فوري وعاجل لتجاوزه (حيث أن هذا الخصاص يؤدي أحيانا إلى فوضى عارمة في استغلال القاعات التي تعرف تهافت الجميع عليها، ومن حضر أولا يحظى باحتلال فضائها، بينما لا يجد مكانا للتدريس كل أستاذ أتى متأخرا، والخاسر الكبير هو المتدرب دائما)
أما على مستوى القاعات القليلة المتوفرة فلقد صرح العديد من المتدربين للجريدة على أنها طيلة فترة الشتاء تتحول إلى غرابيل تخترقها المياه المتسربة لتتساقط قطراتها عليهم في إشارة منهم إلى ما يسببه من تأثير على تحصيلهم العلمي وما قد يشكله من خطر عليهم وعلى مكونيهم،وأضافت أحد المتدربات متأسفة على أن النقص في عدد المقاعد بهته القاعات يضيع ربع الساعة الأولى من كل حصة في البحث عن مقاعد في قاعات أخرى……
