صدر العدد الأول من “مجلة أگاي التربوية” خلال الأسبوع الأخير من شهر يونيو 2015، عن مطبعة أميمة بفاس، في حوالي 270صفحة من القطع الكبير. وهي مجلة تعنى بالشأن التربوي والبحث العلمي، تصدرها نيابة وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بصفرو، بتنسيق مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة فاس بولمان، لعلّها تفتح نافذةً نَتَنَسَّمُ من خلالها هواءَ حِكمةٍ بالغة أو حُجّةٍ دامغة أو فكرةٍ مُلتَمِعة أو نظريةٍ مُلْهِمة أو ممارسةٍ مُبْدِعة تستحق التقاسم،
صدر العددُ الأول من “مجلة أگاي التربوية” وصار واقعا في العيان، بعد أن كان فكرة تَخَلَّقَتْ في الأذهان ذاتَ ربيعٍ أثناءَ مَحْفَلٍ علمي لخلية البحث التربوي ترأسه النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بإقليم صفرو الأستاذ، إذ قال: “لما خامَرَ النفسَ أملٌ في إطلاق مجلةٍ تُعنى بالشأن التربوي والبحث العلمي بنيابة إقليم صفرو، كادت تُقْعِدنا عن خوض التجربة هواجسُ ومطباتٌ وصخورٌ ودخان… بيد أنني لما دعوتُ ثُلةً من الممارسين والباحثين للتداول والتشاور في هذا الشأن، ألفيتُ فيهم صدقَ النيةِ وحُسْنَ الطّويةِ وحماسًا مُتوقِّدا، فأدركتُ أنه حين تَصْدقُ النوايا وتَسْلمُ الصدور وتَصِحُّ العزائم، يَهونُ كلُّ صعْبٍ ويتيسّرُ كلُّ عسير. وأيقنتُ أن نبوءةَ المتنبي “على قدر أهل العزم تأتي العزائم” لا تخطئُ طريقَها نحو التحقق أبدا”.
احتوتْ المجلة في أثنائها وبين طياتها مقارباتٍ تربوية، ومتابعاتٍ نقدية، ونصوصًا إبداعية، وإسهاماتٍ بلغات أجنبية… نذكر منها تمثيلا لا حصرا:
– حاجاتُ المتعلم ومغرياتُ المدرسة، للدكتور عبد الكريم الرحيوي.
– التفاعلات الصفية ودورها في بناء التعلمات، للدكتور سعيد الفراع.
– سيـكولوجـيا الانتبـاه: الانتباه الانتقائي وتجنيد الموارد الانتباهية، للدكتور عبد الكريم الفرحي.
– الازدواجية اللغوية وأثرها على تدريس اللغة بالمغرب، للدكتور عبد المجيد بوفرعة.
– النظام الجزائي للموظف العمومي بقطاع التربية والتكوين، للدكتور محمد البقصي.
– تجليات اللغة المسرحية بين النص والعرض، للدكتور عقا أمهاوش.
وقد خُطَّت المقالاتُ بلغةٍ لا يَسْتَوْحِشُها القارئُ العادي، ولا يَسْتَنْكِفُ منها ذو الحظ الوفير من العلم الغزير، وهيئةُ تحريرها لا تَدّعي الكمالَ في كل ذلك، بل إنها تُشاطِرُ المؤرخَ الصيني “تاي تنج” (ق.13م) قولَه: “لو كنّا لننتظر الكمال، لما فرغنا من كتابةٍ إلى الأبد” لذا فإن الصدر منشرحٌ لكل ناصحٍ نزيه أو ناقدٍ نبيه أو مقترحٍ وجيه… وكلُّ الأملِ في أن يشتدَّ عودُ المجلة في المستقبل المنظور، وتزدهرَ أفنانُها، فتنتجَ ثمارا تَسُرُّ الناظرين، بفضل تفاعلكم قُراءً وكُتّابا…