
تحتضن مدينة فاس خلال الفترة الممتدة من 13 إلى 21 نونبر الجاري النسخة الخامسة من مهرجان « الزيتون »، الذي تنظمه الجمعية المغربية لمساعدة الأطفال في وضعية غير مستقرة، بمناسبة سنوية تحتفي بشجرة الزيتون باعتبارها رمزاً بيئياً وثقافياً وإنسانياً. ويقام المهرجان تحت شعار « الزيتون.. روح الأرض ونكهة الحياة »، ليجمع بين الأبعاد الثقافية والبيئية والاجتماعية لهذه الشجرة التي تحتل مكانة رمزية وعملية في الحياة المغربية.
يمثل مهرجان الزيتون فرصة لتسليط الضوء على أهمية هذا المورد الطبيعي في الاقتصاد المحلي والزراعة التقليدية، إضافة إلى دوره في تعزيز التوازن البيئي وحماية التراث الثقافي المرتبط بالزيتون والزيوت الطبيعية. كما يتيح المهرجان للعائلات، والفنانين، والمزارعين، والمجتمع المدني مساحة للتلاقي والتبادل حول القيم المرتبطة بالأرض والاستدامة والابتكار في استخدام منتجات الزيتون.
من الجانب الإنساني، يرتبط المهرجان برسالة التضامن التي تحملها الجمعية المنظمة، إذ يساهم في دعم الأطفال في وضعية غير مستقرة، من خلال جمع التبرعات وتنظيم أنشطة ترفيهية وثقافية تهدف إلى تحسين ظروفهم المعيشية وتعزيز إدماجهم الاجتماعي. كما يعكس المهرجان روح التعاون بين مختلف الفاعلين المحليين والمؤسسات المدنية والثقافية، في إطار مبادرات تعكس الهوية المغربية المتجذرة في احترام الطبيعة والتقاليد والقيم الإنسانية.
ويأتي تنظيم النسخة الخامسة في سياق سعي الجمعية إلى تطوير المهرجان سنوياً، من خلال إثراء البرنامج بمجموعة من الورشات، والمعارض، والعروض الفنية، والأنشطة البيئية، التي تهدف إلى تعزيز الوعي بأهمية حماية البيئة، وتشجيع الممارسات المستدامة في الزراعة والصناعات الغذائية المرتبطة بالزيتون.
ويشكل مهرجان الزيتون بفاس أيضاً منصة للترويج للمنتجات المحلية، وإبراز الجودة العالية للزيتون المغربي، مع تعزيز الفرص الاقتصادية للمزارعين والحرفيين، وتقديم هذه الثقافة الغذائية التقليدية للزوار والمهتمين من مختلف المدن المغربية وحتى من الخارج.
في مجمل الأحداث، يسعى مهرجان الزيتون إلى الجمع بين الأبعاد البيئية، والثقافية، والاقتصادية، والاجتماعية، ليصبح بذلك مناسبة وطنية تعكس قدرة المغرب على الاحتفاء بموارده الطبيعية وربطها بالإنسانية والقيم المجتمعية، مع توفير تجربة غنية للزوار تعكس التنوع الثقافي والهوية الأصيلة للمدينة.



