الحركة الشعبية وقرن الخروف.. افتتاح رسمي للعبور إلى “أرض المعاد” الحزبية

في مشهد أقرب إلى الطقوس التوراتية منه إلى الأعراف السياسية، اختتم حزب الحركة الشعبية أحد لقاءاته الأخيرة بنفخ رمزي في “قرن الشوفار”، على يد ممثل الطائفة اليهودية، وبحضور قياديين بارزين في الحزب يتقدمهم الأمين العام محمد أوزين.
المشهد لم يكن عرضا ثقافيا ولا فقرة فولكلورية، بل لحظة احتفالية دينية تحمل حمولة رمزية ثقيلة، توحي وكأن الحزب يعلن، بطريقته الخاصة، العبور الرسمي نحو “أرض المعاد” الحزبية، أو بداية تحالف روحاني جديد في السياسة المغربية.
وما زاد من غرابة المشهد هو حضور محمد الفيزازي، المعروف بخطابه الديني ، إلى جانب ممثل الطائفة اليهودية، في توليفة رمزية قل نظيرها، جمعت بين قرن الخروف والعمامة، وبين الخطاب العقائدي والواجهة الحزبية.
الحدث أثار موجة من السخرية والاستغراب على مواقع التواصل، إذ بدا للبعض وكأن الحزب بصدد التحول إلى ملتقى سماوي للطقوس المختلطة، فيما تساءل آخرون عما إذا كانت الخطوة تندرج في خانة “التجديد السياسي”، أم مجرد تشياخت انتخابية مغلفة بالدين والهوية.
وسط هذا الغموض، لم يصدر عن الحزب أي توضيح بشأن سبب إدراج هذا الطقس العبوري في ختام فعالية حزبية، وكأن الأمر لا يستحق نقاشا، أو كأن نفخ قرن الخروف صار طقسا مؤسسيا جديدا في زمن الفراغ السياسي.



