حين تستعيد الواحات أنفاسها بفضل مشروع بسيط وروح تضامنية

في عمق الجنوب الشرقي للمغرب، وتحديداً بمنطقة تازناخت، تحوّلت السيگية القديمة، وهي نظام تقليدي لجلب المياه، إلى محور مشروع جديد يهدف إلى إحياء الزراعة المحلية، وتوفير الماء الشروب للسكان، بعدما أصبح الجفاف يهدد كل شيء. المشروع، وإن بدا محدود الموارد، إلا أنه يحمل رمزية كبيرة في زمن بات فيه الماء مرادفاً للبقاء.
ما يميز هذه المبادرة أنها اعتمدت على آليات بسيطة، وعلى انخراط الساكنة المحلية، في ترميم القنوات التقليدية، وتنظيم توزيع المياه، وبث الوعي حول أهمية التدبير الرشيد للثروة المائية. ليس المشروع معجزة هندسية، لكنه نموذج لما يمكن أن يحدث عندما يلتقي الدعم المؤسساتي بالإرادة الشعبية، في مناطق غالباً ما تُوصف بالتهميش والنسيان.
وهكذا، تعود الحياة شيئاً فشيئاً إلى الحقول، وتسترجع الواحات دورها كحاضنات بيئية وزراعية، ليس بفضل حلول فوقية، بل عبر مشاريع قاعدية تعيد توزيع الأمل بالتدفق نفسه الذي يعيد الماء إلى مجراه.