مع ختام سنة 2024، يترسخ اسم عبد اللطيف حموشي بوصفه حجر زاوية في المشهد الأمني المغربي، بعدما تمكن من توجيه الأجهزة الأمنية بمهارة وبُعد نظر خلال عامٍ امتلأ بالتحديات محليًا ودوليًا. ورغم ضغوط المشهد العالمي، استطاع حموشي أن يرسم خارطة طريق أمنية جعلت من المغرب نموذجًا يحتذى به في التعامل مع المخاطر المعاصرة، سواء تعلق الأمر بمكافحة الإرهاب أو الجريمة المنظمة أو الانتهاكات الرقمية.
تحولات نوعية في الجهاز الأمني
برزت المديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني في السنوات الأخيرة كمؤسستين رائدتين ليس فقط في تفكيك خلايا إرهابية عالية الخطورة، وإنما أيضًا في تطوير آليات أكثر تطورًا للتصدي للجرائم السيبرانية.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل أطلقت الأجهزة الأمنية عدة مبادرات تهدف إلى تعزيز التعاون الإقليمي والدولي، الأمر الذي أسهم في الارتقاء بمكانة المغرب كشريك استراتيجي في الحفاظ على الاستقرار الإقليمي.
توازن بين الحزم واحترام الحقوق
لعلّ أحد أبرز ملامح قيادة حموشي هو الدمج المتقن بين الحزم الأمني واحترام حقوق الإنسان، فإلى جانب اعتماد استراتيجيات فعّالة للتعامل مع التهديدات المتزايدة، حافظت الأجهزة الأمنية على نهجٍ يُولي أهمية كبرى للحريات الفردية. وقد حظي هذا النهج بإشادة من قبل منظمات حقوقية ودولية، خصوصًا وأن المغرب يمضي في دعم مقاربة “شرطة القرب” التي تحرص على التواصل المباشر مع المواطنين وتعزيز الثقة بين الطرفين.
تمكين العنصر البشري وتعزيز الابتكار
لم يقتصر نجاح حموشي على الجانب العملياتي فحسب، بل امتد ليشمل الارتقاء بالعنصر البشري داخل المؤسستين الأمنيتين.
فقد اعتمدت المديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني برامج تكوينية مكثفة تُواكب أحدث التطورات في مجال الأمن السيبراني وتحليل البيانات الاستخباراتية. كما حرصت على تبني أحدث التقنيات الرقمية، بدءًا من أنظمة الرصد المبكر إلى تطوير منصات تواصل ذكية توفّر خدمات أكثر سهولة وسرعة للمواطنين.
شراكات عالمية وآفاق جديدة
تُوِّجت جهود الأجهزة الأمنية المغربية خلال عام 2024 بشراكات متينة مع دول ومنظمات دولية تبحث عن خبرة ناجحة في مواجهة المخاطر العابرة للحدود. ففي سياق التحديات العالمية المتصاعدة، أصبحت الرباط محطة محورية للقاء خبراء الأمن وممثلي الأجهزة الاستخباراتية الإقليمية والدولية.
وقد أسهمت هذه الشراكات في تعزيز وضع المغرب في المحافل العالمية، مؤكدّة قدرته على لعب دور محوري في تعزيز الأمن والسلم الدوليين.
نحو عامٍ جديد من الأمل والاستمرارية
بالرغم من أن سنة 2024 كانت مليئة بالصعوبات على الصعيدين الداخلي والخارجي، فإن ما تحقق من إنجازات تحت قيادة عبد اللطيف حموشي يؤكد أن المغرب قادر على الصمود أمام التحديات، بل والاستفادة منها لترسيخ مكانته كبلد آمن ومتطور. لا تزال الرهانات الكبرى مطروحة، لكن الرؤية الأمنية المتجددة التي اختطّها حموشي تبرهن أن التوفيق بين ضمان الأمن واحترام كرامة الإنسان هو رهان رابح يمدّ المغرب بأفق أكثر إشراقًا. ومع انتهاء هذه السنة، يتطلع المواطنون إلى مستقبل يظل فيه الأمن والاستقرار قرينين للتقدم والتنمية.